نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


معارك ضارية في ناغورني قره باغ ومقتل 30 جنديا على الاقل






باكو, أذربيجان - يريفان - ارمينيا - مريم هارونتونيان واميل غولييف في باكو
-
قتل ثلاثون جنديا على الاقل على حدود اقليم ناغورني قره باغ في مواجهات اندلعت ليل الجمعة السبت بين القوات الاذربيجانية والقوات الارمينية هي الاسوأ منذ انتهاء الحرب بين يريفان وباكو في التسعينات للسيطرة على الاقليم الانفصالي.

وقال الرئيس الارميني سيرج سركيسيان في كلمة متلفزة "خلال المعارك مع القوات المسلحة الاذربيجانية، فقدنا 18 جنديا ارمينيا واصيب نحو 35".

واضاف "انها المعارك المسلحة الاخطر منذ ارساء وقف لاطلاق النار في 1994"، موضحا ان "الوضع يبقى متوترا" على خط التماس حيث تستمر المواجهات.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان ان "12 جنديا اذربيجانيا على الاقل قتلوا في المعارك، كما اسقطت القوات الارمينية مروحية اذربيجانية".

واعلنت يريفان ايضا مقتل فتى في الثانية عشرة من العمر واصابة مدنيين اثنين بجروح اثر تعرض قرية ارمينية على الحدود لقصف مدفعي اذربيجاني.

واشارت سلطات الاقليم الانفصالي التي تدعمها ارمينيا الى اصابة سبعة مدنيين، فيما اعلنت باكو مقتل مدني على الجانب الاذربيجاني من الحدود.

وبحسب يريفان فان اذربيجان "شنت مساء الجمعة هجوما واسعا على حدود ناغورني قره باغ مستخدمة الدبابات والمدفعية والمروحيات"، الامر الذي نفته باكو على الفور موضحة انها لم تفعل سوى الرد على هجوم من الجانب الارميني.


 
واعلنت اذربيجان "استعادة السيطرة على تلتين استراتيجيتين وقرية"، في حين اكدت يريفان "انها اعادت الوضع تحت السيطرة وكبدت (الجيش الاذربيجاني) خسائر كبيرة".

وشدد رئيس الوزراء الارميني هوفيك ابراهيميان على استعداد بلاده "لاتخاذ الاجراءات اللازمة لاحلال الاستقرار"، داعيا الى اجتماع عاجل للحكومة.

وحذرت "وزارة الدفاع" في ناغورني قره باغ ان "هذا التصعيد الذي تسببت به اذربيجان سيكون له عواقب لا يمكن التكهن بها".

- بوتين يريد "وقفا فوريا لاطلاق النار"-

في موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الطرفين الى وقف فوري لاطلاق النار والى ضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد"، بحسب ما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

واجرى وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو الروسيان اتصالات هاتفية بنظيريهما الاذربيجاني والارميني للعمل على وقف التصعيد.

كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "الى وقف المعارك على الفور والتقيد بوقف اطلاق النار"، الامر الذي دعا اليه ايضا الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الرئيس الدوري لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا في بيان "لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري لهذا النزاع. على الطرفين التحلي بالارادة السياسية لاستئناف المفاوضات في اطار مجموعة مينسك".

كما اعرب الوسطاء الدوليون في مجموعة مينسك الذين يعملون تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا في بيان عن "القلق الشديد" ازاء التطورات العسكرية في ناغورني قره باغ.

ويشكل الارمن غالبية سكان الاقليم الذي الحق باذربيجان خلال الفترة السوفياتية. الا ان حربا ضارية نشبت بين عامي 1988 و1994 بين الطرفين اوقعت 30 الف قتيل وادت الى نزوح مئات الاف الاشخاص غالبيتهم من الاذربيجانيين، والى سيطرة الارمن على هذا الاقليم.

ورغم التوقيع عام 1994 على وقف لاطلاق النار لم يوقع اي اتفاق سلام بين الطرفين.

وكان رئيس اذربيجان الهام علييف التقى خلال وجوده في واشنطن الخميس للمشاركة في القمة الدولية للامن النووي، وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وطالب امامه ارمينيا بسحب قواتها "فورا" من الاقليم.

