نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


عتاب محمود: محامرة (حافظ الأسد)






بداية أقول:

هذه المقالة شديدة الحساسية, وتحوي معلومات على أعلى درجة من الخطورة, لذلك فقد تريثت عدة سنوات قبل نشرها…

موضوع المقالة هو عن تسريب وثائق مركز البحوث العلمية (وهو في عزّه) لإسرائيل, , وذلك قبل أكثر من 25 عاماً.

ويعلم معظم السوريين أنّ مركز البحوث العلمية أُنشأ بإشراف شخصي من حافظ الأسد, أما ما لا يعلمه غالبية السوريين فهو أنّ حافظ الأسد أنشأ هذا المركز لسبب واحد؟؟؟؟

وهو محاولة تحقيق التوازن الاستراتيجي (العسكري والعلمي) مع العراق, زمن المرحوم صدام حسين.

انتبهوا: تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العراق وليس إسرائيل


 .

فلم يكن حافظ الأسد يخشى شيئاً في الدنيا سوى أن يحقق (غريمه) صدام حسين أي انجاز (علمي, أو اقتصادي, أو عسكري) يسبقه فيه.

فعندما علم حافظ الأسد أنّ صدام حسين أنشأ مراكز أبحاث عراقية بغية بناء مفاعل نووي, قام حينها بإنشاء مركز البحوث العلمية بدمشق ووضع على رأسه أكفأ الباحثين السوريين وأنزههم, بغض النظر عن الطائفة, أو العرق, ووضع على رأسهم الدكتور واثق شهيد (السني) ابن محافظة حلب (دارة عزة) , والحامل لشهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية.

وفي سبيل إنجاح عمل المركز أعطى حافظ الأسد للدكتور “واثق شهيد” صلاحيات كاملة (تعادل صلاحيات رئيس الوزراء تقريباً), وميزانية مفتوحة, كما قام بإبعاد سلطة وتغوّل الأجهزة الأمنية عن هذا المركز.

كما كان حافظ الأسد يجتمع (شخصياً) مع مجلس إدارة هذا المركز (كل أسبوع), وذلك لمتابعة كل شاردة وواردة قد تعيق العمل في البحث العلمي.

حتى أنّ حافظ الأسد (نفسه) في عزّ  زمن الاعتقالات والتصفيات التي كانت تتم على كل أفراد جماعة الإخوان المسلمين,  لم يكن يمانع بإصدار عفو خاص (حقيقي) عن العلماء الهاربين من هذه الجماعة, بل وتنفيذ كل طلباتهم المالية من أجل استقطابهم.

كان مركز البحوث يعمل في كل المجالات العلمية والهندسية, باستثناء اختصاص الصيدلة (اختصاص بشرى الأسد), أو الهندسة المدنية (اختصاص باسل الأسد),  وذلك لأنّ حافظ الأسد كان يعلم جيداً المستوى العلمي الضحل لأولاده (التافهون), فاستثنى هذه الاختصاصات, منعاً للإحراج.

فهو كان يريد إنتاج علمي حقيقي  يتفوق على الإنتاج العلمي للعراق (في ذلك الوقت) بعيداً عن غباء العائلة أو فساد الطائفة.

حتى أنّ ابن العماد علي دوبا رئيس شعبة المخابرات والذي يدعى “سامر”, تم طرده من المركز بسبب ضعف مستواه العلمي.

وكانت فرنسا هي الدولة الرئيسة التي يتم إيفاد طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه إليها من ذلك المركز؟؟؟؟

قد يقول قائل: ولماذا اختار (حافظ الأسد) فرنسا لتطوير مستوى الباحثين, واستبعد حليفه التقليدي ونقصد الاتحاد السوفياتي (روسيا حالياً),

والجواب: الاتحاد السوفياتي كان يتيح للطلبة السوريين الدراسة في جامعات مغمورة, أما عندما يتعلق الأمر بالدراسة في معاهده وجامعاته المتقدمة (فهذا غير متاح) للسوريين ولا لغيرهم.

