نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


ما الدنيا إلا مسرح كبير ... أولمبياد لندن فرصة للتعرف على مسرح شكسبير




لندن - بريتا جيوركي - " ما الدنيا إلا مسرح كبير "، هذه العبارة التي جاءت على لسان أحد أبطال مسرحية " كما تهواه " للكاتب المسرحي البريطاني الشهير ويليام شكسبير أصبحت أكثر صدقا الآن أكثر من أي وقت مضى، وذلك باقتراب دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي تستضيفها لندن.


ما الدنيا إلا مسرح كبير ... أولمبياد لندن فرصة للتعرف على مسرح شكسبير
وبالتأكيد سيأتي كل العالم إلى لندن للمشاركة ومشاهدة منافسات هذه البطولة العالمية، ويتواكب معها كما هو مرجح أكبر مهرجان لشكسبير.
 
 ويقوم مئات من الممثلين المحترفين والهواة بأداء عروض لمسرحيات شكسبير في إطار برنامج عملاق من المقرر أن يستمر تنفيذه حتى الخريف المقبل ويشمل عرض مسرحيات بأربعين لغة، وتم طرح أكثر من مليون تذكرة لحضور هذا المهرجان الذي تشارك فيه نحو 50 منظمة ثقافية من عدة دول تشمل فرق مسرحية ومتاحف وحتى شبكة الإذاعة البريطانية / بي بي سي / ذات المكانة.
 
غير أن ثمة إقبالا أيضا على المشاركة في المهرجان من جانب الممثلين الهواة حيث يعتزم 7200 من الممثلين من 260 فرقة مسرحية للهواة المشاركة في أداء مسرحيات شكسبير في الحانات والمتنزهات والقلاع والكنائس، وفي مشروع على شبكة الإنترنت يقوم تلاميذ المدارس الصغار من جميع أنحاء العالم بتمثيل المسرحيات معا بينما يقيم المتحف البريطاني عرضا خاصا به.
 
ويقول مايكل بويد المدير الفني لفرقة شكسبير الملكية إن شكسبير لم يعد ملكية ثقافية خاصة ببريطانيا فهو يعد أكثر فنان وكاتب مسرحي محبوب في العالم بأكمله، وأشارت دراسة أجرتها فرقة شكسبير الملكية بالاشتراك مع المجلس البريطاني إلى أن شكسبير مدرج في المناهج الدراسية لأكثر من نصف جميع تلاميذ المدارس على كوكب الأرض.
 
وثمة تساؤل يقول كيف يمكن لهذا الرجل الذي جاء من قرية ستراتفورد أبون أفون والذي توفى عام 1616 أن يصبح مترسخا بقوة في هذه الدول الكثيرة ؟. ويرد بويد قائلا إن ذلك يرجع إلى أن شكسبير كان يقص في أعماله الفنية " حكايات عن معنى أن يصبح المرء إنسانا، وأن يقع في الحب أو أن يفقد المرء شرفه، وكذلك عن معنى أن يتعرض للاستغلال من جانب الأقوى، أو أن نعيش مع أحلام الملائكة وسط ظلال قابليتنا للفناء".
 
وبالتالي فلم تكن هناك مشكلة في ملء برنامج " مهرجان شكسبير العالمي " بالفعاليات بل العكس هو الذي حدث، فقد وصلت خطابات يشوبها الحماس تطلب المشاركة من أراض بعيدة ليتسلمها مكتب المنظمين الذين أمضوا أربعة أعوام في التخطيط للمهرجان الذي يعد أحد فعاليات الأوليمبياد الثقافي، وفي الوقت الذي تتتوجه أنظار العالم في عام 2012 صوب بريطانيا اندلعت منافسة فريدة من نوعها بين المنظمات الثقافية حول من سيعرض أجمل إنتاج فني.
 
ويقوم مسرح جلوب المطل على نهر التيمس وهو تجديد للمسرح الذي كان قائما في عصر الملكة اليزابيث الأولى حيث كان يتم تمثيل مسرحيات شكسبير بدور خاص لكفالة عدم نسيان هذا المهرجان على الإطلاق، وتحت عنوان في البرنامج باسم " من جلوب إلى جلوب " سيتم تمثيل جميع مسرحيات شيكسبير طوال ستة أسابيع، وستقوم فرقة مسرحية من إحدى الدول بتمثيل كل مسرحية بلغة مختلفة، وبذلك يبلغ إجمالي عدد اللغات التي سيتم من خلالها عرض المسرحيات نحو 40 لغة بمشاركة من 600 ممثل، كما تشمل أزياء الممثلين والممثلات ملابس تتنوع بين الكيمونو الياباني إلى أردية الإحتفالات الأفريقية.
 
 ويؤكد دومينيك درومجول المدير الفني لمسرح جلوب إن شكسبير يعد بمثابة اللغة التي تقرب بين الشعوب بشكل أفضل من أي عامل آخر، ويقول إن هذا الكاتب والشاعر الكبير يذكرنا بالاختلافات التي لا حصر لها بيننا، كما يذكرنا في الوقت ذاته بالأشياء الغريبة والمتواضعة والمشتركة بين البشر.
 
 ومن بين اللغات التي سيسمعها المتفرجون الروسية والأفريكانز والهندية والأوردو والعبرية والعربية واليابانية وكثير من اللغات الأخرى، وستشارك مجموعة ممثلين من الصرب وألبانيا ومقدونيا في تمثيل أحد عروض مسرحية " هنري السادس "، وستشارك من ألمانيا فرقة شكسبير ببريمن.
 
وتمثل فرقة جديدة من كابول خارج أفغانستان لأول مرة، كما سيكون هناك تمثيل في المهرجان لأحدث دولة في العالم وهي جنوب السودان.
 
وتقول روث ماكينزي مديرة الأوليمبياد الثقافي إن شيكسبير ليس ملكا لبريطانيا وحدها بل للعالم بأكمله، وبالتالي فمن المناسب أن يحتفل به العالم بأسره، ويعرب عمدة لندن بوريس جونسون عن سعادته بشكل خاص إزاء شيء آخر وهو الفوائد الإقتصادية، ويقول إن ويليام شكسبير هو أفضل سلعة ثقافية نصدرها.

بريتا جيوركي
الاربعاء 8 غشت 2012