نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الحزن يخيم على البرتغال مع تكشف حجم الرعب في بيدروجاو جراندي




بيدروجاو جراندي/ لشبونة - أولا كان الجحيم. والآن ما تبقى فقط هو مشهد الرعب. في هذا المكان حيث كانت بيدروجاو جراندي ، الجنة الطبيعية ذات المناظر الخلابة ، في البرتغال، لم يعد أكثر من قرى وحقول محترقة.


حريق بيدروجاو جراندي
حريق بيدروجاو جراندي
بينما تكافح إدارة الإطفاء اللهب على بعد بضع مئات من الأمتار، يهيم السكان على وجوههم عاجزين ويائسين، عبر ما كان مجتمعهم ذات يوم.

"أين أمي؟" و"لا أستطيع أن أجد عمتي"، من بين الصرخات التي يمكن سماعها بوضوح. ولكن لا يمكن رؤية إلا الحطام الأسود والرمادي والدخان هنا، حيث كانت حتى يوم السبت الماضي تتراص أشجار الصنوبر والمنازل الصغيرة المرتبة. ويمكن للزوار الاستمتاع بأوقاتهم بين البحيرات والأحواض.

يقول أنطونيو بيريس في قرية فيلا فاكايا، التي يبلغ تعداد سكانها 580 شخصا: "يا لها من مأساة، منزل جدتي تمت تسويته بالأرض".

ويحتاج بيريس /40 عاما/ لتقبل الأمر بصعوبة قبل أن يتمكن من الحديث بصوت مرتجف قائلا: "أربعة من أقاربي وجيراني ماتوا ليلا، لقد شاهدت الجثث".

في المنطقة التي لا تكاد تبعد 200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي عن لشبونة، قتل 61 شخصا على الأقل بسبب الحرائق.

ويقول بيريس: "أيضا عشرات الكلاب والماعز والأبقار والأرانب وغيرها من الحيوانات ماتت".

وذكرت السلطات أن الحريق بدأ بعد ظهر السبت الماضي عندما ضرب البرق شجرة. ووقعت بقية الكارثة بعد حلول الليل.

أما الطريق السريع 236، الذي كان يفترض أن يكون وسيلة للهروب، صار فخا للموت، حيث مات ما لا يقل عن 30 شخصا موتا مؤلما هنا في سياراتهم. وراقب أحد المزارعين المأساة عن قرب.

وقال الرجل، الذي كان يرتعش بوضوح، في مقابلة مع قناة "آر تي بي" التلفزيونية: "كان ذلك أمرا لا يصدق، اشتعلت النيران في عشرات السيارات في غضون ثوان، وفجأة صار في كل مكان نيران ودخان ورياح. لم يكن أمام أولئك المساكين مفر.

ووقف مراسل لقناة "آر تي بي" يتحدث على الهواء مباشرة يوم الأحد الماضي أمام الكاميرا، وخلفه على الطريق السريع عشرات من قطع الحطام المتفحمة، بعضها محشور تحت بعض. شاهد صامت على الذعر الذي لا بد أنه ساد هنا. وكما يسميه فقد كان "مشهد رعب".

كانت إحدى المتقاعدات على "طريق الموت السريع" لكنها هربت في الوقت المناسب. وقالت: "كل السيارات اشتعلت فجأة. وسيارتنا أيضا. تعهدنا أنا وزوجي بالفعل بروحينا للرب، ولكن بطريقة ما فتحنا الباب وتمكنا من الهرب عبر أشجار الصنوبر المتساقطة".

وتشعر البرتغال بحزن لم تشعر به من قبل .

ويتعين على وزير الدولة للشؤون الداخلية، جورجي جوميز، أن يغالب دموعه حين يضع كل قائمة جديدة للضحايا. وقال رئيس الوزراء أنطونيو كوستا "لا يمكننا تذكر مأساة أسوأ من هذه المأساة".

أما الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوسا، الذي سافر ليلا إلى منطقة الكارثة، فارتمى بين ذراعي فالديمار ألفيس، عمدة بيدروجاو جراندي، بعد وصوله، وبكى كلا الرجلين .

ولكن إضافة إلى الحزن، ساد غضب كبير. وقال العديد من الذين يعيشون في المنازل التي دمرت، والذين هددتهم النيران، إنهم انتظروا لساعات ولم يشاهدوا رجل إطفاء واحد.

وشكا أنطونيو بيريس "لم يكن لدينا ماء أو كهرباء، ومما زاد الأمر سوءا ، تركنا لمواجهة مصيرنا".

ودعا عالم الغابات، باولو فرنانديز، من جامعة "تراس أوس – مونتيس" إلى استخدام أفضل لبيانات الأرصاد الجوية، مضيفا أنه كان بالإمكان إنقاذ الأرواح من خلال إغلاق الطرق في الوقت المناسب. وهو متأكد، كما يقول، من أن المأساة التي وقعت في عطلة نهاية الأسبوع، كان يمكن منعها، أو على الأقل كان يمكن الحد من حجم الكارثة.

د ب ا
الثلاثاء 20 يونيو 2017