وكيف يمكن نشر الدرع الصاروخية في محيط روسيا، تماماً كما كان مخططاً لها في عهد بوش، والإعلان في الوقت نفسه أن الرئيس أوباما يراجع سياسة سلفه الحربية، وتحديداً في مجال هذا المشروع.
ثم يهنّئ في كلمته بعد قمة براغ، تشيكيا وبولونيا على شجاعتهما لموافقتهما على استقبال محطات الصواريخ، بينما يقال لروسيا تعالي إلى شراكة استراتيجية، ويقال للعالم فلننهِ التهديد النووي. وقبلها، ترسل التهانئ إلى إيران بمناسبة النوروز، أو رأس السنة، ثم يقال في القمة إن الدرع نفسها لا تستهدف روسيا بل حماية أوروبا من تهديد صاروخي إيراني... أيّ فوضى مفهوميّة هذه؟! وكيف تجد الأزمة الاقتصادية التي تهزّ العالم، حلّاً لها باعتماد إجراءات لمكافحة الجنّات الضريبية أو المضاربين غير النزيهين، وهم (في بداية الأمر لا في نهايته) أحد أهم أعصاب الاقتصاد المالي المهيمن على العالم.
حسناً، سيضرَب بعض المديرين الجشعين على أصابعهم، ويقال لهم خففوا قليلاً، ثم ماذا؟ وما هذا الفرح الذي خرج به الرؤساء المجتمعون في قمة العشرين إذا دعموا صندوق النقد الدولي وزادوا ميزانيته ووسّعوا سلطاته؟ هل يصبح حاكمية اقتصادية دولية؟ وعلى فرض ذلك، فما هي القواعد الناظمة لهذا الأمر، بينما 80 بالمئة من البشرية ليس لديهم ممثّلون في الصندوق نفسه.
وما سيكون رأي الإدارات الأميركية والأوروبية العالية التمثيل في تلك المراكز التقريرية، إذا ما خطر في بال العالم اعتماد الاقتراح الصيني بصكّ عملة نقدية عالمية جديدة (فلتكن محايدة يا سيدي)، تنهي عهد الدولار ولا تحل اليورو محله؟ يحذرنا القادة بأن الحل لن يتحقق في الغد، وعلينا طول البال. ولكن الموضوع هو قدرة من يكتوي بالجوع والتشرّد على الصبر. فالإحساس بالزمن ليس متشابهاً بينه وبين من نقصت فحسب أرباحه المليارية، ويقارب الموضوع كمعادلة رياضية تجري في عالم افتراضي أكثر منه واقعياً. ثم ما هو الحل الذي ترونه؟ تلك هي المسألة! وكما يليق، وقبل مغادرته براغ إلى أنقرة، يدعو أوباما دول الاتحاد الأوروبي التي اجتمع معها إلى قبول تركيا عضواً كاملاً في الاتحاد، لأهمية دورها في... مكافحة الإرهاب! أي كشرطي لديه. ولكن من تركيا، يوجه أوباما رسالة (أخرى) ودية إلى العالم الإسلامي، ويحضر، تكريماً لتركيا وهذا العالم الإسلامي، قمّة رابعة خلال أقل من أسبوع، هي «المنتدى العالمي لتحالف الحضارات». وللتذكير، فهذه يفترض بها أنها نقيض «صدام الحضارات»، العزيز على قلب بوش، والذي يشكل القاعدة الفكرية لحروبه الشاملة والدائمة على الإرهاب. حروب بدأت في أفغانستان ثم ذهبت إلى العراق... وهما جزء من ذلك «العالم الإسلامي».
والحق، أن أوباما لا يعرف تماماً ما إذا كانت قواته ستنسحب من العراق أم ستبقى فيه. وهو يقول تارة إنه سيسحبها قبل الموعد المحدد في «الاتفاقية الاستراتيجية»، ثم يعود إلى الالتزام بهذه الأخيرة، ثم يعلن في مرة أخرى أنها ربما تبقى بعد ذلك.
وبخصوص أفغانستان، يقول جنرالاته إنهم «لا ينوون البقاء يوماً واحداً بعد ما هو ضروري» (الجملة نفسها قيلت سابقاً بخصوص العراق، وذلك نصّاً)، ولكنّهم لن يرحلوا قبل هزيمة القاعدة، وربما يفاوضون طالبان أو بعضاً منها، وهم قلقون على مصير باكستان، ولا يدرون تماماً ما إذا كانت ضحية إرهاب متصاعد أم هناك تواطؤ من حكامها مع الإرهاب... وهكذا!
