نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


"ماجدة بامحرز"... مصممة يمنية للعبايات تحلم بعالمية التصميم






صنعاء - أمل اليريسي - لم تكن الحرب المدمرة، عائقا أمام مواصلة تحقيق طموح الشابة اليمنية "ماجدة بامحرز"، التي تعتبر أول امرأة في البلاد، تقيم مهرجانا يختص بعرض العبايات التي ترتديها معظم اليمنيات، ويطغى على معظمها اللون الأسود.

بدأت ماجدة عملها في تصميم العبايات في العام 2013، وقامت بإنشاء محلات خاصة بذلك، في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن( 275 كيلومترا جنوبي صنعاء)، من أجل توفير خدمة مميزة مختلفة عما هو متواجد في الأسواق والمحلات.


 
وعلى الرغم من أن مشروعها كان ناجحا بعد عملية التأسيس، وجلبت العديد من الزبائن في شراء العبايات، إلا أنها تعرضت لصدمة كبيرة، مع بدء الحرب في مدينة تعز، بين القوات الحكومية والحوثيين، مطلع العام 2015.

لقد كانت الحرب، بمثابة كابوس لاحق طموح الشابة ماجدة، التي كانت تأمل وتحلم في توسيع مشاريعها في جانب الأزياء في تلك المدينة- التي توصف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية-، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعيشها اليمن قبل الحرب.

والشئ المحزن بالنسبة لماجدة، هو تدمير الحرب لمحلاتها في مدينة تعز، وتشير إلى أنه تم تدمير المحلات ونهبها، وهو ما جعلها تقرر القيام بخيارات أخرى، لمواصلة طموحها في عالم الأزياء والعبايات، مهما كلف ذلك من متاعب أو صعوبات.

وبنبرة ملؤها الحزن على الماضي والأمل من الحاضر تقول الشابة ماجدة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنها قررت النزوح مع أسرتها بعد تدمير الحرب لمحلاتها في تعز، وانتقلت بعدها إلى العاصمة صنعاء، من أجل العيش في واقع بعيد عن أوجاع الحرب وآلام المواجهات، التي خلفت في اليمن بشكل عام، مليوني نازح، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.

وعلى الرغم من أن الحرب حولتها وأسرتها إلى نازحين، بعيدين عن موطنهم الأصلي في تعز؛ إلا أن إصرار الشابة ماجدة على مواصلة تحقيق أحلامها، جعلها تقرر إنشاء محل خاص بتصنيع وبيع العبايات في العاصمة صنعاء( الخاضعة لسلطة مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، منذ نهاية العام 2014).

وفي هذا السياق تستطرد ماجدة" كنت مقتنعة جدا بمواصلة طموحي رغم ظروف النزوح، وقد قمت بإنشاء المحل والمعمل الخاص بتصنيع العبايات في قلب العاصمة صنعاء".

وتضيف" قمت بعد تأسيس المحل بالعمل بترويج منتجاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، وفي بعض محطات الإذاعة".

وتابعت بالقول" لقد كنت أول من دخل عالم مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، من أجل الترويج لما صممته من عبايات".

وأوضحت أنها قامت بتصوير أشكال وأنواع العبايات من أجل عرضها على الزبائن في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن ذلك كان بمساعدة من جانب مصور محترف يدعى"خالد عزام" الذي كان له إسهام في هذا الجانب".

وتواصل ماجدة حديثها، بمشاعر يبدو عليها علامة الرضا، وتقول إنها" باتت حاليا لديها ماركة خاصة بها لمنتجاتها، تحت اسم"شيمة عبايا"، كأول يمنية تخصص لها ماركة في هذا المجال، رغم ظروف الحرب التي أدت إلى تقلص مساحات الشراء لدى السكان".

وتشكو ماجدة من ظروف الحرب التي فرضت قيودا كبيرة على مسألة استيراد المنتجات أو السفر إلى الخارج، وهي شكوى يتحدث عنها العديد من السكان والتجار في البلاد التي تشهد حربا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، "خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وجعلت معظم المواطنين بحاجة لمساعدات" حسب تقديرات للأمم المتحدة.

ماجدة واصلت حديثها، وحكت بفخر عن مساندة أسرتها لها قائلة " لقد تلقيت تشجيعا مستمرا من والدي ووالدتي وأخواتي، من أجل مواصلة طموحي في مجال تصميم العبايات، وتوسيع هذا الحلم الذي ولد قبل سنوات".

وتابعت أن" مصممة يمنية تقيم في إمارة دبي الإماراتية اسمها" أماني مبخوت " كانت أيضا مساندة لها في مواصلة تحقيق هذا الحلم في بلد قل ما يوجد به مصممات".
وقالت إن "الدافع الأساسي للعمل في هذا المجال، هو حبها وشغفعا لتصميم العبايات، مع عشقها بأن تتميز في ذلك".

وتعود ماجدة إلى الوراء قليلا، وتشرح كيف استطاعت أن تقيم أول مهرجان عرض للعبايات في مدينة تعز، قبيل الحرب، وتلفت إلى أن تلك الفعالية قد نالت استحسان الجميع، كونها كانت فكرة فريدة من نوعها، وتم تنفيذها للمرة الأولى في المدينة المكتظة بالسكان.

وحول تصاميمها تقول ماجدة، إنها تعتبر خاصة ومميزة عن بقية التصميمات، "وهو ما جعل منتجاتها تلقى قبولا أكبر من الزبائن".

وتواصل بالحديث" حتى لو أراد الزبون تصميما خاصا يحبه، نقوم بتلبية طلبه بإتقان( وهو حرص كبير على مواصلة الحلم وكسب ثقة الزبائن) ".
واشارت بامحرز إلى أنها فتحت مجال إقامة مهرجانات عروض الأزياء والتصميم أمام كثير من اليمنيات، بعد أن كسرت حاجز الخوف لديهن من خلال التجربة التي أقبلت هي عليها.
وحول الصعوبات التي واجهتها بمسيرتها في هذا المجال تضيف" كوني امرأة لم أواجه أي صعوبات... الحمد لله، نحن في بلد ومجتمع يؤمن بقدرات المرأة ...الحكومة والمجتمع باليمن دعموا المرأة؛ لذلك لا أعتقد أن المجتمع اليمني يعيق تقدم أي فتاة لها إرادة، باستثناء أقليه فيه ".
وحول أبرز طموحاتها الخاصة، تقول ماجدة" أحلم بأن يكون اسم "شيمة عبايا" كماركة عالمية، وليست فقط في اليمن".

أما في السياق العام، فتأمل أن يعود الأمن والأمان إلى اليمن، وأن تتخلص البلاد من الحرب والمأساة، وتعود إلى واقع ملؤه المحبة والسلام، بعيدا عن كل الآلام والأوجاع، وأن يصبح الوطن كما عرف دائما بــ" اليمن السعيد".

أمل اليريسي
الاثنين 30 أبريل 2018