النتيجة:

تطوّر العمل في مركز البحوث بشكل مذهل, بسبب جدية الباحثين والميزانية المالية المفتوحة,,, خاصة مع وجود ألاف الباحثين المتميزين,,  ولو أنّ هذا المركز استمر على نفس المنوال (من العمل) لكان نقل سورية لمصاف الدول المتقدمة في غضون عشرين عاماً,, (وهذا أكيد), ولكن هذا لم يكن هدف  حافظ الأسد , فحافظ الأسد كان فقط (يحامر) الراحل صدام حسين ,,,

ملاحظة1: ما يسمى في بعض الأرياف (محامرة), يقصد بها أنّ الحمار الضعيف يمكن أن يسبق حصاناً أصيلاً إذا أصابه العند والغيرة,

ملاحظة2: أشرنا لحافظ السد بالحمار الضعيف.

بعد غزو العراق لدولة الكويت (الشقيقة), وكان هذا تصرف غير صحيح, , أيقن حافظ الأسد أنّ المركز البحثي لم يعد له داعي , خاصة بعد الحصار الدولي الشديد الذي تمّ فرضه على العراق.

ولكن المركز كان قد قطع شوطاً مهماً في عملية البحث العلمي, وكان حافظ الأسد يعلم ذلك جيداً,,,

إذاً, ماذا يفعل حافظ الأسد بهذا المركز؟؟؟؟

خاصة بعد أن فقد مبررات وجوده كما ذكرنا (وهو محامرة صدام حسين).

للإجابة على ذلك, اسمعوا هذه القصة:

في تلك الفترة حدث أمر غريب, عندما جاء أحد الباحثين (من الطائفة السنية) وكان يكمل دراسته في فرنسا وأخبر الدكتور “واثق شهيد”, والعماد “علي دوبا” بأنّ الموساد يحاولون الاتصال به.

طلب منه الدكتور واثق الابتعاد عنهم , وكان الدكتور واثق هو صاحب القرار, فتم نسيان الموضوع.

بعدها بأشهر, وبأمر من حافظ الأسد شخصياً, سمحوا لذلك الباحث بفتح قناة اتصال مع فتيات الموساد في فرنسا, وزودوه ببعض الوثائق (كطعم) من أجل اصطياد عناصر الموساد,,, ثم اكتشفوا لاحقاً أنّ هذا الباحث أصبح عميلاً لإسرائيل, وأنّه سرب كل وثائق المركز,  قام بذلك رغم السرية الشديدة التي كانت مفروضة على عمل ذلك المركز, حتى أنّ الباحثين في غرفة ما في المركز, لم يكونوا يعلمون ماذا يعمل زملاؤهم في غرفة مجاورة , ولمدة سنوات,,,

 المهم:
تم اعتقال ذلك الباحث (الخائن), وتمت محاكمته, ثم تم شنقه (علناً).

الأذكياء في مركز البحوث كانوا يعلمون أنّ هذه القصة كانت ناقصة؟؟؟

خاصة أنّ حافظ الأسد كان يشرف بنفسه على اتصال ذلك الباحث بفتيات الموساد,,,,,

ويشرف بنفسه على عمل المركز؟؟؟

إذاً , ماذا حدث ؟؟؟؟؟

الجواب:

القصة هي أنّ حافظ الأسد باع مركز البحوث بالكامل لإسرائيل, وكان السمسار الذي قبض الثمن وأوصله لحافظ الأسد هو العماد علي دوبا,,, وأنّ الباحث (السني) الذي تم شنقه, كان الواجهة لتلك العملية, من أجل إخراج العملية على الشكل التالي:

حافظ الأسد (العلوي), أنشأ أحد أهم مراكز البحوث في المنطقة, فجاء باحث سني (خائن) بلده, وباع المركز لإسرائيل,,,

بينما يقبض حافظ الأسد كذا مليار دولار عداً ونقداً, ثمن وثائق المركز (جهد الباحثين السوريين لسنوات),,,

بدون أن يترك وراءه (مثل العادة) أي إثبات يمكن أن يدينه مستقبلاً.

الخاتمة:

بعد تلك الحادثة انتهى أي مبرر لوجود هذا المركز البحثي, وتم تسليمه (عملياً) للعميد محمد سليمان, الذي قال حينها تعليقاً على استلامه المركز : فطيسة ومارين عليها القرباط,,,

والمقصود أنّ القرباط عندما يمرون بفطيسة (أعزكم الله) يأخذون كل شيء يمكن أن يستفيدوا منها, ولا يتركون سوى الأوساخ (عديمة القيمة) .

وظبعاً,, هو يقصد أنّ الفطيسة هي مركز البحوث,, والقرباط الذين مروا عليها هم (حافظ الأسد وعلي دوبا).
-----------

كلنا شركاء


عتاب محمود
الخميس 28 يوليوز 2016