نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


المختفون… فيلمٌ سوريٌّ خطّ قصته معتقلون سابقون بدماء إخوانهم










أنتجت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني فيلماً وثائقياً تحت عنوان (المختفون في سوريا)، سلط الضوء على ثلاثة تجارب لمعتقلين في سجون النظام، وهم: الدكتور (أيهم غزول) الذي قضى تحت التعذيب، والصحفي (منصور العمري) المعتقل السابق، بالإضافة إلى (مازن حمادة) المعتقل السابق في سجون النظام أيضا.


 

الفيلم تم عرضه لأول مرة يوم أمسٍ الأول الإثنين 6 آذار/مارس في سينما (بلومزبيرغ كيرزن) في العاصمة البريطانية (لندن)، وسيعرض في (جنيف) بتاريخ 13 آذار/مارس الجاري.

ولتسليط الضوء على الفيلم، وللتعرف على قصص المعتقلين الذين ظهروا فيه، كان لـ “كلنا شركاء” حديث مع الصحفي (منصور العمري) الذي سلط الضوء على أساليب الموت في أقبية التعذيب.

تجربة المعتقل

قال العمري: “الفيلم لثلاثة أشخاص سوريين، أنا أحدهم، وقد تحدثت فيه عن تهريبي لأسماء المعتقلين عندما خرجت من المعتقل”.

وأضاف “اعتقلت بتاريخ 16 شباط/فبراير 2012 من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، واستمر اعتقالنا شهراً في فرع التحقيق في مطار المزة، وبعد أربعين يوماً نُقلنا إلى ثكنة عسكرية تتبع للفرقة الرابعة، واستمر اعتقلنا حتى أواخر عام 2012”.

وأشار العمري إلى أنه خلال فترة الاعتقال كان يشاهد مختلف أنواع التعذيب، ويسمع أصوات المعتقلين، حيث يُطلب منهم بشكل يومي تقليد أصوات الحيوانات، وفي إحدى المرات سمع العمري أحد   المعتقلين يقول للسجان: “أنا لا علاقة لي بما يجري، وما أزال عريسا”، فطلب منه عندها السجان تقليد صوت زوجته أثناء (الجماع)، ولم يتوقف عن تعذيبه وسبه حتى أصدر المعتقل ذلك الصوت.

وتحدث عن طريقة أخرى لتعذيب المعتقلين، عن طريق ربط أيديهم بفتحات أبواب الزنازين، ليقوم بعدها السجانون بحرق أيادي المعتقلين بالنار، ومن هؤلاء المعتقلين الذين مورست بحقهم هذه الطريقة من التعذيب، طفل لا يتجاوز 13 عاما.

أسماء المعتقلين بالدم

وتابع الصحفي منصور العمري قائلا: “عندما انتقلنا إلى ثكنة 555 التابعة للفرقة الرابعة بقيادة (ماهر الأسد)، وإلى اليوم لا نعرف بدقة المكان الذي كنا نتواجد فيه”.

وأردف “وبسبب غياب الأدوات في المعتقل الذي كان أشبه بالجحيم، كان يتوجب علينا إيجاد وسائل للتوثيق، كي نتابع عملنا، وكنا نخاف أن يشي أحد المتواجدين في الزنزانة بنا، لذلك كانت الفكرة محصورة بخمسة أشخاص منهم الصحفي الشهيد (نبيل الشربجي) والمعتقل السابق (مناف أبازيد)، وبسرية تامة.

وكانت بداية الفكرة، بحسب ضيفنا، من بقايا العظام التي تتواجد في الطعام الذي يتم تقديمه للمعتقلين، “فكنا نقوم بإخفاء أي عظمة من أجل أن نستخدمها للكتابة، وكنا في البداية نكتب الأسماء على قطع الثياب، فكان من الممكن الكتابة عليها كونها متسخة، وبسهولة تتم الكتابة، لكن المشكلة كانت أن الكتابة تختفي بعد ساعات، وعندها بدأنا نفكر بإيجاد حبر بعد توفر القلم، وخلال فترة جربنا مجموعة من الأشياء، منها (حساء البندورة)، ولكنها كانت تفشي على قطع الثياب، وعندها بدأ اليأس يأخذ طريقه، ، عندها قام أحد الأشخاص، وهو (خياط)، بإحضار (دم) في كيس خبز، وعصر لثته وأخرج الدم، فمعظم المعتقلين لديهم نزيف مستمر باللثة نتيجة نقص التغذية وانعدام الضوء والتهوية، وعند التجربة تمكنا من الكتابة، لكن بشكل غير واضح، وبعدها بدأنا بخلط الدم  بصدأ الحديد المتواجد علي القضبان في أرضية الزنزانة، وقد تمت العملية بعد تجارب أسبوع كامل”.

