نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الأهداف الإستراتيجية وراء عملية تفجير اسطنبول





تنظيم داعش ينفذ عملية انتحارية في اسطنبول، ويفشل في هجمات أخرى في العاصمة التركية أنقرة، كانت تستهدف منشآت رسمية. انفجار اسطنبول الذي وقع في منطقة السلطان أحمد الأثرية صباح أمس الثلاثاء 12 يناير، أدى إلى سقوط 10 قتلى ألمان، بالإضافة إلى 15 جريحاً، إثر هجوم انتحاري قام به شخص ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية ويدعى «نبيل فضلي»، وهو مواطن سوري عمره 28 عاما، من مواليد السعودية، وكان قد غادرها مع عائلته عام 1996 وعمره 8 سنوات.


 
إنّ تصريحات الزعماء الأتراك، وخصوصا قادة حزب العدالة والتنمية، والتي ترافقها أعمال إنسانية واسعة، تجاه الشعب السوري المظلوم، وخاصة اللاجئين. وإصرارهم على وصف منفذ الهجوم بـ"الإرهابي الأجنبي" لدليل آخر على التميّز المسؤول، الذي لم نره من ساسة أوروبيين، يلعبون بورقة اللاجئين السوريين، ويمسحون بها إخفاقاتهم أو ورقة يقدمونها لسن لتشريعات وقوانين جديدة، للتضييق على اللاجئين والمهاجرين من جميع الجنسيات وخصوصاً السوريين منهم. فالشعب السوري لم يقم في ثورة من أجل الهجرة إلى البلدان المتقدمة أو احتضان المنظمات الإرهابية كداعش أو اللجوء إلى بلدان كان أهلها يوما لاجئين في سوريا.
 
لكن ، حتى وإن كان المنفذ الإرهابي داعشياً، فإن خلفه حلف (روسيا وإيران وبشار وحزب الضاحية الجنوبية ، والحشد الشعبي الطائفي وتنظيم داعش، وأعوانهم)، وهم المستفيد الأول من هذا التفجير، وبالتأكيد اسرائيل أيضاً الحليف الخفي لهم. ودافعهم بذلك تحقيق أهداف لعينة، ومنها:
-         زيادة الضغط على تركيا وإشغالها بقضايا داخلية، بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية يوم 24 نوفمبر الماضي، ورداً على جهودها في إفشال أجندة حلف روسيا في المنطقة، وتقويض التعاون التركي - الأمريكي بشكل استباقي ضد ما قد تترتب عليه الأحداث في المنطقة.
 
-         إن استهداف قلب السياحة في اسطنبول، وقتل سياح ألمان، يراد به ضرب قطاع السياحة المهم في تركيا بعد أن فشلت أهداف العقوبات الروسية على تركيا. سياحة يبلغ دخلها 30 مليار دولار، ويشكل السياح الألمان نسبة كبيرة منه، حوالي 5 ملايين ألماني خلال العام الماضي. إضافة إلى معاقبة ألمانيا لإيوائها العدد الأكبر من المهاجرين، وإثارة الألمان على اللاجئين السوريين، والتحريض ضدهم. وكأن الجريمة بمثابة استكمال لأحداث ساحة كولون في ألمانيا، في ليلة رأس السنة، حادثة تحرش مخمورين لاجئين بنساء ألمانيات في كولون. وكان قد تناولها الإعلام الغربي بتضخيم كبير، وكأن اللاجئين هم فقط من يتحرش، وأن أوروبا بلاد العفاف التي تخلو من التحرش والجريمة. كلنا يعلم الحقيقة بأن المهاجرين واللاجئين المساكين، هم الشماعة التي يُعلق عليها كل سلوك سيء أو فعل قبيح. يراد بذلك كله هو صب الزيت على النار، فكل متضامن مع تركيا والسوريين هو في واجهة الإرهاب.
 
-         محاولة إفشال الائتلاف السعودي-التركي، والحيلولة دون تحالف الكثير من الدول العربية والإسلامية مع السعودية، ودعم أجندة إيران الطائفية في المنطقة، خصوصاً بعد خسارتها في اليمن، وكشف أعمالها العدوانية في دول الخليج العربي.
 
-         الضغط على تركيا لمنع مساعدتها السوريين، وعدم دعم المعارضة السورية، التي أثبتت محاربتها الإرهاب وصمودها رغم تزايد الغارات الروسية على المواطنين الأبرياء في المناطق المحررة، بدلاً من محاربة داعش كما تدعي، ومحاولة لتغيير موازين القوى العسكرية لصالح نظام بشار الهزيل، والاحتلال الروسي – الإيراني الوحشي، وقتل المزيد من السوريين السنة في سوريا بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر، حيث باتت شعوبنا ومنطقتها حقل تجارب لأسلحتهم الفتاكة.
 
باعتقادي أن العمل الإرهابي هذا في اسطنبول يجسد الضغط الجيوسياسي على تركيا، بعد نجاحها في تحقيق رؤيتها وأهدافها وسط حلقة القتل والدمار الدائرة في المنطقة، وسوف يزيد من صلابتها في مواجهة الإرهاب وأعوانه الطاعنين في الظهر. وتركيا لن تتخلى عن الشعب السوري الصامد، في مواجهة الاحتلال الروسي – الإيراني وأعوانه، وسادية داعش، رغم تنكر المجتمع الدولي وخذلان الكثير من الدول العربية للثورة السورية، مثلما تخلوا عن الثورة الفلسطينية، وخيانة الأمم المتحدة ومنظماتها للغايات التي أنشئت من أجلها، بل ومشاركتها الإعلام العالمي، الذي يمارس ازدواجية المعايير والكذب والبهتان، ويساوي بين المجرم والضحية.
 

المستشار نايف الهشلمون الأيوبي
الاثنين 18 يناير 2016