نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كشر أوباما عن (خطوطه الحمراء) فما أنتم فاعلون؟








أعلن أوباما لاءاته واضحة مباشرة صريحة هذه المرة، أعلن خطوطه الحمراء الحقيقية التي يعمل عليها منذ بدأت الثورة السورية: لا لإقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية المدنيين، ولا لأي تدخل عسكري خارجي قد يؤدي للإطاحة بالأسد بما في ذلك تدخل السعوديين والأتراك والقطريين، ولا لتسليح المعارضة والحل سياسي في جنيف وبما يُرضى النظام وبما يحافظ على النظام هو الممكن الوحيد كما أن رأس النظام قد يرحل لكن ليس قريباً بل بعد فترةٍ غير محددة مفتوحة زمنياً حتى “الأبد”.

أعلن أوباما لاءاته واضحة مباشرة صريحة هذه المرة، أعلن خطوطه الحمراء الحقيقية التي يعمل عليها منذ بدأت الثورة السورية: لا لإقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية المدنيين، ولا لأي تدخل عسكري خارجي قد يؤدي للإطاحة بالأسد بما في ذلك تدخل السعوديين والأتراك والقطريين، ولا لتسليح المعارضة والحل سياسي في جنيف وبما يُرضى النظام وبما يحافظ على النظام هو الممكن الوحيد كما أن رأس النظام قد يرحل لكن ليس قريباً بل بعد فترةٍ غير محددة مفتوحة زمنياً حتى “الأبد”.


 

أعلن أوباما لاءاته و”خطوطه الحمراء” بوقاحة واحتقار لمن لم يفهمه خلال خمس سنوات من مواقفه الملتبسة علناً والواضحة خلف الكواليس في الاجتماعات التي لا يتسرب ما يجري فيها وإن غلفها بأسلوب دبلوماسي، خمس سنوات لم تكف بعض “من باعهم” اللذين يصرون على إزعاجه في هذه المواضيع المحسومة عنده لذلك كان الإعلان الصريح ضرورياً ليكفوا عن إزعاجه.

باع أوباما للإيرانيين أصدقاء أمريكا العرب والأتراك عبر “صك” الاتفاق النووي الإيراني، واعتمد إيران حليفاً “جديداً – قديماً” وأطلق أموالها ويدها لتمول حروبها المذهبية مفجرةً المنطقة وفتح أبواب “صبيانه” الأوروبيين أمامها (وهم العاجزين مثل من باعهم) فسارعوا لمعانقتها بعد فراق قصير لاستكمال دورها التاريخي منذ سقطت فارس المجوسية في طعن المسلمين “أي السنة” من الخلف عبر التاريخ، ومع ذلك لم يفهموا.

عرقل أوباما ما استطاع “عاصفة الحزم” في اليمن ليحمي الحوثيين عملاء إيران بعد أن احتلوا اليمن، وأطلق بسرعة “بان كيمون ومبعوثه الذي جرى انتقاؤه بعناية (ككل من أرسلهم إلى سوريا) ليحاول عرقلة الحسم العسكري، ومع ذلك لم يفهموا.

تآمر مع إيران وأطلق يدها ووجودها العسكري في العراق لتحتله علناً وتسحق السنة وتهجرهم وتحرمهم من أي تمثيل سياسي أو مدني او عسكري في أجهزة الدولة، ومنع السنة العراقيين من قتال داعش وحاصرهم ومنع عنهم السلاح بينما أطلق يد المرتزقة الإيرانيين الذين شرعن بصمته وجودهم وتدخلهم بحجة داعش، وأطلق يد الميليشيات الشيعية الطائفية بحجة داعش، والهدف دائماً سحق الوجود السني العربي، ومع ذلك لم يفهموا.

منع حلفاء الثورة الأتراك والسعوديين والقطريين من تزويد المعارضة بالسلاح، ومنعهم من إقامة مناطق آمنة ومنعهم من أي تدخل عسكري وباعهم أوهاماً ووعوداً ضبابية كاذبة وتسويفاً بينما كان يغطي حلفاء النظام السوري الإيرانيين ثم الروس ويشرعن وجودهم لقطع الطريق على أي تدخل عسكري من حلفاء الثورة حتى احتلت روسيا الأجواء السورية واحتلت إيران الأرض بغطاء سياسي أمريكي دولي، وعمل كل ما عمل لحماية النظام الأسدي الطائفي وترسيخ الاحتلال الإيراني لسوريا بعد لبنان والعراق استكمالاً للهلال الصفوي “الشيعي الفارسي وريث المجوسي” لكنهم مع كل ذلك لم يفهموا.

عمل على دعم عميل كردي انفصالي شمال سوريا مع أنه عميل لإيران والنظام السوري، واعتمده كشريك وحيد تحت شماعة محاربة مسمار جحا “الإرهاب وداعش” ليصل إلى تقسيم سوريا بكانتون انفصالي بعد تهجير العرب والتركمان السنة منه ليطعن تركيا والثورة السورية في الظهر، وها هو يعلن عن إرسال 250 جندي إلى سوريا بعد أن كان رافضاً لأي تدخل عسكري أمريكي، والهدف نشر مظلة الحماية “السياسية” الأمريكية فوق هذا الكانتون الانفصالي لاستكمال احتلال ما تبقى من الشمال السوري والسيطرة على مصادر المياه وما تبقى من النفط السوري، و”دعس” الخطوط الحمراء التركية، ومع ذلك لم يفهموا.

