نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


قوس قزح




صحيح أن في قوس قزح سبعة ألوان، إلا أن لقوس قزح منطقتنا لونان هما طرفا الحرب العالمية الثالثة. إذا ما استعرضنا الألوان السبعة، نراها تتحوّل في المحصلة النهائية إلى واحد؛ يقابله لون واحد آخر، لم يُحسب له يوماً حساب؛ وما اعتُبر يوماً في عالم الألوان؛ ولكنه هوالأساس، وهو الغالب في نهاية الطيف والمطاف. ألوان قوس قزح في عالم اليوم لها شكل قوى دولية وتفرعاتها ومغذياتها وما يتغذى بها. الألوان هي قوى ؛ تنقسم إلى سلطات أعلى وسلطات أجيرة. اللون الآخر تمثله شعوب منطقتنا التي يجب أن تُسحق.


 

 إذا وضعنا الأمور في نصابها التاريخي، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت كلاً من الحربين العالميتين الأولى والثانية في الشوط الإضافي لتلك الحروب متوقّية دفع الأثمان العالية بشرياً ومادياً وجامعةً غنائم تلك الحروب. يبدو أن منهجية الحرب الثالثة مختلفة؛ فهي بالاشتراك مع روسيا سعت إلى استكمال حربها العالمية الثالثة في المنطقة العربية بحضور مبكر. ولكن طبيعة الفرقاء مختلفة هذه المرة. في الأولى والثانية حرب دول مع دول؛ في هذه دول مع شعوب:  الدول أمريكا وروسيا وأوربا؛ وأدواتهم أيضاً دول، لكنها دول من ثلاثة أنواع:

 * الأولى، لاعب يريد حصته ولديه مشروع: (ايران، اسرائيل، تركيا)؛

 * والثاني، مراقب وممول ومتعيش ومستوعب لأثار العدوان من لجوء وإغاثة وغيرها(……….)؛

 *  والثالث، بلطجي تشبيحي يمثل أدوات القتل في كل من سورية والعراق ولبنان ومصر.

 في الضفة الأخرى تقع شعوب المنطقة التي وضعت أمام أحد خيارين:

- الموت أو الاستكانة أوالهزيمة أمام الأنظمة الاستبدادية القائمة؛ أو

- الموت رعباً وخوفاً أمام الإرهاب المتمثل بداعش وأخواتها. 

      إذا ما تأملنا في سلوك بعض الأعضاء الأدنى في هذا المحور( تحديداً إيران )؛ فمقتل المشروع يتثمل بفتح أولئك الأعضاء الأدنى على حسابهم وتطوير امبراطورياتهم الخاصة التحصينية لأنفسهم تحسباً للحظة حرق الأعلى للادنى لإنجاح مشروعه؛ مثال ذلك \ مسلك ايران تجاه أمريكا \

أما العلة الأخرى فتتمثل بالأداء الفج الأجرامي المحرج لأعضاء الدرجة الثالثة؛ وهو من نوعين: واحد محرج جداً يصعب تغطية جرائمه أو ترقيع خروقاته \ مسلك سلطة دمشق \ وآخر أخرق لا يجيد تنفيذ التعليمات \ مسلك سلطة بغداد \

فبدل ان ينتفخ ويتعافى مشروع ايران بخلق هلال شيعي يجعل امبراطورية فارس تصل إلى مياه المتوسط ، يتسبب سلوك الأُجراء الأخرق بخلق كيانات لا تبعثر الهلال فقط بل تهدد بتفسخ داخل ايران ذاتها؛ فدولة كوردستان التي تكاد أن تعلن سيتبعها ربما دولة عربستان وتركمانستان ثانية وسنيستان وكردستانيان وأرمنيستان.

  وفي الخلفية التاريخية وتفاعلاتها التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه، لا بد من أن نتذكّر أن أمريكا صنّعت  القاعدة واستخدمتها في إفغانستان ؛ ثم استخدمتها في 11/أيلول، وكان غزو العراق واحتلاله.
كما أن سلطة دمشق صنّعت عصابات مسلحة أطلقت عليها مختلف التسميات بعد أن غسلت دماغها في السجون فاوجدت الذريعة المناسبة لذبح الحراك الشعبي السوري؛  وكانت إيران وسلطة دمشق سلفاً قد طورتا حالة إرهابية في العراق وظفتاها بداية في العراق لابتزاز الأمريكيين واستخدمتاها لاحقاً في سورية(داعش) ؛ ومن ثم ، وبالتعاون والتفاهم بين إيران وسلطة دمشق وأمريكا وإسرائيل، يتم دفع التجمع الارهابي  ( الذي تطوّر إسمه من “داعش” إلى /الدولة الإسلامية/) ليصار من قبل كل هؤلاء إلى ضربه وتكليل كل تلك الجهود الخبيثة المجرمة بتقسيم جديد للمنطقة…. [العراق ثلاث قطع ] و [سوريةخمس قطع]

 لقد حتّم الوضع القائم على الجميع أن يضع أوراقه على الطاولة بحالة انكشاف غير مسبوقة؛ فالشيطان الأكبر – أمريكا – و “قائد المقاومة والممانعة” – ايران – يعبّران علناً عن استعدادية للتحالف في وجه البعبع الجديد الذي اخترعاه “داعش”، ويُصطلح على تسميته بالإرهاب ليكون الذريعة لإنجاز البعثرة والدمار والحريق في العراق.