وأضاف العمري “بعد اكتمال الأدوات، كان لابد من جمع أسماء المعتقلين دون أن يعرف أحد لماذا نقوم بذلك، وعندها بدأنا بفتح أحاديث جانبية مع المعتقلين، وقد تولى المهمة (مناف أبازيد) لمعرفة أسماء المعتقلين وأرقام هواتف ذويهم دون أن يعرف أي أحد لماذا، وبعد جمع الأسماء وكتابتها، أتى دور الخياط من جديد، والذي فك كم وقبة القميص، ووضع قطع القماس التي وثقت بداخلها الأسماء، وأعادها كما كانت”.

وتابع العمري “عندها تم تعليق القميص وتم الاتفاق بين المجموعة المكونة من خمسة أشخاص أن أول شخص يخرج سيقوم بارتداء القميص وإخراج الأسماء، وبعد فترة كنت أنا أول الخارجين، وقد ارتديت القميص الذي كان يضم 57 اسم معتقل. وعقب خروجي قمت بتفريغ الأسماء بقوائم (إكسل) وأرسلت القوائم لـ (مركز توثيق الانتهاكات) للسيدة (رزان زيتونة)، ومن بعدها تواصلت مع ذوي المعتقلين، ومازالت إلى اليوم أتابع هذه القائمة التي خرج منها أربع أو خمس أشخاص فقط، وتأكدنا أن أربعة أشخاص آخرين قتلوا تحت التعذيب، والباقي لا توجد أية معلومات عنهم”.

ضرب طبيبٍ حتى الموت

وقال العمري “إن القصة الثانية كانت للطبيب (أيهم غزول) الذي اعتقل معنا من المركز بتاريخ 16 شباط/فبراير 2012، وبعد شهرين خرج من المعتقل وعاد لجامعته يكمل دراسة ماجستير في طب الأسنان، وقد تعرض للضرب من شبيحة أعضاء (اتحاد الطلبة)، ليتم اعتقاله من جديد، وقد فارق الحياة بعد أربعة أيام في المعتقل ، وأسماؤهم معروفة للجميع، وقد تحدث القائمون على الفلم مع والدته التي تمكنت من الحصول على وثائق أبنها وشهادة تثبت وفاتة في الفرع 215  (أيهم) وأخبروها بموته، ولكن هي تريد قبراً لابنها”.

والقصة الثالثة للمعتقل (مازن حمادة) الذي تنقل بين عدد من الأفرع، ومنها (المشفى 601)، بالإضافة لشهادات مجموعة من الحقوقيين السوريين، بحسب الصحفي منصور العمري.

إنتاج الفيلم

وإنتاج الفيلم كان للقناة الرابعة البريطانية، للمخرجة (سارة أفشر)، وقد قامت بالبحث للفيلم الصحفية (نيكولا كويتشر)، والفكرة من الفيلم كانت مفاجئة المخرجة والصحفية بتقرير عن التعذيب في سوريا، “فتواصلوا معنا وأخبرونا أن هذه القصص لا تصل للإعلام الغربي، وكان الهدف من الفيلم إيضاح حقيقة ما يجري في السجون للإعلام الغربي” بحسب العمري.

وأشار العمري إلى أن الذين حضروا العرض الأولي للفلم هم مجموعة من السياسيين والحقوقيين، وكان الهدف منه مخاطبة هؤلاء الأشخاص، مؤكداً أنه بتاريخ 13 آذار/مارس سيتم عرض الفيلم في مهرجان سينمائي لحقوق الأنسان في (جنيف) ،وبتاريخ 23 آذار/مارس سيعرض على القناة الرأبة البريطانية للمرة الأولى .

وفي الختام، قال العمري “للأسف وعلى الرغم من كل شيء لم يخرج إلى اليوم أي سوري من معتقلات بشار الأسد تحت ضغط دولي، وجميع المعتقلين الذين خرجوا إما بالحظ أو بالرشوة للأجهزة الأمنية للنظام، وأنا أعتقد بأن الخظ هو من لعب الدور الأكبر بخروجي من المعتقل، فمجموعتنا خرج منها شخصان فقط من أصل خمسة”.
-------------

 

   كلنا شركاء


مضر الزعبي
السبت 11 مارس 2017