تعلق الصحف اليوم على المناظرة التلفزيونية التي بثت ليلة البارحة على قناتي بي إف إم تي في و سي نيوز الإخباريتين الفرنسيتين. المناظرة جمعت المرشحين الأحد عشر للانتخابات الرئاسية الفرنسية. صحيفة لوفيغارو تكتب على الغلاف إن المناظرة عمتها الفوضى والتشويش، و لم تسمح للمرشحين الأوفر حظا للفوز في الانتخابات بالدفاع عن مشاريعهم أمام الهجمات المتكررة للمرشحين الصغار.
وتشبه صحيفة لوفيغارو في افتتاحيتها مناظرة البارحة بالنقاشات التي تدور في المقاهي في أي منطقة من مناطق فرنسا، حين تكثر الآراء حول قضايا معينة وبطريقة صاخبة. وترى الصحيفة أن المنطق كان غائبا، ولم تصلح هذه المناظرة لشيء سوى لتمرير الوقت.. وكشف أن فرنسا فعلا بلد منقسم. سيصعب على الرئيس المقبل إدارته.
الرأي نفسه تذهب إليه الكاتبة فانيسا شنيدير في مقال تحليلي لها في صحيفة لوموندوترى أن القلق الذي كان ينتاب البعض حول جدوى مناظرة تضم أحد عشر مرشحا، هذا القلق بدا أنه في محله. وتلاحظ الكاتبة أنه من الصعب تذكر أي شيء حول برامج المرشحين، لأن المناظرة سادتها التدخلات العنيفة والفولكلورية، بل وأحيانا غير الواقعية. صحيح أن الفرصة قد أعطيت للمرشحين الصغار الذين لا تتعدى نسب نوايا التصويت لهم خمسة في المئة لكن طريقة النقاش غيبت مقترحات المرشحين الأساسيين، وجعلتها غير مسموعة.
لا تفصلنا عن إجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلا تسعة عشر يوما. لكن العديد من الناخبين لا يزالوا تائهين تكتب صحيفة ليبراسيون نسبة هؤلاء تبقى كبيرة. تقول الصحيفة وتضيف أن هذه الظاهرة غير مسبوقة والسبب فيها عدد من العوامل، لأن المسار الانتخابي قد تأخر بسبب الانتخابات التمهيدية، وبسبب المتاعب القضائية لكل من مرشح الجمهوريون فرانسوا فيون ومرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ما رين لوبان، وبسبب قلة ثقة الناخبين اليوم في السياسيين وفي الإعلام، وتقدم الصحيفة نتائج استطلاع للرأي أجري لصالح صحيفة لوموند يعكس أن ثلثي الفرنسيين فقط متأكدون من ذهابهم للتصويت يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
استطلاع آخر للرأي يورده موقع تي اس الجيري يعكس شعبية مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلنشون. هذا المرشح حسب ما ينقله الموقع الإخباري الجزائري سيحل رابعا في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة خمسة عشر في المئة من نوايا التصويت، أي أن ميلنشون سيحصل على أكثر من ثلاثة في المئة من الأصوات الإضافية مقارنة بانتخابات العام ألفين واثني عشر.. فهل سيرفع مرشح اليسار تحدي العام ألفين واثني عشر بعد تزايد شعبيته خلال الانتخابات الحالية؟