نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


حزب الله وإيران والدرس اليمني: كل عواصمنا..صنعاء!






ثمة نغمة جديدة تُطل على العرب من لبنان: لا لـ" المقايضة".

والمقايضة تعني أن تقبل بنيل ما هو غال عليك في مقابل التنازل عن شيء آخر هو غال عليك، أيضا.

"حزب الله" يرفض ذلك، في موضوع تحرير العسكريين الأسرى. بالنسبة له يكمن الحل بالقوة. القوة تعني أن يتحالف الجيش اللبناني عسكريا معه ومع كتائب بشار الأسد، للقضاء على "داعش" وتخليص لبنان من شرور إرهابه. وكل من يرفض هذا التحالف، يعتبر "حليفا للإرهاب".


 

هذه "اللا" للمقايضة جديدة. لم يسبق أن سمعنا بمثلها في موضوع التفاوض مع الإسرائيليين على تبادل الأسرى، ولا في موضوع مخطوفي أعزاز، ولا في موضوع راهبات معلولا، ولا في موضوع "الزوار الإيرانيين". كنا نسمع العكس. أرشيف حسن نصرالله بالذات حافل بالدعوة الى "المفاوضة والمقايضة" على اعتبار أن ذلك "ليس آخر الدنيا".

"حزب الله" يريد نتائج حاسمة بمعركة حاسمة. ذهب الى سوريا. خاض "معارك الإنتصار" في يبرود وفي القصير. ترك المقاتلون السوريون البلدات والقرى القلمونية في صفقة مع الحزب والنظام الأسدي، وانتشروا في الجرود وأسقطوا الحدود التي تفصل "على الورق" لبنان عن سوريا.

في معاركه القلمونية، ومن أجل رفع شارة الإنتصار" فاوض "حزب الله" و"قايض".

حاليا، هو يرفض كل مقايضة، بل يريد أن يتحد الجيش بحزب الله وبالنظام الأسدي، لاستكمال المعركة التي ستنتهي بالتأكيد الى انتقال المقاتلين لاحقا، جسدا وروحا، من الحدود الى داخل لبنان، فتُعمم معارك "حرب القضاء على الإرهاب".

وحينها، يصبح لبنان يمنا جديدا.

هناك انصبت كل الجهود، على محاربة " القاعدة". توقفت المعركة الأم مع الحوثيين. محاربة الإرهاب تقدمت على ما عداها. ضعف الجميع في الحرب ضد الإرهاب. تقدم الحوثيون - حلفاء حزب الله- واحتلوا العاصمة وبدأوا بتصفية خصومهم، وفرض شروطهم على الجميع.

هذا بالتحديد ما هو مطلوب الوصول اليه في لبنان: نشر "داعش" على امتداد لبنان، ووضع طاقات الجميع – جيشا وشعبا- في محاربته، اما "حزب الله" في الداخل فينسحب الى " الأمن الذاتي"، بحجة أنه كمكوّن شيعي لا يستطيع أن يُساهم في حرب داخل مجتمع ذي أغلبية سنيّة، وبعد أن يتأكد من ضعف الجميع ، يضرب الحزب ضربته الحاسمة، ويفرض سيطرته على الجميع، وفق النموذج اليمني.

وثمة مجانين هنا، وأغبياء هناك، ووصوليون هنالك، يرقصون على نغمة "حزب الله".

المجانين هم هؤلاء الطائفيون المتشددون الذين لا يقيمون اعتبارا لأي عقل ولا يرون أمام عيونهم إلا خططا هوجاء ستقضي عليهم وعلى ناسهم وعلى أحلامهم.

والأغبياء هم أولئك الذين يميلون الى تصديق معسول اللسان، بفعل إدمانهم على معسول الدخان.

أما الوصوليون، وهم ينتشرون داخل كل ألوان المشهد السياسي اللبناني، فيروّجون لحزب الله، على قاعدة استرضائه لوصول الى رئاسة الجمهورية هنا ورئاسة الحكومة هناك والمقاعد الوزارية والنيابية هناك.

وفيما يصمون آذانننا برفض المقايضات، وباتهام كل من يخاصمهم بالإرهاب، تراهم يعملون "من تحت لتحت" لإنجاز المقايضات التي تناسبهم.

من يسترجع ذاكرته قليلا، يستذكر كيف كانوا سابقا يوجهون تحذيراتهم الى الأوروبيين والأميركيين من مخاطر "داعش"، وكيف كانوا يحللون أن "داعش" ستُجبر الكون على التحالف مع بشار الأسد، وكيف سيتحوّل بشار الأسد من منبوذ كوني الى حليف أممي.

وحين حصل التحالف الدولي، وجرت تنحية بشار الأسد خارجه، هاجوا وماجوا على هذا القرار الدولي. فهذا المحور، حين ساهم في تقوية "داعش" كما في إنشائه، كان يأمل أن يستعمله في المقايضة: إما "داعش" وإما الأسد.

و"داعش" يريده هذا المحور "بقرة حلوب".

ومن يدقق بما طرحته طهران على واشنطن مؤخرا يصل الى نتائج عن المقايضين الحقيقيين، فقد رفضت الولايات المتحدة الأميريكية اقتراحا طرحه مسؤولون إيرانيون يقضي بأن تتعاون طهران في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مقابل مرونة بشأن برنامجها النووي.

فجأة، لم يعد "داعش" خطرا قائما بذاته. حرب إيران عليه، كانت في الواقع حربا دعائية لتعظيم "داعش" بهدف المقايضة به لمصلحتها.

والبرنامج النووي الإيراني، وفق كل العالمين، يهدف الى مسألة واحدة: إعلاء شأن إيران في كل منطقة الخليج، للسيطرة على قرارها ومصيرها.

الرؤية باتت واضحة، في مركز القرار الإيراني: أنتم تحاربون "الإرهاب التكفيري" و...نحن نسيطر.

الدرس اليمني بسيط، لمن يرفض الهيمنة الإيرانية، مباشرة أو بواسطة أدوات الحرس الثوري الإيراني: نحن نحارب الإرهاب وأنتم ...جزء منه!


فارس خشّان
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014