نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


سيارات المستقبل... كهربية، تدار بواسطة روبوت، بتطبيق رقمي






برلين - أندرياس هوينج، فدريكو جمباريني وكريستوف شميدت - إنها ألمانيا عام 2030. تجوب الشوارع في صمت سيارات آلية تقودها الروبوتات (تاكسي-روبوت)، تقاد من خلال تطبيقات وبدون الحاجة إلى عجلة قيادة. إنها سيارات كهربية بالتأكيد، مثل التاكسي الطائر الذي يحلق فوق أسطح المنازل. نادرا ما تقع حوادث، نظرا لأن السيارات تتواصل فيما بينها.


 
هل هكذا سيكون عالم السيارات في المستقبل؟ في مثل أوقات أزمة الديزل الحالية، يصبح من الصعب تخيل ذلك، إلا أن الخبراء والمطورون يعتقدون إنه سيناريو واقعي، ومن ثم لم يكن من فراغ تركيز نسخة 2017 من صالون فرانكفورت للسيارات (16-24 أيلول/سبتمبر) على موضوعات تتعلق الحلول الرقمية والوقود البديل. "تشهد صناعات السيارات تحولات جذرية، ومن ثم إذا كنا نسعى لأن نظل مؤثرين في المستقبل فعلينا أن نبدأ في العمل هنا والآن"، يؤكد رئيس بي إم دبليو هارولد كروجر.

انهيار الديزل

"أصبحت مشكلة السيارات معروفة الآن: تسيئ استخدام موارد وطاقة، فضلا عن أنها مسببة للتلوث"، يوضح كيرت مويزر، البروفيسور بمعهد كارلسروه للتكنولوجيا. بالإضافة إلى أن المشكلات المتعلقة بالبيئة ليست جديدة: في منتصف عقد الثمانينيات فرض استخدام عناصر محفزة، بعد مقاومة عنيفة.

أما الآن، أصبح على المحك أمر محوري للغاية. فقد مر عامان بالتمام على فضيحة انبعاثات الديزل التي تورطت فيها شركة فولكسفاجن، ومن ثم توضح الاختبارات التي أجريت على شركات أخرى مصنعة أن السيارات تتسبب في نسبة تلوث تفوق المعدل المقرر، وهكذا يواجه القطاع أزمة مصداقية حقيقية.

وأصبح الجدل يدور بصورة أكبر حول انبعاثات أوكسيد النيتروجين (NxOy)، المعروف بأنه يسبب أضرارا كبيرة للجهاز التنفسي والدورة الدموية. بطبيعة الحال تفوق الانبعاثات الصادرة عن السيارات بكثير الحد المسموح به، مما ينذر بصدور قرارات حظر جديدة بالنسبة للسيارات التي تعمل بوقود الديزل القديمة خاصة في وسط المدن. "التغيير قادم، وما لم يحدث فإن صناعة السيارات ستواجه نفس مصير شركة نوكيا للهواتف المحمولة"، يؤكد بنجامين شتفان، من منظمة جرينبيس "السلام الأخضر"، مذكرا أن رئيس الشركة التي كانت في يوم من الأيام رائدة في صناعة الهواتف المحمولة لم تتمكن من التماشي مع الطفرة الرهيبة التي حققتها الهواتف الذكية. كما يطالب حزب الخضر الألماني بالفعل بحظر تصنيع سيارات جديدة تعمل بمحركات ديزل أو بنزين اعتبارا من عام 2030.

يعتبر قطاع سيارات الدفع الرباعي من أشد المعارضين لمقترح الخضر، أخذا في الاعتبار الانتعاش الكبير الذي يشهده في الوقت الراهن سوق هذه النوعية من السيارات وما يدره ذلك من أموال طائلة، لها تأثير في اتخاذ القرار، بالإضافة إلى أن صناع السيارات الأوروبيون يحتاجون هذه السيارات لاستيفاء معايير ثاني أكسيد الكربون التي حددها الاتحاد الأوروبي، أخذا في الاعتبار أنها تستهلك وقودا أقل من السيارات التي تعمل بالبنزين مع أداء نفس المهام، ومن ثم عادة ما تكون انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون أقل.

التوظيف، التوظيف، التوظيف

يرسم النقابي بالاتحاد الألماني لعمال صناعة المعادن يورج هوفمان، بانورما قاتمة، فمن وجهة نظره، "الصناعة ليست مستعدة لمواجهة تبعات تغيير هيكلي يمس قطاع التوظيف. تعتمد 200 ألف وظيفة من إجمالي 880 ألفا يوفرها قطاع صناعة السيارات في ألمانيا، على الديزل. ومن ثم لا نعرف كيف سوف يتم تطوير المحرك فيما يتعلق بمسألة حرق الوقود". ويضيف بالنسبة للسيارات الكهربائية المعقود عليها الأمل في المستقبل، من المهم تلقي العاملين للتأهيل المناسب للتعامل مع مستجداتها. يتعلق الأمر بتحقيق توازن بين الوظائف والتغيير. الدفاع عن الديزل حتى النهاية ليس مرادفا لتأمين المستقبل".

مزج أنظمة الجر

على صعيد التكنولوجيا أصبحت مشكلات أكاسيد النيتروجين تحت السيطرة، حيث يؤكد البروفيسور توماس كوخ من معهد كارلسروخ للتكنولوجيا أن "نتحدث بصورة حصرية عن المحركات القديمة. كما توجد حالات لا تمضي على المسار السليم وغير مقبولة. ومع ذلك لا يمكن شيطنة طريق التكنولوجيا على إطلاقه". في السياق ذاته يقول مدير التطوير في فولكسفاجن اولريش إيكهورن "وجدنا حلا لمشكلة أكاسيد النيتروجين من خلال ابتكار محركات جديدة، بوسعها الوفاء بالمعايير المحددة بيئيا ومروريا".

