لكن الصدمة الأقسى كانت، بتدهور شعبية قناة الميادين، التي يُديرها غسان بن جدو، حيث جاءت وفقاً لنتائج المسح في المرتبة الخامسة “قبل قناة الدنيا”، وبنسبة 7.3% ، وبفارق كبير عن شقيقتها في التبعية “قناة المنار”، والتي وصلت نسبة مشاهدتها إلى 3.2%. لتتفوق عليها قناة “الجديد” اللبنانية، المحسوبة على خط الأسد، بنسبة مشاهدة 5.1%. وتتساوى مع قناة “أم بي سي” السعودية بنفس النسبة. فيما لم يرد أي ذكر لقناة “تلاقي”، التي أطلقها إعلام الأسد، منذ نحو ثلاث سنوات.
كما كشف المسح، أن إذاعتي “شام أف أم” و “نور الشام”، حازتا على نسبة 3% من نسبة المستمعين، الذين شملهم المسح.
تأتي هذه النتائج، بالتزامن مع عودة الحديث المتداول بكثافة، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن التوجه إلى “دمج” بعض “المؤسسات” الإعلامية في بعضها، وإحياء فكرة دمج “تشرين والثورة” في صحيفة واحدة، والتي كانت حكومة الأسد أقرته بالفعل في العام 2011، ثم طواه النسيان مع تغيير الحكومة في عام 2012.
المثير، أن “الدمج” هذه المرة، وبحسب المتداول، سيشمل كذلك قنوات تلفزيونية ، وهما بالتحديد قناتي “سورية دراما” و”تلاقي”.
ولا يبدو حال إعلام “أحزاب الجبهة الوطنية” المنضوية تحت عباءة الأسد، أحسن حالاً، ذلك أنها على وشك إيقاف النسخ الورقية من “صحفها”، باستثناء صحيفة البعث. إذ نقلة وكالة الأنباء الإيطالية “أكي”، قبل أيام عن مصادر في “الجبهة” تأكيدها بأن (غالبية “أحزابها” قررت بدءاً من أيلول/ سبنمبر المقبل، إيقاف صحفها التي تنشرها؛ نتيجة العجز المالي الذي تعاني منه هذه الأحزاب، وبسبب توقف السلطات السورية عن دعم هذه الأحزاب مالياً، ورفضها تغطية حتى جزء من تكاليفها).
الوكالة، أشارت إلى أن غالبية صحف “الجبهة الوطنية” لن تصدر، ومنها بينها صحيفة “الحزب الشيوعي” و”الاشتراكيين العرب”، و”العهد الوطني”. إثر تلقيها “إعلاماً” من السلطات السورية بتوقف الدعم المقدّم لها، الذي كان يصل لنحو سبعة آلاف دولار شهرياً قبل اندلاع الثورة ضد بشار الأسد، لينخفض إلى نحو خمسمائة دولار مطلع العام الجاري، وليتوقف نهائيا مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل.