نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


المصابون بالخرف يتجولون بحرية في قرية دنماركية خاصة




سفيندبورج (الدنمارك)6 - تيريزا مينش- أوف هانسن،هامس الدجاج، كل يوم بعد الظهر، تأتي الطيور إلى غرفة معيشته وتقف على حجره. وقال الرجل البالغ من العمر 58 عاما ذو اللحية الرمادية الداكنة: "إنهم يحبون مشاهدة التلفزيون". وفي وقت سابق من اليوم نفسه، كان قد جمع سبع بيضات، ولذلك فقدأضاف أنه "يوم جيد".

هو يوم جيد أيضا لأنه لا يزال يتذكر ما فعله هذا الصباح. هذا ليس هو الحال دائما بالنسبة له، هو وغيره من سكان القرية الدنماركية التي يعيش فيها، الذين يعانون جميعا من خرف الشيخوخة.


 
ويتحدث المصابون بالخرف عن ثقوب سوداء في ذاكرتهم أو قصاصات ورق ملون في رأسهم. ونتيجة للإصابة بمراض الزهايمر، فإن خرف الشيخوخة أو تدهور الوظائف العقلية من أكثر الأمراض انتشارا بين كبار السن.
في البداية، يلاحظ المصابون ببساطة أن شيئا ما غير صحيح تماما. وفي مراحل لاحقة من حالتهم المرضية، يعيش المصابون بالمرض في عالم بديل تماما.
وبعد الإصابة بالمرض فإن الذهاب إلى التسوق، أو إلى مصفف الشعر – وهما من الأشياء التي كانت تعتبر أمرا مسلما به- لم يعد ممكنا. لكن الكثير من المصابين لا يزالون في وضع لائق جسديا، وبالتالي فإن دار رعاية المسنين ليست المكان المناسب لهم.
ولهذا فإن مدينة سفيندبورج، التي تقع على جزيرة فوينن الدنماركية،أنشأت قرية حصريا لـ 125 مريضا بالخرف. إنها بلدة داخل بلدة، ويوجد بها متاجر خاصة بها ومصفف شعر واستوديو للياقة البدنية ومقهى وبحيرة. ويمكن للمرضى أن يعيشوا فيها كما كانوا يفعلون من قبل، إما بمفردهم أو في شقق مشتركة، ومع ذلك فهم يحظون بالحماية.
وتقول جيتي فويت (81 عاما) بحزم: "إذا أردت أن أركض في الحديقة، فأنا أركض في الحديقة" مضيفة أنه من الأفضل أن يكون ذلك مع رجل وسيم. ولا تزال فويت تتحدث الانجليزية بطلاقة- لكنها لا يمكن أن تجد طريقها إلى المنزل بعد نزهة في البلدة.
ومع ذلك، فلا يمكن أن تضل طريقها في هذه البلدة. ومن المفارقات أن سياجا في نهاية الشارع، وجراجا هما اللذان يحافظان على حرية السكان، وهو ما لايلاحظ وجودهما معظمهم.
ويقول عمدة مدينة سفيندبورج لارس إيريك هورنمان: "إنها طريقة جيدة لتوفير حياة طبيعية. قرية مرضى الخرف، هي جزء من البلدة "لكنها مساحة لا داعي لأن تتم فيها مراقبة المرضى طوال الوقت".
ويتراوح عمر سكان القرية بين 50 عاما و 102 عام. ويمكنهم الذهاب للمشي أو اللقاء لتناول القهوة والتسوق. والشوكولاته هي السلعة الأكثر مبيعا في متجر القرية. وإذا جاء أحد الأقارب للزيارة، يكون لدى السكان الكثير من الأمور للحديث عنها أكثر مما قد يفعلون، إذا كانوا في دار لرعاية المسنين.
وتقول أنيت سوبي، قائدة المشروع: "هذا يجعل الزيارة أسهل كثيرا".
ويمكن العثور على قرى مماثلة لمرضى الخرف في بلدة دي هوجويك الهولندية، وفي توينبوين، بالقرب من مدينة هاملن الألمانية، لكن سفيندبورج تختلف عن هذه الأماكن لأن سكانها يتحركون فيها بحرية كاملة.
وتقول سوبي: "يحظر القانون الدنماركي هذا. من الناحية النظرية، يمكن لأي مقيم مغادرة القرية إلى المناطق المجاورة- شريطة أن يجد المخرج، الذي تم إخفاؤه جيدا. وتمت تغطية الباب الزجاجي بالبلاستيك وهو غير واضح، بحيث أن معظم السكان الذين يفكرون في الهروب سوف يستسلمون في نهاية المطاف، ويقررون زيارة مقهى بدلا من ذلك.
وتقول سوبي إنه بالنسبة لأولئك الذين يتجولون في الخارج، "فهم يحملون أجهزة /جي بي اس/ نظام تحديد المواقع الجغرافية، لكي يتم تحديد أماكنهم في حالات الطوارئ ".
وتقول سوزانا ساكسل من جمعية الزهايمر الألمانية إن القرى المخصصة لمرضى الخرف، فكرة مربحة للجانبين. "ومقارنة بدور رعاية المسنين، فإن قرى مرضى الخرف تعد بمثابة خطوة متقدمة، بالتأكيد".
وهناك ميزة فريدة من نوعها لسفيندبورج، وهي أن القرية جزء من الحي المحلي- وهذا شيء مختلف عن دي هوجويك وتوينبوين. ويوجد ملعب ليتمكن أحفاد سكان القرية من اللعب جنبا إلى جنب مع الأطفال المحليين، ويمكن لأي شخص أن يذهب للنزهة في القرية. "نحن نريد أن نكون مكانا مفتوحا"، وفقا لسوبي.
ولا يعتقد الجميع أن قرى كبار السن فكرة جيدة. ويقول بعض النقاد إن السكان يعيشون في عالم وهمي مثل عالم فيلم "ترومان شو"، وهو الفيلم الذي يكتشف فيه موظف بشركة تأمين يدعى ترومان بوربانك (الذي يجسد دوره الممثل جيم كاري) أنه في الواقع جزء من برنامج تلفزيوني واقعي.
وتعترف سوزان ساكسل بأن مشروع سفيندبورج "ليس قرية حقيقية". وتقول إنه في قرية دي هوجويك الهولندية، هناك محطة للحافلات، ولكن لا تأتي إليها الحافلات مطلقا. إلا أن كبار السن لا يزالون يجلسون هناك، في انتظار الحافلة.
ولكن سوبي ترفض هذا، وتقول: "هذا مجرد خداع لهم" وتقارن هذا الوضع، بالوضع في قرية سفيندبورج. "نحن لا نريد أن نكون مكان تصوير، أو مسرحا، الأمر يتعلق بأشخاص حقيقيين".

وهناك الأرانب وحقول الفراولة وثمار الجزر والدجاج، الذي يضع البيض الحقيقي. ويقول أوف هانسن: "لقد كنت دائما أقوم بتربية الدجاج". هذا شيء لا يزال يستطيع تذكره.

تيريزا مينش
الجمعة 6 أكتوبر 2017