نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


القرنة فى الأقصر... أغنى جبل أثرى فى العالم




الأقصر -حجاج سلامة - يصفه علماء المصريات، بأنه أغنى جبل أثرى في العالم، لاحتوائه على مئات المقابر الفرعونية، و11 معبدا مصريا قديما، فيما لا يزال باطنه، يحتوى على قرابة 850 مقبرة ، تنتظر كشف الغبار عنها، والوصول لمحتوياتها من آثار ونقوش ورسوم مضى عليها قرابة خمسة آلاف عام. إنه جبل القرنة الأثري، الممتد لأكثر من خمس كيلو مترات، فى البر الغربى لمدينة الأقصر التاريخية، الغنية بكنوز الفراعنة، فى صعيد مصر، ويضم الجبل معبد دير شلويط، المكرس لعبادة الالهة إيزيس، وقصر امنحتب المعروف باسم " الملقطة " ومعبد هابو " بيت ملايين السنين"، ومقصورة الرب تحوتى، ومعبد الملك امنحتب الثالث، و معبد الملك مرن بتاح، والرامسيوم، الذى شيده الملك رمسيس الثانى، ومعبد الملك تحتمس الرابع، والدير البحرى الذى شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد الملك سيتى الأول، ومعبد الملك منتو حتب نب حبت رع . كما يضم مقابر وادى الملوك، ومقابر وادى الملكات، ومقابر دير المدينة، ومقابر الأشراف، ومقابر العساسيف، ومقابر ذراع ابوالنجا، ومقابر قرنة مرعى، ومقابر باب الحجر بالطارف ،


  وهى المناطق التي تضم بين جنباتها مئات المقابر الأثرية. تهجير السكان : ظل جبل القرنة، لقرون عدة، يحتفظ بالكثير من أسراره، حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، حيث تم تنفيذ مشروع ظل مؤجلا لعقود طوال، وهو مشروع تهجير 3200 اسرة كانت تقيم فوق مئات المقابر الفرعونية، فى حضن جبل القرنة، على يد محافظ الأقصر السابق، الدكتور سمير فرج، والذى نجح فى إقناع الأهالي بالرحيل والسكن فى مدينة جديدة، اقيمت لهم، وحملت اسم القرنة الجديدة، ليبدأ الأثريون فى الكشف عما فى باطن الجبل التاريخي من كنوز ومقابر تركها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة. وكان سكان جبل القرنة، يسكنون فى أربعة نجوع ببطان الجبل وأعلاه، وهى نجوع الحروبات والعطيات والغابات والحساسنة، ويقول مؤرخون بأن سكان تلك النجوع، لجأوا للسكن بباطن الجبل، فى العام 1850، هربا من بطش الفرنسيين، إبان الحملة الفرنسية على مصر. سور لحماية مقابر الجبل :

