نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


بالألوان الزاهية لواجهات المساكن يتغلبون على المعاناة في كابول




كابول – تنداح الألوان البهيجة للطلاء وتتناثر في كل مكان، وذلك بعد أن تعثر الصبي الصغير الذي كان واقفا على نتوء بواجهة صخرية، ويتخذ الدلو الصغير الذي يحمله مسارا لولبيا هابطا على جانب الجبل، وبعد مرور ثوان يقف الصبي ويمرر يده على صدره لبرهة ويبتسم.


ويساعد روح الله الصبي الذي يبلغ من العمر تسع سنوات نقاشا على طلاء منزله الصغير المقام على جانب تل في وسط العاصمة الأفغانية كابول.

وتم طلاء قرابة 2000 منزل داخل منطقة جوي شير المتربة التي تعاني من الفقر وتبعد بنحو كيلومتر واحد عن القصر الجمهوري الأفغاني، وذلك بألوان بهيجة بفضل مشروع جديد تديره السلطات المحلية بكابول.

وقال عبد الجليل سلطاني المتحدث باسم بلدية كابول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن هذا المشروع الرائد الذي تم تدشينه الأسبوع الماضي، يهدف إلى "تجميل" كابول والإسهام في جلب "الاسترخاء العقلي" للمواطنين.

وهذه المدينة التي تأوي خمسة ملايين نسمة ، بحاجة ماسة وملحة حاليا إلى لمسة من الجمال والاسترخاء، ولا يزال مئات الآلاف من المواطنين النازحين من ديارهم يهربون إلى العاصمة بعيدا عن عمليات القتال الدائرة بين قوات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان الإسلامية في مناطق متعددة في أنحاء البلاد.

وصارت المدينة عاجزة حاليا عن التعامل مع التدفق الجماعي للمواطنين، وأصبحت الوظائف والمساكن نادرة، وبات الفقر يتزايد في الأحياء العشوائية الآخذة في النمو والاتساع.

ومن ناحية أخرى ترتفع أيضا مستويات الخطر في العاصمة الأفغانية، ومنذ كانون ثان/يناير الماضي وقعت سبع هجمات كبيرة شنتها ميليشيات طالبان أو تنظيم داعش، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل أو إصابة مئات المواطنين، وتقع الهجمات الأصغر حجما مثل وضع العبوات الناسفة داخل عربات الشرطة أسبوعيا بشكل منتظم هذه الأيام إذا لم تكن بشكل يومي.

ويقول سلطاني المتحدث باسم البلدية إنه مع دخول مشروع طلاء منازل كابول الجديد بألوان زاهية، أصبح في إمكان سكان المناطق الجبلية الاختيار بين الألوان البرتقالية أو الحمراء أو الصفراء أو البيضاء أو الزرقاء لطلاء منازلهم.

ومع ذلك أصبح من الواضح أن اللون الأحمر لم يعد مفضلا بين السكان المحليين.

ويقول محمد موسى وهو ساكن يبلغ من العمر 60 عاما و يقيم في منزله الصغير المكون من ثلاث غرف وتم الآن طلائه باللون الأزرق الزاهي، إن "اللون الأحمر هو لون الدم ونحن رأينا ما يكفينا من الدماء"، وعاش موسى في هذا المكان مع أسرته طوال 14 عاما منذ أن قدم عائدا من إيران التي هاجر إليها.

ويضيف موسى إن المنازل المطلية بالألوان الزاهية تسهم في تجميل كابول، وهو يريد أن يستمر المشروع، غير أنه يعترف بأنه لا يحل المشكلات الأساسية التي يعاني منها السكان.

ويوضح موسى قائلا أن "منطقتنا جبلية، وليس لدينا سلالم مناسبة لنصعد عليها إلى بيوتنا، ولا توجد طرق أيضا ولا عيادات طبية كما أن المدارس بعيدة عنا"، وأضاف إن المنطقة لا تزال تفتقر إلى المياه النظيفة.

وتقع كثير من أحياء كابول على تلال مماثلة، ومعظمها صخرية التكوين.

ويتم تشييد المنازل من الطوب البني المصنوع من الطمي، أو من الصخور التي تجلب من الجبال، ونادرا ما تتمتع هذه المنازل بخدمات الصرف الصحي، كما أنها تكون شديدة الحرارة صيفا، بينما لا توفر ملاذا مناسبا من صقيع رياح الشتاء شديدة البرودة.

ويقول شمس الحق وهو ساكن يبلغ من العمر 52 عاما وينحدر أصلا من مقاطعة بانشير الكائنة في الشمال الشرقي من أفغانستان، إن هذه المبادرة ستعمل على "رسم وجه أكثر بهجة لكابول".

بينما يقول على ميزرا وهو ساكن آخر إنه في حالة احتياج السكان لطبيب، فيتعين عليه وقتها أن يقوم هو ومجموعة من السكان بحمل أفراد أسرهم المرضى على نقالة هابطين بهم الجبل، وهو أمر يستغرق أكثر من ساعة من الزمن، ويتعرض المرضى أحيانا للوفاة وهم في طريقهم قبل الوصول إلى مكان الحصول على المساعدة الطبية.

ويشعر ميرزا بالسعادة لأن منزله لن يشبه بعد الآن لون الجبل الذي يعيش فوقه، ويأمل حقيقة في أن " تؤدي تغطية وسائل الإعلام لهذا المشروع إلى لفت أنظار السلطات ووكالات المعونة إلى مشكلاتنا".

محمد جواد
الجمعة 26 ماي 2017