نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ترامب وثقافة التحرش الجنسي






حتى بمقاييس دونالد ترامب فإن التصريحات الأخيرة التي سربت في فيديو لصحيفه "الواشنطن بوست" كانت صادمة للأميركيين ولقيادة الحزب الجمهوري التي دعا أكثر من عشرين منها ترامب إلى الانسحاب من السباق أو أعلنوا سحب دعمهم له


  المشكلة في كلام ترامب العابر أثناء تسجيله مقابلة عام ٢٠٠٥ مع اكسس هولوليد والمايكرفون مفتوح لم تكن فقط استخدامه كلمات نابية ومقززة ضد النساء، فقد اعتدنا على تصريحاته المشينة من وصف النساء بالخنازير إلى التطرق إلى حجم صدورهن، لكن المشكلة تكمن في ثقافة الاستحقاق وجعل التحرش الجنسي وكأنه أمر عادي من حق الرجل ذي السلطة ممارسته دون عقاب.
ترامب يرى نفسه "نجماً" كما قال في الفيديو، وبالتالي فبإمكانه أن يفعل ما يشاء مع النساء، من ملامستهن إلى تقبيلهن إلى مضاجعتهن، فقط لأنه "نجم".
بكلمات أخرى هو رجل ثري نافذ يتمتع بالسلطة والجاه، وبالتالي لا يجد أي حرج في فرض نفسه بالقوة على أي امرأة يراها جميلة متزوجة أو عزباء.
هذه المعايير الأخلاقية التي تهبط إلى الحضيض غير مقبولة في المجتمعات الغربية، وتثير اشمئزاز الرأي العام، ولهذا لم تكن مستغربة حملة الاستنكار الواسعة التي ضمت قيادات الحزب، كالمرشح السابق ميت رومني وجيب بوش ورئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، وقد تكلف ترامب الرئاسة في نهاية المطاف.
لكن هذه الثقافة الذكورية سائدة بشكل أوسع في عالمنا العربي بين أصحاب المناصب ومديري الشركات الذين يعتقدون أن السلطة تعطيهم ما فقدوه في الحياة الاعتيادية، وهو إقامة علاقة مع امرأة جميلة دون أن تكون مبنية على مصلحة أو مقايضة بمنصب أفضل بالشركة أو بترقية.
المصيبة الكبرى أن هؤلاء الرجال تماماً مثل ترامب، متقدمون في العمر، مفرطون في السمنة، قباح في معظم الأحوال، لم يجدوا من يهتم بهم. فلو تجرد الرجل منهم من منصبه لن يجد من ينظر في وجهه من نساء أو رجال، لكن هؤلاء الرجال يرون أنفسهم أشباه براد بيت، لأن السلطة والثروة والمنصب القيادي تمنحهم استحقاقا زائفا، حيث يدفع بهم الغرور إلى الاعتقاد أن الواحد منهم يسدي المرأة المستهدفة شرفا كبيرا، لأنه "يهتم" بها ويغدق كيلا من المديح على تضاريس جسدها.
هذه الثقافة تعمق فكره التحرش بالمرأة والاعتداء الجسدي عليها.
في الغرب تجر المرأة هؤلاء الأوغاد إلى المحاكم، ويعاقب المعتدي بسنوات طويلة وراء القضبان، لكن في عالمنا العربي للأسف فهم يحملون تحرشاتهم وسام شرف على صدورهم، باحثين عن الضحية المقبلة، لأنهم يعرفون أن المرأة في بلادنا لا تريد الفضيحة فتفضل السكوت.
هؤلاء ليسوا برجال، بل هم فاقدو الرجولة، مشوهو النفسية، ضعفاء لا يملكون الثقة بأن يجدوا امرأة واحدة تحبهم دون منصب.

ناديا البلبيسي
الاحد 9 أكتوبر 2016