فهل هو «الغموض البنّاء» يا ترى؟!
ثم يهنّئ في كلمته بعد قمة براغ، تشيكيا وبولونيا على شجاعتهما لموافقتهما على استقبال محطات الصواريخ، بينما يقال لروسيا تعالي إلى شراكة استراتيجية، ويقال للعالم فلننهِ التهديد النووي. وقبلها، ترسل التهانئ إلى إيران بمناسبة النوروز، أو رأس السنة، ثم يقال في القمة إن الدرع نفسها لا تستهدف روسيا بل حماية أوروبا من تهديد صاروخي إيراني... أيّ فوضى مفهوميّة هذه؟! وكيف تجد الأزمة الاقتصادية التي تهزّ العالم، حلّاً لها باعتماد إجراءات لمكافحة الجنّات الضريبية أو المضاربين غير النزيهين، وهم (في بداية الأمر لا في نهايته) أحد أهم أعصاب الاقتصاد المالي المهيمن على العالم.
حسناً، سيضرَب بعض المديرين الجشعين على أصابعهم، ويقال لهم خففوا قليلاً، ثم ماذا؟ وما هذا الفرح الذي خرج به الرؤساء المجتمعون في قمة العشرين إذا دعموا صندوق النقد الدولي وزادوا ميزانيته ووسّعوا سلطاته؟ هل يصبح حاكمية اقتصادية دولية؟ وعلى فرض ذلك، فما هي القواعد الناظمة لهذا الأمر، بينما 80 بالمئة من البشرية ليس لديهم ممثّلون في الصندوق نفسه.
وما سيكون رأي الإدارات الأميركية والأوروبية العالية التمثيل في تلك المراكز التقريرية، إذا ما خطر في بال العالم اعتماد الاقتراح الصيني بصكّ عملة نقدية عالمية جديدة (فلتكن محايدة يا سيدي)، تنهي عهد الدولار ولا تحل اليورو محله؟ يحذرنا القادة بأن الحل لن يتحقق في الغد، وعلينا طول البال. ولكن الموضوع هو قدرة من يكتوي بالجوع والتشرّد على الصبر. فالإحساس بالزمن ليس متشابهاً بينه وبين من نقصت فحسب أرباحه المليارية، ويقارب الموضوع كمعادلة رياضية تجري في عالم افتراضي أكثر منه واقعياً. ثم ما هو الحل الذي ترونه؟ تلك هي المسألة! وكما يليق، وقبل مغادرته براغ إلى أنقرة، يدعو أوباما دول الاتحاد الأوروبي التي اجتمع معها إلى قبول تركيا عضواً كاملاً في الاتحاد، لأهمية دورها في... مكافحة الإرهاب! أي كشرطي لديه. ولكن من تركيا، يوجه أوباما رسالة (أخرى) ودية إلى العالم الإسلامي، ويحضر، تكريماً لتركيا وهذا العالم الإسلامي، قمّة رابعة خلال أقل من أسبوع، هي «المنتدى العالمي لتحالف الحضارات». وللتذكير، فهذه يفترض بها أنها نقيض «صدام الحضارات»، العزيز على قلب بوش، والذي يشكل القاعدة الفكرية لحروبه الشاملة والدائمة على الإرهاب. حروب بدأت في أفغانستان ثم ذهبت إلى العراق... وهما جزء من ذلك «العالم الإسلامي».
والحق، أن أوباما لا يعرف تماماً ما إذا كانت قواته ستنسحب من العراق أم ستبقى فيه. وهو يقول تارة إنه سيسحبها قبل الموعد المحدد في «الاتفاقية الاستراتيجية»، ثم يعود إلى الالتزام بهذه الأخيرة، ثم يعلن في مرة أخرى أنها ربما تبقى بعد ذلك.
وبخصوص أفغانستان، يقول جنرالاته إنهم «لا ينوون البقاء يوماً واحداً بعد ما هو ضروري» (الجملة نفسها قيلت سابقاً بخصوص العراق، وذلك نصّاً)، ولكنّهم لن يرحلوا قبل هزيمة القاعدة، وربما يفاوضون طالبان أو بعضاً منها، وهم قلقون على مصير باكستان، ولا يدرون تماماً ما إذا كانت ضحية إرهاب متصاعد أم هناك تواطؤ من حكامها مع الإرهاب... وهكذا!
فهل هو «الغموض البنّاء» يا ترى؟!