وتتفوق على القرية الإسبانية كلا من قرية مونيو الفنلندية وتقع في مستوى أعلى من القطب الشمالي، تليها في المركز الثاني نورمان ويلز الكندية، حيث يمكن للمرء أن يشعر فعليا بفارق واضح في نوعية الهواء الذي يتنفسه، وهو ما تؤكده أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية والتي تشمل 800 بلدة في 67 دولة ، وتركز بصفة خاصة على تحليل عالم الغبار الذي يتخلل الهواء بجزئياته الدقيقة الصلبة والسائلة والغازية والتي تعرف علميا بمركبات (PM2,5 y PM10).
في الوقت الحالي، تعتبر المنظمة ضمن الحدود الآمنة إذا كان المعدل السنوي يقل عن 20 ميكروجرام /مم3 من (PM10) في الهواء و 10 ميكروجرام/مم3 من (PM2,5)، حيث تحتوي هذه الجزيئات على سولفات ونترات وغيرها من المركبات الكيميائية الضارة التي تخترق الرئتين بعمق ومنه تنطلق إلى نظام القلب والأوعية الدموية، مما ينتج عنه مشاكل وأضرار صحية بالغة. في كامبيسبولاس يصل المتوسط السنوي إلى ما دون الـ6 ميكروجرام/مم3 من (PM10) و 5 ميكروجرام/مم3 من (PM2,5).
يوضح بابلو أن "غالبية الرياح التي تهب على المكان شمالية غربية وتأتي من أماكن لا توجد فيها صناعات كبرى أو مدن ضخمة، ومن ثم فهي لم تمر بأية مصادر تلوث قبل وصولها". يدرك هذا العجوز المتقاعد تماما مغزى ما يقول لما له من خبرة طويلة في مجال الفيزياء وبحوث البيئة وجودة الهواء في وزارة البيئة الإسبانية، معربا عن شعوره بالرضا لأن اسم البلدة الصغيرة بات يحتل صدر عناوين الصحف وحديث وسائل الإعلام. "شهدنا مجيئ الكثير من قنوات التليفزيون ليجروا أحاديث معنا عن جودة الهواء"، يقول سيبرينو، أحد أهالي البلدة بينما يجلس على مقعد حجري مقابل كنيسة القرية المبنية على الطراز الروماني، منتظرا وصول عربة القصاب، ففي هذه القرية لا توجد محلات سوبرماركت ضخمة تبيع الأشياء المعلبة من كل صنف، في هذه القرية يحصل السكان على احتياجاتهم من الخضر واللحم طازجة، حيث تأتي عربات من قرى مجاورة ليشتروا حاجتهم منها، ثم تنصرف من حيث أتت.
في حانة القرية يقول أنطونيو "أصبحنا نرى أناسا يأتون للتنزه هنا واستنشاق الهواء النقي، حيث تعتبر هذه المنطقة متحفا طبيعيا مفتوحا يضم أنواع نادرة من أشجار الزان الأسود فضلا عن الآثار السلتية الأيبيرية مثل مقبرة بلدة تييمريس، وتعود للسكان الأوائل الذين استوطنوا شبه جزيرة أيبيريا. يقول أنطونيو وهو عامل بناء، إن "الطريف في الأمر أننا استقبلنا مؤخرا زوجين من بالما دي مايوركا عرفا بقريتنا عن طريق سائح إنجليزي". ويضيف "حين تذهب إلى مدريد، تلاحظ فرق الهواء. في النهاية الجسم يدفع فاتورة التلوث". لا يزال أنطونيو وبعض رعاة الأغنام القلائل في القرية، في سن العمل، بينما غالبية سكان القرية من العجائز المتقاعدين، حيث يقول "ربما كان هذا هو الشيئ الوحيد المحزن في هذا المكان"، فيما يؤكد عمدة القرية على قوله "كلما مر الزمن، شاخ سكان القرية، وتراجع عدد السكان. ومع ذلك في أعياد أسبوع القيامة أو الأجازات يعود الكثيرون لقضاء بضعة أيام".
يقول بابلو ساخرا، وهو عمدة في القرية منذ ثلاث دورات "في العاصمة بينما يشويهم الحر في الصيف، نلتحف هنا بالأغطية وننام مستدفئين من البرد"، مشيرا إلى أن نسمات الصيف الرطبة العليلة الخالية من التلوث شجعت على إقامة مزرعة رياح لتوليد الطاقة، بقدرة تخزين لا يستهان بها تصل إلى 37 توربينا، وتعتبر هذه واحدة من مصادر دخل القرية الضئيلة.
يتذكر العمدة دون بابلو قائلا "باستثناء شهور الصيف، الطقس في غاية القسوة، وأحيانا تغمرنا الأمطار. جدي كان يحتفظ دوما في صومعته بكميات احتياطية من القمح تحسبا للأيام الصعبة. ولكن الناس هنا تتحلى بالشجاعة وحب العمل وعدم التبذير"، ويضيف مبتسما "ومعمرة أيضا"، والدته على سبيل المثال تجاوزت المئة بعامين "لم تعد تعيش هنا، لا تأتي إلا في الصيف. لكن ذهنها لا يزال حاضرا بقوة".
هل يكون الهواء هو السبب؟ في العادة يتحمل الناس، سواء من أجل الهواء أو من أجل أي سبب آخر، على الرغم من أنه في الماضي، كانت القرية تسجل معدلات وفيات عالية للغاية، وعن هذا يقول العمدة بروحه المرحة "المشكلة هنا أن كبار السن لا يموتون أبدا، كما لو كانوا مثل السلاحف التي تحتمي بدرقاتها من تأثير الزمن. بطبيعة الحال هذا الوضع مدمر بالنسبة لمنظومة الضمان الاجتماعي. لو أخذنا في الاعتبار أن طبيب التأمين الصحي مضطر لأن يمر بالقرية مرة كل أسبوع للاطمئنان على دار المسنين الكبيرة المسماة كامبيسبولا".