  لقد كان هناك من هو مكلّف بمهمة رسمية جوهرها إدارة الاهتراء في العراق، ليكون ساحة مستباحة دموية تجعل حتى تبعثره خلاصاً لمن تبقى فيه. يستلزم ذلك الإبقاء على هذه الأداة(المالكي) رئيساً للوزراء لفترة ثالثة برعاية ايران، والفساد، وسيادة الدم والاهتراء والنار الطائفية رسمياً. نجح المالكي بالامتحانات الايرانية الخبيثة والحاقدة وفشل بالأمريكية التي تعتمد الغش المنظم البارد الذي يحفظ ماء وجه معلم المالكي؛ ولكن بقية الممتحنين في تركيا والخليج شكوا من غبائه وطائفيته المحرجة للجميع؛ فطلبوا طرده.

        أثبت المالكي أنه تلميذ فاشل لمعلمه المباشر ايران ولمعلم الجميع أمريكا؛ فأحرجهما واضطرهما للّعب على المكشوف ووضع كل الأوراق على الطاولة. ايران أكثر حناناً على تلميذها في الميدان. والمعلم الأكبر مصرٌ على الابتعاد عن الميدان، فأوباما لا يريد إنزال قواته إلى الميدان كما ترغب إيران؛ من هنا نراها تكذّب بشدة أدعاء المالكي- الذي لا بد وأن إيران قد  دفعته إليه-  بان طائرات أمريكا ضربت الحدود السورية – العراقية؛ ليعود ويقول إن طائرات سورية فعلت ذلك؛ ولتقوم سلطة دشق بنكران ذلك. كلاهما الأكبر والأصغر ربما يتمنى أن يكون المالكي بنجابة الأسد في تدبره عمليات الدم والدمار والبعثرة. فها هو ياتي على مايزيد عن نصف سورية دماراً؛ ويعيد انتخاب ذاته بعد تنغيم مع المعلم الأيراني المباشر وتنسيق مع شرطيّه الجديد حزب حسن نصر الله.

     في اللحظة التي تكتمل فيها عملية تحويل المنطقة إلى رهينة بيد ايران عبر الدمار السوري والفراغ اللبناني والعطالة الخليجية والمصرية، تلتهب الثورة العراقية، لتجد أمريكا الفرصة لنفسها بمعاقبة المختطف ايران؛ فتسعى إلى سحبه إلى المستنقع العراقي؛ فيقابلها الخبث الأيراني بمحاولة زجها أيضاً في ذلك المرجل ليكون الثمن شيئاً من الرخاوة الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني فيقع الاثنان بين شد ورخي. إن دخلا مباشرة مصيبة؛ وإن لم يدخلا كارثة.

      المشروع الذي لابد وأن يقف في وجه مشروع الأعضاء الأعلى والأدنى والأجراء يتمثل بالمد الشعبي العراقي الذي له مصيرالمد الشعبي السوري واللبناني القادم الذي يُؤخذ  رهينة لإرهاب حزب الله؛ والمصري الذي يستشعر اغتيال انتفاضته؛ والتونسي والليبي الذي بدأ يستشعر العافية.

 مهمة هذا المشروع مزدوجه : تحرير وتغيير. تحرير من استعمار مباشر أو استعمار بالوكالة؛ وتغيير لمنظومات استبدادية خلقت واقعاً ظالماً انتفضت الشعوب في وجهه. الأمران مرتبطان عضوياً، فلا تحرير بلا تغيير؛ ولا تغيير بلا تحرير.

وستكون البداية التحرر من الاستعمار الايراني الجديد في كل من العراق وسورية ولبنان. ولن تكون فائدة الأعضاء الأعلى متأثرة كثيراً من ردع من أراد الارتقاء إلى منافس استعماري أعلى ( ايران ). هناك مصلحة لاسرائيل ولتركيا بذلك.ولن تكون السعودية غير مغتبطة بوضع كهذا.

أول انهيارات قفازت الدومنيو سيكون المالكي وزمرته، لتتبعهم زمرة دمشق، وصولاً إلى بعبع بيروت.

  عندها، كالعادة يحصد العضو الأعلى في محور الحرب العالمية الثالثة وبالتوافق مع تركيا واسرائيل عضوا الدرجة الثانية … غنائم ما بعد سايكس – بيكو؛  وتصفى بركة الدم؛ وربما يأخذ السلام فرصة باستيعاب بعض طموحات الشعوب في الحرية والتغيير.

--------------

كلنا شركاء

 


د. يحيى العريضي
الثلاثاء 8 يوليوز 2014