وتتجاوز ميزانية وزارة الدفاع في اذربيجان بكثير كامل موازنة ارمينيا، وسبق ان اعلنت السلطات الاذربيجانية مرارا عزمها على استعادة المنطقة الانفصالية بالقوة اذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة.

وتؤكد ارمينيا المدعومة من روسيا من جهتها انها مستعدة لمواجهة اي هجوم.

واعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الارمينية ارتسرون هوفانيسيان في اواخر كانون الاول/ديسمبر الماضي "لا بد لنا من استخدام كلمة +حرب+ بما انه لم يعد هناك وجود لوقف لاطلاق النار".

يعتبر اقليم ناغورني قره باغ منطقة انفصالية تعيش فيها غالبية ارمينية ترفض سلطة اذربيجان، وقد تجددت فيه المعارك ليلة الجمعة السبت، ما اوقع نحو ثلاثين قتيلا في صفوف الطرفين.
واعلن هذا الاقليم في نهاية العام 1991 استقلاله عن اذربيجان من دون ان يحظى باعتراف اي دولة ولا حتى ارمينيا.
وبين العامين 1988 و1994 شهد اقليم ناغورني قره باغ حربا بين ارمينيا واذربيجان اوقعت نحو ثلاثين الف قتيل وادت الى نزوح مئات الاف الاشخاص غالبيتهم من الاذربيجانيين.
ويقع اقليم ناغورني قره باغ بين ايران وروسيا وتركيا وهو لا يزال تابعا بنظر المجتمع الدولي الى اذربيجان.
عام 1805 اصبحت هذه المنطقة جزءا لا يتجزأ من روسيا القيصرية، وشهدت معارك خلال الحرب الاهلية التي اعقبت الثورة البلشفية عام 1917.
وخلال الحكم السوفياتي الحقت منطقة ناغورني قره باغ بجمهورية اذربيجان السوفياتية. الا ان سكان هذه المنطقة صوتوا في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 1991 بعيد سقوط الاتحاد السوفياتي في استفتاء بشكل كاسح لصالح الاستقلال عن اذربيجان.
وفي عام 1993 وبعد خمس سنوات من الحرب سيطر الارمن على "منطقة آمنة" داخل اذربيجان، تقع بين ناغورني قره باغ وارمينيا تبلغ مساحتها نحو ثمانية الاف كيلومتر مربع اي نحو عشرين بالمئة من مساحة اذربيجان.
وتم التوصل الى وقف لاطلاق النار في ايار/مايو 1994 بعد انتصار الطرف الارمني، الا انه لم يتم التوصل الى اتفاق سلام. ورغم المفاوضات التي جرت تحت اشراف مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا)، لم تتوصل باكو ويريفان الى اتفاق حول الوضع الذي ستكون عليه منطقة ناغورني قره باغ.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 وقعت ارمينيا واذربيجان اعلانا يدعو الى "تسوية سلمية" للنزاع، الا ان المعارك بين القوات الارمينية والاذربيجانية تواصلت.
وفي عام 2012  اعيد انتخاب باهو ساهاكيان "رئيسا" لناغورني قره باغ لخمس سنوات جديدة.
في آب/اغسطس 2014 قتل عدد من الجنود الاذربيجانيين في اشتباكات مع الارمن، وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه اسقطت القوات الاذربيجانية مروحية عسكرية ارمينية ما ادى الى مقتل افراد طاقمها الثلاثة.
واعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية ان هذه المروحية حاولت مهاجمة مواقع للجيش الاذربيجاني قرب منطقة اغدام.
 وخلال ليلة الاول والثاني من نيسان/ابريل 2016 اوقعت مواجهات بين الطرفين 18 قتيلا في صفوف القوات الارمينية و12 لدى القوات الاذربيجانية، بحسب ما اعلن الطرفان اللذان تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن التوتر.
وتبلغ موازنة الدفاع في اذربيجان اضعاف الموازنة الكاملة لارمينيا، وسبق ان توعدت باكو مرارا باستعادة منطقة ناغورني قره باغ بالقوة.
في المقابل تؤكد ارمينيا المدعومة من روسيا بانها جاهزة لصد اي هجوم اذربيجاني.


مريم هارونتونيان واميل غولييف في باكو
السبت 2 أبريل 2016