وما أن نزح السكان إلى منازلهم الجديدة، حتى سارعت وزارة الاثار المصرية إلى الاستعانة ببعثة امريكية، يترأسها عالم المصريات، الدكتور جون شير. ويتضمن المشروع المصري الأمريكي بحسب مسؤولين بآثار الأقصر رفع مخلفات الأبنية والمنازل، التى أزيلت من فوق تلك المقابر، والكشف عن مداخل المقابر الفرعونية، التى شيدها نبلاء الفراعنة، بمناطق راع أبوالنجا والعساسيف، وقرنة مرعى، ووضع خريطة لها، لتيسير أعمال الكشف عنها. وشرعت بعثة اثرية من جامعة لاجون الإسبانية، بتنفيذ أعمال الكشف والتنقيب والترميم لثلاث مقابر فرعونية، بمنطقة العساسيف الغنية بمقابر نبلاء الفراعنة، والتى تحتوى على مجموعة كبيرة من مقابر الأفراد والوزراء وكتاب الدولة ، وكبار الكهنة، ورجال البلاط الملكي، وتوثق مقابر المنطقة لفنون وعلوم مصر القديمة، وتسجل طقوس الحياة اليومية لقدماء المصريين. كما جرى بناء سور بطول عدة كيلو مترات، لحماية المنطقة من التعديات، وتوصلت بعثات اثرية وفدت من بلدان أوروبية عدة، إلى الكثير من المقابر الفرعونية بالجبل. وخضع جبل القرنة، خلال العقد الماضي، لمشروع ضخم لإنارة معالمه التاريخية، وتكلف المشروع عشرات الملايين من الجنيهات. وصار جبل القرنة، مكانا لنمط متفرد من السياحة ، وهو ما يسمى اليوم بسياحة البالون، حيث يشهد الجبل قبل بزوغ شمس كل يوم، إقلاع عدد من المناطيد، التى تعرف باسم البالون الطائر، والذى ينطلق وعلى متنه عشرات السياح، فى رحلة فوق معالم الجبل، وما يحويه من مقابر ومعابد فرعونية، وهو نمط سياحي يشهد إقبالا متزايدا من زوار مدينة الأقصر ، من سياح العالم، وباتت أسعار صعوده تتزايد بشكل مستمر، وتضاعف سعر الرحلة خلال العام الجاري لخمس مرات متتالية. خبيئات اثرية كبرى : ويشهد جبل القرنة، فى غرب مدينة الأقصر، الكثير من الاكتشافات الأثرية فى كل عام، وكانت منطقة ذراع ابوالنجا الأثرية، الواقعة فى شمال الجبل، عند المدخل المؤدى لقرابة 61 مقبرة لملوك الفراعنة، فيما يسمى بوادى الملوك، صاحبة أكبر كشفين اثريين، على يد بعثة أثرية مصرية، برئاسة عالم المصريات، الدكتور مصطفى وزيرى، حيث توصلت البعثة إلى مقبرة " أو سرحات " قاضى طيبة فى الاسرة الثامنة عشرة، وحوت المقبرة على خبيئة مكونة من مئات التماثيل وعشرات التوابيت والمومياوات الفرعونية. كما عثرت البعثة مؤخرا، على مقبرة لأحد كبار صناع المجوهرات، وعثر بمقبرته على تماثيل وتوابيت ومومياوات فرعونية، وأختام جنائزية، قد تقود الاثاريين إلى التوصل لعدد أربع مقابر لم يكشف عنها بالمنطقة.

وذَكًرَتٌ خبيئة مقبرة اوسر حات، بالخبيئة الضخمة، التى عثر عليها فى منطقة الدير البحري، فى جبل القرنة، وهو الكشف الذى جرى على يد أفراد من عائلة عبدالرسول، أحد اشهر العائلات المصرية التي عملت فى مجال الكشف عن الآثار، إذ حوت الخبيئة المعروفة باسم خبيئة الأقصر، أو خبيئة عبدالرسول، على مومياوات وتوابيت لأكثر من خمسين شخصية فرعونية عالية المقام ما بين ملوك وملكات وأمراء ونبلاء من أسرات مختلفة تناوبت على حكم مصر.

معالم أثرية شهيرة : ويحتوى جبل القرنة، على مجموعة من المعالم الأثرية الفرعونية الشهيرة، التى كانت وماتزال تجذب أنظار العالم، مثل مقبرة الفرعون الذهبي، الملك توت عنخ، والتى اكتشفت بمنطقة وادى الملوك، والتى جرى اكتشافها على يد المستكشف البريطاني، هيوارد كارتر، فى يوم الرابع من شهر تشرين ثان/ نوفمبر من عام 1922، وهو اليوم الذى اتخذته مدينة الأقصر يوما وطنيا لها. وهناك مقبرة جميلة الجميلات، الملكة نفرتارى، زوجة الملك رمسيس الثاني، المنحوتة فى منطقة وادى الملكات، والتى اكتشفها المستكشف الإيطالي، جوفاني باتيستا بيلزوني الملقب ببلزونى العظيم، وتعد المقبرة من أجمل المقابر الفرعونية فى المنطقة، وذلك لاحتوائها على نقوش ورسوم ذات ألوان زاهية حتى اليوم، برغم إقامتها قبيل آلاف السنين. وهناك معبد الملكة حتشبسوت، المعروف باسم معبد الدير البحري، والذى نحت فى باطن الجبل، ويعد أكثر المعابد فى هندسته المعمارية، وقد خطط لإقامته، وأشرف على بنائه المهندس الفرعوني الشهير " سننموت "، والذى يروى بأنه ارتبط بعلاقة حب مع الملكة حتشبسوت. وهناك معبد الملك امنحتب الثالث، الملقب من قبل الأثريين باسم " الباشا " و" البرنس "، ويتصدره تمثالي ممنون الشهيرين فى غرب الأقصر، وعرف المعبد بأنه أكبر معبد في غرب الأقصر، وتعمل به بعثة أثرية أوروبية، تعثر بباطن أرضه، على مئات التماثيل في كل عام.

حجاج سلامة
الخميس 21 سبتمبر 2017