نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الثورات العربية ليست ربيعاً قصيراً بل ثورة حقيقية تستغرق وقتاً طويلاً




رأى المستشار السابق لرئيس الوزراء البلجيكي والباحث في شؤون الشرق الأوسط كورت ديبوف، أن الثورات العربية تشابهت كثيراً مع الثورة الفرنسية، لاسيما في جوهر أسبابها التي انبثقت من الوضع الاقتصادي المحبط، وزيادة أعداد البطالة وانتشار الفساد والديكتاتورية،


  مبيناً أنه لا يمكن القول إن الثورات العربية فشلت، وليس صحيحاً أن نطلق عليها «الربيع العربي»، فهذه الثورات ليست ربيعاً وليست تمرداً، لكن ما نراه ثورة حقيقية، وهي مجرد بداية لعملية تغيير ستأخذ وقتاً طويلاً، لافتاً في الوقت عينه إلى أن التحول الديموقراطي صعب، لكنه ممكن وليس مستحيلاً.

وأوضح ديبوف خلال محاضرة نظمها مركز الدراسات العالمية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مساء أمس الأول، تحت عنوان «هل انتهت الثورات العربية؟»، برعاية وحضور السفير البلجيكي آندي ديتيل وتواجد عدد من السفراء بعض الدول، بالتعاون مع السفارة البلجيكية في الكويت، أنه بعد مرور خمس سنوات على الثورات العربية بدأت وجهات نظرنا تتبلور بطريقة موضوعية، «ومع فترة معيشتي في الشرق الأوسط وخلفيتي السياسية التاريخية الأوروبية فقد قمت بتجميع وجهة نظر واسعة ومترابطة حول الثورات العربية، وقد تشكلت آرائي بعد أن قضيت فترة معيشتي في القاهرة، حيث انتقلت إليها في عام 2011 كممثل للبرلمان الأوروبي»، مبيناً أن «من الخطأ تسمية انتفاضة الشعوب العربية التي انطلقت في تونس بالربيع العربي (دعونا نترك كلمة الربيع العربي) بل هي ثورة حقيقية، فالربيع قصير والثورة الحقيقية كبيرة وتأخذ وقتاً طويلاً».
وبين ديبوف أن الحال بالنسبة للعرب شبيهة جداً بما حدث في فرنسا، فالعوامل نفسها التي انطلقت بسببها الثورة الفرنسية توافرت أيضاً في الثورات العربية لاسيما في تونس وليبيا ومصر وسورية، فهناك ما يقارب 40 في المئة من هم تحت خط الفقر، كما أن البطالة موجودة بشكل هائل، والفساد أيضا موجود في معظم البلدان العربية حيث توجد الديكتاتورية وعمليات القمع والكبت، وأيضاً التفاوت الطبقي، وتزايد في عدد السكان.
وتابع بقوله «كما تتشابه الثورات العربية مع الثورة الفرنسية أيضاً بالتسلسل في الأحداث التي مرت بها، خصوصاً في التقلبات التي جرت وعدم الاستقرار، والثورات المضادة – على الأقل نتحدث في ما يحدث في مصر – بالإضافة إلى ظهور متطرفين وقتلهم للناس، فقط لأنهم لا يتوافقون معهم فكرياً، (في فرنسا) قتل ما يقارب 40 ألف إنسان في أقل من عامين، وهو رقم ربما لا يزال أقل مما فعله داعش خلال السنتين الماضيتين»، لافتاً إلى أن «80 عاماً مضت حتى وصلت الثورة الفرنسية إلى مرحلة الاستقرار».
وبين ديبوف أن «الاختلاف ما بين الثورة الفرنسية والثورات العربية هو أن الثورة الفرنسية سبقها صراع فكري، خصوصاً في علاقة الفرد مع الدين والسلطة، بعكس ما حدث في الثورات العربية التي انطلقت ثم جاء بعدها الصراع الفكري ولا يزال حتى الآن».
ولفت ديبوف إلى أن «عوامل نجاح الثورة الفرنسية (…) أجده أيضاً متوافراً في الثورات العربية، إذ نجد اليوم هناك تغيراً في الاقتصاد، علاوة على الثورة الاتصالية التي نشهدها الآن، وما تحدثه من سرعة في نشر الافكار لا يمكن التحكم بها ومنعها، كما أن وجود العامل الديموغرافي والمتمثل بالشباب الذين يشكلون ما يقارب 50 في المئة وهو جيل يريد التغيير والمشاركة وأن يحظى بحقوقه ويسمع صوته»، مشيراً إلى أن «التغير الاجتماعي موجود حالياً على أرض الواقع، فالناس اليوم أكثر حرية في التحدث عن أنفهسم وما يؤمنون به وما يريدونه».
وتوقع زيادة «الجدل حول العلاقة الثلاثية ما بين الفرد والدين والدولة، وفيما مضى كانت الحكومات تحاول بقدر الإمكان أن تسكت هذا الجدال وتبعد الناس عنه، لاسيما تلك النقاشات التي تطرح التساؤلات في كيفية تنظيم المجتمع؟ وكيف يمكن التعامل مع مفهوم الحرية والدين والدولة؟ هذا التغيير سيحدث لكن لا نعلم من أين سينطلق، هل سيأتي عبر دمشق أو تركيا أو مصر أو لبنان؟»، مشيراً إلى أن «الافكار عادة تأتي من مؤسسات علمية متقدمة وعالية في مستوى التعليم، وقد وجدت تقريباً في دول الخليج مثل هذه المؤسسات ذات المستوى العالي، كالجامعة العربية الوحيدة في أفضل 300 جامعة عالمية، وهي جامعة الملك عبدالله في جدة».
--------
 الرأي


علي الفضلي
الاثنين 18 أبريل 2016