سياسة أوباما منذ خمس سنوات لم تتغير، كشفتها بوضوح الثورة السورية ثم سياسته في غض النظر عن محاولة إيران احتلال اليمن، وقبل ذلك سياسته في تثبيت ابتلاع العراق بعد أن أهداها سلفه بوش لإيران منذ اليوم الأول لاحتلالها، ومع ذلك لم يفهموا.

من يفقه أبجديات السياسية فهمها منذ زمن طويل، فكيف بمن سمعوها بشكل دبلوماسي من الأمريكيين خلال خمس سنوات، كتبت عن ذلك وتابعت الصراخ منذ أربع سنوات لكن جهابذة المعارضة كذبوا على السوريين فقالوا للأمريكي في الاجتماعات المغلقة ما أراد سماعه ووافقوه بينما باعوا التصريحات العلنية الكاذبة للسوريين والثوار على طريقة “ما يطلبه الجمهور”، ويكفي هنا التذكير بعدد المرات التي كذبوا فيها وقالوا أن السلاح قادم من الأمريكي لكي يحصلوا على تفويض بتمثيل الثورة ثم للذهاب للتفاوض في جنيف2 أو جنيف3، وبالمناسبة فشروط جنيف3 أسوء بكثير من جنيف2 الكارثية ومع ذلك كان بيع الوهم حاضراً للحث على الذهاب اعتماداً على كارثة “بيان فيينا”، وكل ذلك بوعد تسليح الثورة والتدخل عسكرياً من قبل الحلفاء، ولم يحصل ذلك، ومع ذلك لم يفهموا.

إيران تنتصر في العراق ولبنان واليمن وسوريا وقريباً في كل المنطقة التي تحلم بالنجاة بدفن رؤوسها بالرمال والاكتفاء بكلام “أوباما” المعسول الذي لا يَخفي السم فيه إلا على من لا يملك بصيرة ولا يريد أن يرى الخطر معتقداً أن إغماض عينيه يكفي لإبعاده.

أخيراً كشر أوباما عن أنيابه وخطوطه الحمراء في سوريا والمنطقة وملفاتها، خطوط حمراء يمكن تلخيصها بواحدة: “منع أي عرقلة للمشروع الإيراني لابتلاع شرق المتوسط من العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية، تمهيداً لاعتماد إيران حليفاً إلى جانب إسرائيل التي لم تستطع حدود سيطرتها تجاوز حدود احتلالها فكان البديل الصفوي لابد منه للتخلص من العدو التاريخي “المسلم السني العربي” وترويض وإضعاف “المسلم السني التركي” للتخلص منه لاحقاً.

لن أخاطب النخوة العربية والإسلامية فقد تبين لنا كسوريين أنها في أفضل الأحوال “سوق عكاظ” من الكلمات الفارغة من أي ترجمة عملية، سوق عكاظ يديرها صاحب الكازينو “أوباما” ليتأكد من أن لا يتم ترجمتها إلى أفعال بشكل عملي وفعال، نخوة لم ينجح في تحويلها ولو إلى فعل صغير ثلاثة أرباع مليون شهيد سوري، وربع مليون معتقل يموتون يومياً، ومائة ألف حرة مغتصبة، ومليوني جريح ونصف مليون معاق، واثني عشر مليون مشرد، وخمسة ملايين طفل بلا مدارس، وملايين اليتامى والأرامل والثكالى والمعذبين السوريين، فقد نجح اوباما في “ترويض” صهيل النخوة العربية والإسلامية حتى باتت حصان جر وحراثة مطيع.  

لن أخاطب النخوة لكن سأخاطب المصالح، فبعد هذا الوضوح والصفعة الوقحة من أوباما هل فهموا؟ هل يدركون أن لا حل إلا برمي خطوط أوباما الحمراء في مزبلة التاريخ الذي ستضمه إلى جانب القتلة الذين يحميهم في إيران والعراق وسوريا وكل المنطقة؟ هل ستتغير سياساتهم في سوريا والعراق ولبنان؟ هل سيتجاوزون لاءات أوباما وخطوطه الحمراء التي ستتطيح بهم لا محالة؟ هل يدركون أن ترددهم وتصريحاتهم لا قيمة عملية لها بينما إيران تفعل قبل أن تقول؟ لن نطلب منهم التدخل عسكرياً فمن الواضح أنه طلب خارج إطار قدرتهم، والسوريون والعراقيون لديهم رجال يركع العالم أمامهم، لكن هل يدركون أن تسليح العراقيين السنة لا مناص منه؟ هل يدركون أن لا خيار غير دعم سنة لبنان استعداداً لمعركة قادمة لا محالة؟ هل يدركون أن الثورة السورية وسوريا هي بيضة القبان و”الثور الأبيض” في كل الصراع وفيها سيُكرم المرء وكثير من شعوب وأنظمة العرب أو تُهان؟ هل يدركون ان الثورة السورية بحاجة فقط لسلاح دون قيود من أي نوع رغم أنف أوباما، ترى، متى يفهموا؟ متى يغضبوا؟ متى يفعلوا؟

فواز تللو – سياسي وباحث سوري

 كلنا شركاء
برلين – ألمانيا 25/04/2016


فواز تللو
الثلاثاء 26 أبريل 2016