نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


عنف وجنس ومخدرات في فيلم "الهمج" لسلمى حايك وأوليفر ستون




لوس انجليس - ليليانا مارتينيث سكاربييلليني - يعود المخرج المثير للجدل دائما أوليفر ستون للسينما بفيلمه الجديد "الهمج" أو " Savagas" الذي يتناول فيه موضوع صراع المخدرات في المكسيك ولكن فيلمه الذي بدأ عرضه على شاشات السينما في السادس من تموز/ يوليو، يتميز هذه المرة بمعالجة مليئة بالمزيد من العنف والجنس والعلاقات المعقدة في خضم الصراع بين تجار المخدرات المحرمة من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية.


عنف وجنس ومخدرات في فيلم "الهمج" لسلمى حايك وأوليفر ستون
ولد اوليفر ستون في عام 1946 وهو مخرج وسيناريست أمريكي حصل على الأوسكار ثلاث مرات، اثنان منها عن الإخراجومرة للسيناريو. اشتهر ستون بانتقاده للمجتمع الأمريكي وسياسة الحكومة الأمريكية في أفلامه ومن بينها "فصيلة جنود" و "مولود في الرابع من يوليو"، كما أخرج فيلما عن زعيم فنزويلا هوجو شافيز، وآخر عن رئيس إيران أحمدي نجاد، كما قدم أيضا فيلما عام 2006 عن أحداث 11 أيلول/ سبتمبر.
 
خاض ستون العديد من المفاوضات من أجل الحصول على حق استغلال رواية الكاتب الأمريكيالشهير دون وينسلو التي تم نشرها في عام 2010 وحققت نجاحا كبيرا وبعد موافقة وينسلو على تحويل روايته إلى فيلم سينمائي بدأت رحلة البحث عن فريق العمل من الممثلين وأخيرا تم الاتفاق مع ابطال الفيلم وهم سلمى حايك وجون ترافولتا واوما ثورمان والبويرتو ريكي بينيثيو ديل تورو وأرون جونسون وبلاك ليفلي ودميان بشير.
 
قصة فيلم الهمج ذات وجهين عمودها الفقري قضية صراع تجار المخدرات بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية والقصة الثانية التي تسير جنبا إلى جنب مع القصة الأساسية هي قصة حب تجمع بين اوفيليا وشابين يحملان الماريجوانا بين المكسيك وكاليفورنيا.
 
تدور أحداث الفيلم بين اثنين من تجار المخدرات يواجهان تاجرة مخدرات مكسيكية تقوم بدورها سلمى حايك حيث تظهر بشكل جديد مما يدفع سلمى إلى استخدام نفوذها في خطف اوما ثورمان صديقة الشابين وتطالب بفدية كبيرة مما يدفعهم لسرقة باقي العصابات لسداد الفدية.
 
والنتيجة فيلم مكثف يتميز بسرعة أحداثه وله أهداف محددة حيث يحمل رسالة واضحة تدعو إلى تجريم المخدرات ووقف بحر الدم والحرب الأهلية المستعرة في المكسيك والتي بدات منذ الصراعات القائمة بين كارتيلات المخدرات.
 
 ويحذر الفيلم من أنه على الرغم من عدم وصول عنف المخدرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد إلا أن ذلك وارد حدوثه حيث أن تجار المخدرات إلى الآن يفضلون أن يظل العنف في المكسيك ولكن أمريكا إن لم تضع الأمر تحت السيطرة فإنه ليس من المستبعد ان تصل نيران الصراع إلى أراضيها.
 
 يذكر الممثل المكسيكي دميان بشير الذي رشح لجائزة الاوسكار عن فيلم "حياة أفضل" إن الفيلم يعد بمثابة وقفة لنا جميعا ككتاب وفنانيين علينا أن ندرك أين موقعنا من الأحداثوماذا قدمنا من أجل وقف العنف وتجريم تجارة المخدرات.
 
 يجسد بشير دور اليكس أحد كبار تجار المخدرات والذي ساعد ايلينا بطلة الفيلم (سلمى حايك) في خطف اوفيليا من أجل ابتزاز الشابين الأمريكيين مما يعرض البلاد لصراعات عنيفة مثلت كل أنواع العنف واستمرت لمدة عشر سنوات أسفرت خلالها عن سقوط آلاف القتلى وتشريد آلاف الأسر وترمل ويتم عشرات الألاف من النساء والأطفال على غرار أي صراع مسلح في العالم.
 
 يشير بشير إلى فيلم آخر يعرض حاليا في المكسيك بعنوان "colocio  " ويتناول الفيلم قصة الأحزاب العمالية في المكسيك، حيث يقول " يجب علينا معرفة تاريخ الحزب الدستوري الثوري وحزب العمل وكيف أنه كان لديهما فرصة جيدة لوقف كل هذا العنف ومع ذلك لم يفعلا شيئا بل ساهما في زيادة الفوضى والبؤس في البلاد ".
 
يعترف الممثل المكسيكي أن الفيلم يطرح رؤية جديرة بالمشاهدة ومع ذلك فإن سبب موافقته على العمل في هذا الفيلم هو عظمة مخرجه.
يقول بشير إن ستون من أعظم مخرجي الافلام ويكفي أن يقول له افعل كذا حتى يضمن نجاح الفيلم، موضحا أن ستون استطاع أن يأخد بيده إلى منحنى آخر خاصة عندما رشحه لفيلم "حياة أفضل"  فكان الامر بمثابة المفاجاة التي وضعته أمام براد بيت وجورج كلوني لذلك فإن ثقته به دائما ليس لها حدود.
 
أما بينيثيو ديل تورو الممثل البورتوريكي مواليد 1967 والذي جسد من قبل دور "جيفارا" وعاد مرة أخرى للقيام بأدوار تاجر المخدرات، فيؤكد أن الفيلم جدير بأن يدفعك إلى الشعور بانه عليك القيام بعمل ما أما فيما يتعلق بخطورة التعرض لمثل هذه الجرائم على المستوى المهني فيقول ديل تورو بسخرية شديدة " لقد تصرفت طوال حياتي كتاجر مخدرات محترف وجعلت من قتل الناس بجميع فئاتهم مهنة لي".
 
 ويستأنف حديثه قائلا أعرف أنني قد قدمت شخصية اللاتيني في أسوأ صورها وأظهرت كل الجوانب السلبية فيها ولم أنصفه أبدا بشكل ايجابي ومع ذلك ربما يكون كشف الواقع أحيانا ضرورة للمعالجة وهو مما لا شك فيه الذي يثير الاهتمام بمثل هذه القضايا.

ليليانا مارتينيث سكاربييلليني
الاربعاء 18 يوليوز 2012