في الوقت الحالي، تعتبر المنظمة ضمن الحدود الآمنة إذا كان المعدل السنوي يقل عن 20 ميكروجرام /مم3 من (PM10) في الهواء و 10 ميكروجرام/مم3 من (PM2,5)، حيث تحتوي هذه الجزيئات على سولفات ونترات وغيرها من المركبات الكيميائية الضارة التي تخترق الرئتين بعمق ومنه تنطلق إلى نظام القلب والأوعية الدموية، مما ينتج عنه مشاكل وأضرار صحية بالغة. في كامبيسبولاس يصل المتوسط السنوي إلى ما دون الـ6 ميكروجرام/مم3 من (PM10) و 5 ميكروجرام/مم3 من (PM2,5).
يوضح بابلو أن "غالبية الرياح التي تهب على المكان شمالية غربية وتأتي من أماكن لا توجد فيها صناعات كبرى أو مدن ضخمة، ومن ثم فهي لم تمر بأية مصادر تلوث قبل وصولها". يدرك هذا العجوز المتقاعد تماما مغزى ما يقول لما له من خبرة طويلة في مجال الفيزياء وبحوث البيئة وجودة الهواء في وزارة البيئة الإسبانية، معربا عن شعوره بالرضا لأن اسم البلدة الصغيرة بات يحتل صدر عناوين الصحف وحديث وسائل الإعلام. "شهدنا مجيئ الكثير من قنوات التليفزيون ليجروا أحاديث معنا عن جودة الهواء"، يقول سيبرينو، أحد أهالي البلدة بينما يجلس على مقعد حجري مقابل كنيسة القرية المبنية على الطراز الروماني، منتظرا وصول عربة القصاب، ففي هذه القرية لا توجد محلات سوبرماركت ضخمة تبيع الأشياء المعلبة من كل صنف، في هذه القرية يحصل السكان على احتياجاتهم من الخضر واللحم طازجة، حيث تأتي عربات من قرى مجاورة ليشتروا حاجتهم منها، ثم تنصرف من حيث أتت.
في حانة القرية يقول أنطونيو "أصبحنا نرى أناسا يأتون للتنزه هنا واستنشاق الهواء النقي، حيث تعتبر هذه المنطقة متحفا طبيعيا مفتوحا يضم أنواع نادرة من أشجار الزان الأسود فضلا عن الآثار السلتية الأيبيرية مثل مقبرة بلدة تييمريس، وتعود للسكان الأوائل الذين استوطنوا شبه جزيرة أيبيريا. يقول أنطونيو وهو عامل بناء، إن "الطريف في الأمر أننا استقبلنا مؤخرا زوجين من بالما دي مايوركا عرفا بقريتنا عن طريق سائح إنجليزي". ويضيف "حين تذهب إلى مدريد، تلاحظ فرق الهواء. في النهاية الجسم يدفع فاتورة التلوث". لا يزال أنطونيو وبعض رعاة الأغنام القلائل في القرية، في سن العمل، بينما غالبية سكان القرية من العجائز المتقاعدين، حيث يقول "ربما كان هذا هو الشيئ الوحيد المحزن في هذا المكان"، فيما يؤكد عمدة القرية على قوله "كلما مر الزمن، شاخ سكان القرية، وتراجع عدد السكان. ومع ذلك في أعياد أسبوع القيامة أو الأجازات يعود الكثيرون لقضاء بضعة أيام".
يقول بابلو ساخرا، وهو عمدة في القرية منذ ثلاث دورات "في العاصمة بينما يشويهم الحر في الصيف، نلتحف هنا بالأغطية وننام مستدفئين من البرد"، مشيرا إلى أن نسمات الصيف الرطبة العليلة الخالية من التلوث شجعت على إقامة مزرعة رياح لتوليد الطاقة، بقدرة تخزين لا يستهان بها تصل إلى 37 توربينا، وتعتبر هذه واحدة من مصادر دخل القرية الضئيلة.
يتذكر العمدة دون بابلو قائلا "باستثناء شهور الصيف، الطقس في غاية القسوة، وأحيانا تغمرنا الأمطار. جدي كان يحتفظ دوما في صومعته بكميات احتياطية من القمح تحسبا للأيام الصعبة. ولكن الناس هنا تتحلى بالشجاعة وحب العمل وعدم التبذير"، ويضيف مبتسما "ومعمرة أيضا"، والدته على سبيل المثال تجاوزت المئة بعامين "لم تعد تعيش هنا، لا تأتي إلا في الصيف. لكن ذهنها لا يزال حاضرا بقوة".
هل يكون الهواء هو السبب؟ في العادة يتحمل الناس، سواء من أجل الهواء أو من أجل أي سبب آخر، على الرغم من أنه في الماضي، كانت القرية تسجل معدلات وفيات عالية للغاية، وعن هذا يقول العمدة بروحه المرحة "المشكلة هنا أن كبار السن لا يموتون أبدا، كما لو كانوا مثل السلاحف التي تحتمي بدرقاتها من تأثير الزمن. بطبيعة الحال هذا الوضع مدمر بالنسبة لمنظومة الضمان الاجتماعي. لو أخذنا في الاعتبار أن طبيب التأمين الصحي مضطر لأن يمر بالقرية مرة كل أسبوع للاطمئنان على دار المسنين الكبيرة المسماة كامبيسبولا".