نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تنافس رئاسي بين روسيف ونيفيس قبل اسبوع من الانتخابات في البرازيل




سان باولو - بيار اوساي -

احتدمت المنافسة بين الرئيسة البرازيلية اليسارية ديلما روسيف وخصمها من يمين الوسط آيسيو نيفيس قبل اسبوع من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الاشد منافسة في تاريخ هذا البلد العملاق في اميركيا اللاتينية.


  ويبدو الناخبون ال142,8 مليون المدعوين الاحد المقبل الى صناديق الاقتراع، منقسمين الى قسمين متساويين ومتعاديين عموما نظرا لانتماءاتهم الاجتماعية.
وتتوقع الاستطلاعات فارقا ضئيلا بين روسيف ونيفيس وفي كل مناظرة متلفزة تشتد اللهجة بين المقاتلة الثورية سابقا (66 سنة) التي عانت من التعذيب في عهد الدكتاتورية والحاكم السابق لولاية ميناس (54 سنة) الذي يعتبر افضل ممثل للنخبة البرازيلية وشبابها المدلل.
وتبادل المرشحان مساء الخميس باستمرار التهم ب"المحسوبية" و"الكذب" و"عدم الكفاءة".
وتعرضت روسيف الى وعكة طفيفة خلال النقاش على المباشر.
وبلغ التوتر ذروته عندما سألت الرئيسة نيفيس ما رأيه من حملات مكافحة الكحول لدى سائقي السيارات، في حين يعلم الجميع انه رفض الامتثال لعملية فحص مستوى الكحول لديه في 2011 في ريو دي جانيرو.
واحتج نيفيس قائلا "حصل ذلك واعتذرت عنه!" متهما خصمته بخوض "الحملة الانتخابية الادنى مستوى" منذ نهاية الدكتاتورية.
وزادت ديلما في مهاجمته بالقول "أنا لا اقود ثملى وتحت تأثير المخدرات" مستهدفة ما اشتهر به خصمها من انه يحبذ سهرات التسلية.
وقد حلت الرئيسة المنتهية ولايتها معززة بالمكاسب الاجتماعية الكبيرة المنجزة خلال السنوات الاثنى عشر لحكم حزب العمال، في الجولة الاولى التي جرت في الخامس من  تشرين الاول/اكتوبر بفارق كبير وحصلت على 41,59% من الاصوات.
وبذلك تقدمت على خصمها نيفيس (33,55%) من الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي الذي يعد بسياسة تقشف ليبيرالية لانعاش المحرك الاقتصادي للقوة الاقتصادية السابعة عالميا، دون المس بالبرامج الاجتماعية التي يستفيد منها خمسين مليون برازيلي.
لكن الجولة الثانية تبدو اكثر منافسة لان نيفيس كسب اضافة الى ناخبي اليمين التقليدي، العديد من اليساريين الذين خاب املهم بعدما صوتوا في الجولة الاولى بنسبة 21% لمارينا سيلفا المدافعة عن البيئة والتي اعلنت بعد ذلك مساندتها لنيفيس.
غير انه ورغم هذا الدعم وانحياز اكبر وسائل الاعلام البرازيلية الى نيفيس لم تتغير الاستطلاعات.
ومنذ عشرة ايام تتوقع الاستطلاعات تقدما طفيفا لنيفيس (51%) على روسيف (49%) في حين يقول تسعة في المئة من الناخبين المترددين انهم سيحسمون خيارهم الاحد.
وقالت الرئيسة ان "حكومتي تتكفل بالشعب البرازيلي برمته خلافا للحكومات السابقة التي لم تكن تعنى الا بالنخب" في اشارة الى سنوات حكم الرئيس فرناندو كاردوزو (1995-2002).
لكنها تتجنب الرد على الاسئلة حول دخول البرازيل مؤخرا مرحلة ركود وتنسبها فقط الى الظروف الدولية في حين تسجل معظم البلدان الناشئة الكبيرة كالصين والهند والبلدان المجاورة في المنطقة نتائج افضل.
ويرد المعارض قائلا "من الافضل ان تعترفي بفشلكم الاقتصادي" دون الاسهاب في موضوع التقشف الذي سيكون مؤلما لا محالة والذي ينوي تطبيقه في 2015 لتطهير الاموال العمومية ومكافحة التضخم.
واوضح مورو بولينو مدير معهد دتافولنا للاستطلاعات "انها انتخابات شديدة التنافس، وقد اختارت الطبقات الميسورة نيفيس والفقيرة روسيف"، وبينهما "الطبقة المتوسطة التي اصبحت تشكل الاغلبية، مقسمة بين، من جهة لانها تخاف ان تخسر المكاسب الاجتماعية التي تحققت بفضل حزب العمال ومن جهة اخرى تعبر عن استيائها ولا تريد الاستمرار لان تحسن الظروف المعيشية قد توقف".
وقد كانت الانتفاضة الشعبية لشبان الطبقات المتوسطة في المدن في حزيران/يونيو 2013 احتجاجا على تكاليف تنظيم مونديال كرة القدم وتحسين الخدمات العمومية، تعبيرا على ذلك الاستياء.
وما زاد في تفاقم ذلك الغضب فضائح الفساد التي تورط فيها حزب العمال واخرها قضية رشاوى دفعتها شركة بتروبراس الى نواب من الائتلاف الحكومي.
وقال المستشار المستقل اندري سيزار ان "بعد 12 سنة في الحكم ازداد الاستياء من حزب العمال" مؤكدا ان "هذه الانتخابات قسمت البلاد الى قطبين بشكل لم نشهده منذ 1989" عندما انتخب فرناندو كولور متفوقا على الرئيس السابق لولا (2003-2010).
وتوقع هذا المحلل ان يكون "ذلك ليس جيدا بالنسبة للرئيس المقبل لانه سيرث بلدا منقسما واقتصادا متداعيا وبرلمانا منقسما بين 28 حزبا".

بيار اوساي
الاحد 19 أكتوبر 2014