نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ريو 2016 .."صندوق الباندورا" ملئ بالطرائف والغرائب والاسرار





ريو دي جانيرو - جورج ايسمار

- أصبح انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو وشيكا، وعلى الرغم من كم الانتقادات الأخيرة ضد ريو 2016، تؤكد بعض المؤشرات أن هذا الحدث قد يتمكن من ادهاش الجميع عبر تقديم عروض قادرة على تسلية الجميع طوال شهر آب/ أغسطس.

"الخطوط المستقيمة مملة"... هذه مقول للمهندس المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيمير ويبدو أن هذه الجملة تصف المدينة البرازيلية بشكل مثالي، لأن ريو مدينة لا يمكن توقعها حيث من الممكن أن يستيقظ المرء صباحا على سماء حمراء مثل النيران أو زرقاء صافية أو بيضاء تبحر فيها السحب.


 
مع اقتراب موعد الدورة، بدأ هذا الأمر يؤثر كثيرا على المدينة وتفاعلها، فعلى سبيل المثال، بأحد الشواطئ التي لا يوجد بها عادة في الصباح سوى سائح واحد في هذا الوقت من العام، أو أشخاص يمارسون التمرينات الرياضية، تجري أعمال البناء على قدم وساق.

لا يتوقف الضجيج ويمكن رؤية عمال البناء وهم يشيدون أحد ملاعب المنافسات الأوليمبية، وتحديدا ملعب منافسات الكرة الطائرة الشاطئية.

ويبدو أن سكان ريو سعداء باقتراب انطلاق الدورة، حيث يقول جونيور نيتو أحد عمال الشاطئ المبتهج بالعمل الماراثوني "دورة الألعاب فرصة سياحية كبيرة بالنسبة لريو، ولكن أنا قلق بسبب الأمن لأنه شيء خطير".

من جانبه يقول ويليانز أراوجو /37 عاما/ وهو بائع متجول يكسب قوت يومه من تقديم منحوتات من الرمال على الشاطئ، إنه يتحصل يوميا على ما يقرب من 20 دولارا مقابل عمله ولكن مع وصول السائحين في آب/أغسطس فإنه يأمل في زيادة هذه الحصيلة. يضيف أراوجو "أعتقد أن دورة ريو جاءت في وقت مثالي بالنسبة لنا". ويضع عمدة المدينة ادواردو بايس دورة برشلونة 1992 كمثال يحتذى نصب عينيه، حيث يأمل أن يحدث في ريو نفس ما جرى في إسبانيا، وهو حدوث طفرة اقتصادية وسياحية بالمدينة عقب انتهاء الأولمبياد.

ومنذ عامين تقريبا عاشت البلاد حالة مشابهة حينما احتضنت البرازيل كأس العالم لكرة القدم. حينها لم يكن الأمر يتعلق بريو بل بالبلاد بأكملها وعلى الرغم من تلقي بعض الانتقادات بسبب التنظيم، إلا أن كل شيء في النهاية تم على نحو جيد.

وبالنسبة للجنة الأوليمبية الدولية فإن دورة ريو تمثل فرصة كبيرة لها لكي تثبت للعالم أنها لن تكون معروفة فقط بكل الأمور السلبية التي أحاطت بدورة سوتشي للألعاب الشتوية.

وتعد الشكوك المثارة حول حالة خطوط المترو الجديد أكثر ما يقلق اللجنة الاوليمبية الدولية، حيث لا يزال متبقيا ما يقرب من كيلومتر انشاءات لإنهاء الخط الواقع بحي بارا، الذي يوجد به الجزء الأكبر من المنشآت الأوليمبية، فبدون المترو يظهر تهديد اللجوء للحافلات بكل الفوضى المرورية التي تسببها.

ويعد الاحباط الأكبر بالنسبة للكثيرين هو قرار بعض الرياضيين عدم المشاركة في الدورة بسبب فيروس زيكا، على الرغم من أن التهديد لم يعد قائما كما كان من قبل في دول أخرى حيث تراجعت العدوى بنسبة 90% في ريو.

ويعتبر الملف الأمني من ضمن الأمور الشائكة قبل أيام قليلة على انطلاق الدورة، فالسرقة التي تعرض لها لاعب منافسات القوارب الشراعية الإسباني فرناندو اتشيفاري تسببت في إثارة موجة من القلق. يأتي هذا بجانب الخوف من هجمات ارهابية محتملة مثل تلك التي تعيشها أوروبا في الوقت الحالي، ولهذا فإن الحكومة أكدت نشر 85 ألف من عناصر الأمن بجانب العمل الذي ستقوم به مروحيات وكاميرات وطائرات بدون طيار.

يقول أندري رودريجيش، أحد كبار المسؤولين عن تأمين الحدث الرياضي "نحن في قمة الاطمئنان فيما يتعلق بأمن الدورة"، حيث يجري التعاون مع 55 دولة أخرى للوصول لأعلى معدل أمان ممكن.

ربما يشكل نجاح الدورة عاملا إيجابيا بالنسبة لريو التي حينما وقع الاختيار عليها كانت البرازيل واحدة من أكثر دول العالم تطورا، ولكنها في الوقت الحالي تواجه خطر الخروج من قائمة أفضل 10 اقتصاديات قائمة في العالم وتمر بواحدة من أسوأ مراحل التراجع في تاريخها.

يذكر أن الرئيسة ديلما روسيف أوقفت عن العمل في آيار/مايو الماضي، فيما فقدت حكومة خلفها المؤقت ميشيل تامر ثلاثة وزراء بسبب تورطهم في قضايا فساد. وتظهر المدينة الأوليمبية دائما محاطة باضطرابات في المستشفيات والجامعات، ولكن من المؤكد أن سكان ريو خلال الدورة سينسون وسيحتفلون بقدوم الرياضة والسياحة للمدينة.

من المتوقع أن تدخل دورة ريو التاريخ أيا كان، فخلال حفل الافتتاح بملعب ماراكانا الأسطوري سيدخل لأول مرة فريق من اللاجئين وسيضم ضمن آخرين، السباحة يسرا مارديني المقيمة في برلين. وسيحمل هذا الفريق العلم الأوليمبي وسيدخل الملعب قبل أصحاب الضيافة، حيث يقول رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية توماس باخ "ربما يكون هذا الأمر بمثابة بارقة أمل لكل اللاجئين."

لن يكون كل شيء مثاليا بكل تأكيد، ولكن ريو يمكنها تقديم دورة عظيمة تشكل أملا بالنسبة للبرازيل قاطبة.

جورج ايسمار
الاربعاء 27 يوليوز 2016