نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


كابول تستعيد نشاطها الفني بعد مشاركتها في معرض دوكومنتا الفني العالمي




كابول - سوبيل باهانداري و هاريس كاكر - قضت سنوات الحرب في أفغانستان على المشهد الفني بشكل شبه كامل وفي جميع المجالات حيث قامت حركة طالبان بحظر جميع الأنشطة الفنية وتم اعتبار السينما والمسرح والموسيقى وجميع الفنون التشكيلية من الأمور المنافية للإسلام.


كابول تستعيد نشاطها الفني بعد مشاركتها في معرض دوكومنتا الفني العالمي
والآن وبعد سنوات الحرب بدأت كابول في العودة تدريجيا للأنشطة الفنية مرة أخرى حيث شارك الفنان الأفغاني أبو القاسم فوياني 25 عاما في معرض (دوكومنتا) كممثل لبلاده وهو من اهم المعارض واكثرها تاثيرا على مستوى العالم والفنان الأفغاني موسيقي يعزف موسيقى الميتال و له رسوماته وأعماله التشكيلية ذات الخطوط الداكنة.
 
يقام معرض دوكومنتا في مدينة كاسل بالمانيا كل خمس سنوات وقد أسسه ارنولد بوده عام 1955 كجزء من معرض البستانية الاتحادية الذي أقيم في مدينة كاسل ذلك الوقت وعلى قدر أهمية هذا المعرض تأتي أهمية مشاركة أفغانستان.
 
ويعلق فوياني على مشاركة أفغانستان في هذا المعرض قائلا "إنه أمر ليس بالهين فالأفغان لا يأخذون الفن الحديث على محمل الجد كما انه يتعين على الفنان دائما تجنب القضايا السياسية خاصة فيما يتعلق بطالبان أو الولايات المتحدة الأمريكية" .
 
تم حظر الفنون خلال الفترة بين 1996 و2001 وهي فترة حكم حركة طالبان وحتى بعد الإطاحة بحكمهم لا يزال الأفغان يعانون من الصراع الدموي بين الجماعات المتمردة وعلى الرغم من أن الحكومة الأفغانية تسعى جاهدة في السنوات الأخيرة، للعودة مرة أخرى للازدهار الفني إلا أن هذا الانتعاش الفني لا يكاد يذكر ومع ذلك فيمكن ملاحظته نظرا لانعدامه فيما سبق .
 
ومع ذلك لا بزال الكثير من الفنانين المحليين يجدون صعوبة كبيرة في عرض أعمالهم في وطنهم الأم، والآن تقوم كابول بعرض الأعمال الفنية تحت عنوان "الصراع والألم على نفس فكر مدينة كاسل" وقد لفت هذا المعرض أنظار الجميع.
 
يقول فرشيد على خبير تكنولوجيا المعلومات وأحد منظمي المعرض إن هذا الحدث الثقافي العالمي يمثل الأمل الحقيقي في استعادة كابول لنشاطها الفني ويقول فوياني إن المشاركة في معرض بمثل هذا الحجم تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للفنانيين الأفغان.
 
ويرى المنظمون أوجه تشابه بين مدينتي كابول وكاسل فالحروب التي تعرضت لها كابول والتي دمرتها ماديا وروحيا تعرضت مدينة كاسل لحرب مشابهة لها واحتاجت المدينة الوقت والدعم لإعادة بنائها ماديا ومعنويا .
 
وقد تقرر امتداد المعرض حتى منتصف أيلول/ سبتمبر في كابول وتعرض الأعمال الفنية في ساحة كبيرة تابعة لأحد القصور التاريخية الكبيرة تم إنشاؤه بأمر الملك المغولي بابور شاه وتم ترميمه حديثا.
 
وبالنسبة لسكان كابول يعد هذا القصر إحدى الواحات القليلة التي يستمتع سكان كابول بالهدوء والسكينة في حدائقه حيث تجتمع الأسر للتنزه. تقول نبيلة هورتشش إحدى المنظمات للمعرض إن عدد الزائرين في الأسبوع الأول من المعرض قد بلغ 1500 زائر وهو أمر مبشر للغاية، مؤكدة أنها تعد تجربة رائعة ومميزة بالنسبة لها .
 
ويشارك أحد الفنانين الأمريكيين في المعرض وهو مايكل راكويتز بعمل فني من الحجر تحت عنوان "رفض لإعادة الإعمار" وهو عبارة عن نحت يمثل نسخ من الكتب التي دمرت أثناء القصف الذي تعرضت له مدينة كاسل خلال الحرب العالمية الثانية وقد صنع العمل من نفس نوع الحجر الذي صنعت به تماثيل بوذا في باميان.
 
قامت ميليشيا طالبان بأمر من القائد الملا عمر، الذي كان يعد بمثابة الرئيس الفعلي لأفغانستان آنذاك، في الثاني عشر من آذار / مارس 2001، بنسف تماثيل بوذا الحجرية العملاقة في باميان. وكانت طالبان قد أخفقت، على مدى حوالي شهر بالكامل، في تدمير تماثيل بوذا بالدبابات والمدافع والصواريخ.تؤمن طالبان أن تحطيم التماثيل من الأمور الدينية، وترى أن نحت التماثيل على شكل الإنسان حرام لأنه يجعل الإنسان في مرتبة الخالق. وتريد بهذا التحطيم أيضا محو آثار التراث غير الإسلامي، أي ما قبل الإسلام في أفغانستان. وإلى جانب التمثالين الكبيرين دمرت طالبان ما يقارب كل القطع الأثرية التي تعود إلى الحقبة البوذية المعروضة في المتحف القومي في كابول.
 
وتقف نبيلة في المعرض أمام هذا العمل الفني وهي تشرح لاحد الزوار القادمين من شمال أفغانستان قائلة إن هذا العمل يمثل رسالة إلى العالم أجمع مفادها أننا لن نسمح مرة أخرى لأي أحد أن يدمر كتبنا وتراثنا.

سوبيل باهانداري و هاريس كاكر
الاربعاء 3 أكتوبر 2012