نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


رحلة الموت من غزة الى اعماق البحر المتوسط




روما - اكد ناجون قلائل ان المهربين اغرقوا عمدا قرب مالطا المركب الذي كان ينقل مئات المهاجرين الاربعاء الماضي، وبدلا من الوصول الى ايطاليا بحثا عن حياة جديدة لائقة، ابتلعهم البحر المتوسط باستثناء قلة نادرة تمكنت من رواية هذه المأساة.


وروى احد الناجين لمنظمة الهجرة الدولية ما حصل قائلا "بعد ان صدم المهربون مركبنا انتظروا ليتاكدوا اننا نغرق فعليا قبل ان يغادروا. وبعضهم كان يضحك ساخرا".

ويروي فلسطينيان في الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين وصلا الى جزيرة كريت ان الرحلة بدات عبر الاتصال ب"وكالة" في غزة اخذت الفي دولار من كل راغب بالهجرة. وتبين ان غالبية الراغبين بالهجرة امنوا الالفي دولار من المبلغ الذي دفع لهم لترميم او اعادة بناء منازلهم التي دمرها القصف الاسرائيلي خلال الصيف الماضي.

وبعد انتقالهم الى مصر قامت اربعة باصات بنقلهم الى مرفأ دمياط قرب الاسكندرية حيث استقلوا مركبا لا يتجاوز طوله 18 مترا وكان اصلا نصف ممتلئ بركاب مصريين وسودانيين.

ويضيف الناجون ان قبطان المركب احصى ما بين 400 و450 راكبا ممن يتجاوز عمرهم العاشرة. وقدرت منظمة الهجرة الدولية وجود نحو مئة طفل اضافي على هذا المركب استنادا الى المعلومات التي جمعت من الناجين.

وخلال الرحلة اجبر المهربون المهاجرين على تغيير المركب ثلاث مرات. وفي المرة الرابعة بدا للركاب ان المركب الجديد هش للغاية فرفضوا الانتقال اليه.

عندها، قام المهربون وهم نحو عشرة من الفلسطينيين والمصريين كانوا على متن مركب اخر بتهديد المهاجرين باعادتهم الى مصر في حال رفضوا الانتقال الى المركب الجديد، ثم بدأوا بالصراخ والقاء قطع من الخشب باتجاههم.

بعدها، اقترب مركب المهربين من مركب المهاجرين فتمكن عدد من هؤلاء من القفز اليه. لكن المهربين رموهم في البحر ثم انقضوا بمركبهم على مركب المهاجرين ففتحوا ثغرة فيه ما تسبب بغرقه على الفور.

وكان مركب المهاجرين يتألف من طابقين بحسب الناجين، تكدس نحو 300 في الطابق العلوي ونحو 200 في الطابق السفلي. وسرعان ما غرق ركاب الطابق السفلي وبعدهم ركاب الطابق العلوي وخصوصا انه لم يتوافر سوى عدد قليل جدا من سترات النجاة.

وافادت البحرية المالطية ان المركب كان على بعد حوالى 300 ميل بحري (555 كلم) جنوب شرق مالطا عندما وقع الحادث. وروى احد الناجين "عندما بدأ المركب بالغرق قام احد الركاب بشنق نفسه يأسا".

ونجا احد الفلسطينيين ونقل الى صقلية لانه كان يرتدي سترة نجاة. فيما روى ناج فلسطيني اخر انه تمسك بعوامة مع سبعة اشخاص اخرين بينهم طفل مصري، الا انهم غرقوا جميعا بسبب الارهاق ونجا وحده بعد ان انتشلته سفينة من بنما الخميس. واللافت ان هذه السفينة البنمية كانت انتشلت ايضا عددا من المهاجرين في حادثة اخرى.

اما الناجون الذين وصلوا الى كريت وهم فلسطينيان ومصري وسورية في ال19 من العمر فقد تم انتشالهم مساء الجمعة بعد ان تمكنوا من النجاة عبر التمسك بعضهم ببعض.

وقالوا ان الطقس كان مقبولا الاربعاء والخميس الا ان عددا من افراد المجموعة افلتوا وغرقوا بعد ارتفاع الامواج.

وعثرت سفينة شحن تقل مستوعبات على المجموعة فانقذت بذلك حياة تسعة اشخاص بينهم سبعة نقلوا ليلا في مروحية الى اقرب مستشفى في مدينة لا كاني في جزيرة كريت. الا ان شخصا من التسعة توفي لاحقا ولا تزال طفلة في الثانية من العمر في حالة حرجة.

وقال حرس الحدود اليوناني ان والدي الطفلة سلماها للشابة السورية لان الاخيرة كانت ترتدي طوق نجاة.

وفتحت تحقيقات في ايطاليا واليونان ومالطا سعيا للعثور على المهربين المسؤولين عن هذه المأساة.

ا ف ب
الثلاثاء 16 سبتمبر 2014