كما دعا دول جوار روسيا إلى بذل جهود على حدودهم ومن خلال التواصل مع الشركاء لمنع إمداد بوتين بأي شيئ يمكن استخدامه في الإنتاج العسكري، كالرقائق والأدوات والمواد الخام والتكنولوجيا، معتبرًا أن التعاون مع روسيا لابد أن يكون سامًا بالنسبة للجميع.
 
وشدد زيلنسكي على ضرورة تقديم المساعدة لأوكرانيا، واستخدام جيمع الوسائل الدبلوماسية والإعلام والعمل السياسي لتعزيز المساعدات العسكرية للجيش الأوكراني.
في غضون ذلك، طالب بإنشاء أكبر عدد ممكن من الصناعات الدفاعية التي تعمل على الأمن المشترك لأوكرانيا وحلفائها، مع التأكيد على ضرورة نمو إنتاج القذائف والبنادق والمركبات والطائرات بدون طيار، واستخدام الأصول الروسية المجمدة للحماية من “الإرهاب الروسي” عبر دعم القوة الدفاعية لأوكرانيا.
ودعا لبدء فعلي لمفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى حضور قمة السلام العالمية الأولى المزمعة في سويسرا.
الرئيس الأوكراني شدد أيضًا على الحاجة الملحة لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني، عبر العمل الحقيقي، وليس مجرد الكلام، مبينًا أنه لضمان عدم تحليق الصواريخ فوق ليتوانيا وبولندا ومولدوفا، فلا ينبغي السماح بتحليقها فوق أوديسا وخاركيف في أوكرانيا.

تصعيد ضربات من روسيا

يأتي حديث زيلينكسي في ظل حالة تصعيد للهجمات الروسية على أوكرانيا، باستعمال صواريخ وطائرات دون طيار هجومية إيرانية مصممة بمسارات خاصة لزيادة الضرر بالبنى التحتية.
وطالت الضربات العاصمة الأوكرانية، كييف، ومدن خاركيف وأوديسا ولفيف، وكان أحد أهدافها قريبًا من الحدود البولندية، مع قطع متكرر للكهرباء عن خاركيف وغيرها من المدن.
وخلال الليلة الماضية، أطلقت روسيا أكثر من 40 صاروخًا ونحو أربعين طائرة بدون طيار على أوكرانيا، في وقت تشدد به كييف على حاجتها الماسة لأنظمة الدفاع الجوي للتغلب على “الإرهاب الروسي”، وليثبت العالم أن كل أنواع الإرهاب يتم التعامل معها على قدم المواساة باعتبارها جريمة.
ووفق تقرير لـ”معهد دراسة الحرب ” (تأسس في 2007 في واشنطن)، صدر أمس الأربعاء، فإن الاستخدام الفعال من قبل الجيش الأوكراني للطائرات دون طيار، في ساحة المعركة لا يمكن أن يخفف بالكامل من نقص الذخائر الحيوية في أوكرانيا، على مستوى مسرح العمليات.
المعهد الأمريكي بيّن أن قوات التحالف خففت جزئيًا النقص المستمر في ذخيرة المدفعية باستخدام طائرات دون طيار لصد هجمات المشاة والمركبات المدرعة التابعة للاتحاد الروسي، لكن أنظمة المدفعية يمكنها توجيه ضربات أقوى من الذخائر التي تسقطها الطائرات دون طيار.
ويرى المعهد عبر تقريره أن تمكن أوكرانيا من صد الهجمات الآلية بطائرات بدون طيار “FPV”، بمثابة تخفيف جزئي، لكن النقص المستمر في المدفعية يحرم القوات الأوكرانية من تدمير المركبات المدرعة بسرعة وبأعداد كبيرة.
نقلت وكالة “سبوتنيك ” عن وزارة الدفاع الروسية، أن القوات المسلحة الروسية شنت الليلة الماضية، ضربة واسعة النطاق بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى وطائرات بدون طيار ضد منشآت الوقود والطاقة في أوكرانيا، وتحقيق أهداف الضربات، وتعطل عمل مؤسسات الصناعة العسكرية الأوكرانية، وتعطل نقل الاحتياطيات إلى مناطق القتال، وإعاقة إمدادات الوقود للقوات الروسية.

لا معنى لها

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي، ألكسندر بيسكوف، اليوم الخميس، إن بلاده منفتحة على المفاوضات بشأن أوكرانيا، موضحًا أن أي عملية تفاوض دون روسيا لا معنى لها، وقال، “في ظل الظروف التي يتم فيها حظر عملية التفاوض هذه من قبل الأوكرانيين أنفسهم، لا نرى أي أفق أمامنا حتى الأن”، وفق ما نقلته “سبوتنيك “.
وتسعى سويسرا لاستضافة قمة عالمية للسلام بشأن أوكرانيا، في منتصف حزيران المقبل، ويمكن أن تشارك بها من 80 إلى 100 دولة حول العالم، في سبيل التوصل لرؤية مشتركة حيال الغزو الروسي المتواصل لأوكرانيا منذ 24 من شباط 2022.