وفقا لكوخ ستظل محركات الديزل تعمل لمئة عام أخرى، على الرغم من أنه يرى أنه من الأهمية بمكان تغيير نوع الوقود. وتكمن الفكرة في أن المحروقات الاصطناعية، يتم توليدها في أفضل الأحوال من مصادر طاقة متجددة، لتفادي الانبعاثات المسببة للتلوث، بالرغم من ذلك، تحتاج هذه التكنولوجيا المتطورة إلى طاقة تخزينية ضخمة، مما يرفع بنسبة كبيرة تكلفة المنتج.

وبناء عليه: هل سيصبح ديزل المستقبل أكثر نظافة ومستقبله أكثر استدامه؟ وفقا للخبراء، السيناريو الأكثر احتمالا هو المزج، اعتبارا من الآن وحتى عام 2030، ستكون هناك محركات مزج بين المحركات ذات الاحتراق الداخلي، والهجين والسيارات الكهربائية، ومن المرتقب أن ينضم للقائمة عدد صغير من السيارات تعمل بخلية وقود (هي خلايا وقود الهيدروجين وتنتج الكهرباء بتفاعل كهربائي كيميائي باستخدام الهيدروجين والأوكسجين).

متى تصل بالفعل السيارة الكهربائية؟

لوقت طويل ظل مصنعو السيارات الألمان موضع اتهام بأنهم يعرقلون تقدم وتطور السيارات الكهربائية، وكان أكثر من ساند هذه الاتهام، رجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول الأفريقية إيلون ماسك، الذي أحدث صورة في طرق سداد قيمة السيارات الكهربائية عن طريق الإنترنت بالتعاون مع منظومة (باي بال) والنقل الخاص عن طريق (سبيس إكس)، وكان قد دخل مجال بزنيس السيارات الكهربائية عام 2004، بالتعاون مع شركة تسلا، ومقرها وادي السيليكون بمقاطعى بالو ألتو.

وكان الغرض من هذه المبادرة دعم هذا القطاع واقتحام السوق بقوة وعلى نطاق جماهيري واسع، ومن ثم أطلق الفئة الثالثة بسعر خرافي لا يتجاوز 35 ألف دولار، مما دفع رئيس شركة فولكسفاجن هربرت ديز، للتصدي له مؤكدا أنه يمكن تصنيع سيارة كهربائية من فئة أفضل بحلول 2020 مقابل 30 الف دولار فقط.

ويعتبر السعر المبالغ فيه من بين أبرز العقبات التي تواجه انتشار السيارة الكهربائية تجاريا على نطاق واسع، يضاف إلى ذلك التشكيك فيما يتعلق بجدواها بيئيا، وهل هي بالفعل تسبب معدلات تلوث أقل مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود التقليدي كالديزل أو البنزين. توضح دراسة أعدها معهد الطاقة وبحوث البيئة أن عملية تصنيع السيارة الكهربائية تتسبب في معدلات تلوث عالية، علاوة على أنه لن تكون لها أية جدوى إذا كان مصدر الطاقة الكهربائية هو الفحم، وليس الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية، ومن ثم يصبح تطور وسائل النقل مرتبط ارتباط وثيق بتطور مصادر الطاقة.

سيارة المستقبل

على أية حال، يواجه المطورون أوقاتا مفعمة بالحماس والشغف، على غرار توبياس ساندمان، الذي يقوم في الوقت الراهن بتجارب في مدينة آخن الألمانية على مركبة أبحاث يطلق عليها (SpeedE)، ذات مظهر مستقبلي، تذكر بموديل سيارة فيلم "العودة إلى المستقبل" المعروفة باسم (DeLorean)، حيث يوجد بها مقاعد دوارة أو إطارات تقوم بدوران على زواية 90 درجة، مقابل (38 درجة) في السيارات العادية، مما يسهل بصورة كبيرة عملية توقيفها.

يقول المهندس ادريان زلوكي المتخصص في السيارات بدون سائق إن "نحقق تقدم ملحوظ نسبيا على صعيد التكنولوجيا، ولكن متى تنضج هذه التكنولوجيا وتصبح جاهزة لاقتحام السوق ومتى يكون الناس مستعدين لتقبلها؟ هذا هو المجال الذي يقوم زلوكي بالتركيز عليه في مجال الأبحاث التي يجريها في الدنهوفن القريبة من آخن، حيث يقوم المتخصصون بإجراء تجارب على إمكانية التواصل بين المركبات والمارة في عالم المستقبل.

يؤكد دومينيك رادزوش مهندس متخصص في نفس المجال أن "نعلق الآمال بصورة أكثر طموحا على سيارات تسير أوتوماتيكيا داخل المدن أكثر من الطرق السريعة"، موضحا أنه في الوقت الراهن تجرى تجارب في معهد فراونهوفر للتكنولوجيا بمدينة شتوتجارت على السيارة توينكل تويزي وهي سيارة كهربائية مضغوطة، تتمتع بخاصية (زيرو انبعاثات)، على خاصية التواصل مع المشاة، حيث أضيف لمصابيحها مواصفات تسمح لها أن تومض على غرار حركة العين لكي يلاحظها المشاة، كما أضيف لمقدمتها شاشة الكترونية يقرأ عليها عبارة "مرحبا أنا توينكل تويزي"، للتحذير من اقترابها.

أندرياس هوينج، فدريكو جمباريني وكريستوف شميدت
الاثنين 2 أكتوبر 2017