نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


كلوفيس الذي لا يتكرَّر




ليس في الاحتياط العربي، ولا في الأُفق العربي ملامح كلوفيس مقصود آخر. فأمثال هذا الراهب العربي الفلسطيني اللبناني نادرون. وهيهات أن يتكرروا


 . زمن النبلاء، والفرسان، والواهبين حياتهم ووجودهم وطموحاتهم لاوطانهم لقضايا مثل القضية الفلسطينيَّة التي أُصيبت باليُتم، قد ولَّى. وولَّت معه ومعهم تلك الحماسة، وذلك الوفاء، وذلك الاخلاص الذي تجاوز حدّ الترهُّب.
وقد يكون الانفجار الذي استهدف رأس كلوفيس، هو ارتداد لتلك الانفجارات البركانيَّة التي تلتهم الدول والأرض والشعب بل تلتهم حتى الأحلام الشخصيَّة والوطنية معاً.
لم ينفصل يوماً، ساعة، لحظة، عن إيمانه بقضيّة فلسطين واعتبارها قضية العرب الأولى، على رغم ما أصاب العرب، وما تكدس في ديارهم من قضايا أضافية جعلت موقع "القضية الأولى" في آخر الصف. في آخر الهموم التي تكدَّست فوق أطلال سوريا والعراق وليبيا واليمن.
على رغم كل هذه الكوارث بقي كلوفيس يتابع درب "قضية العرب الأولى"، لاقتناعه بأن ما أصاب العرب وما سيصيبهم لاحقاً ليس إلا "هديَّة" متواضعة من ارتدادات القضيَّة الفلسطينيَّة، التي اكتشفت ذات فجر أنها وحيدة لا أب لها يسأمِ، ولا من أهل يبذلون الغالي قبل الرخيص في سبيل فكِّ أسرها.
لكن كلوفيس بقي على إيمانه بقضيَّته الأولى. وبكل جدارة. وبكل بسالة. وبكل اخلاص. إن لم تجده يعتلي منبراً ليلقي خطبة، يكون مختلياً مع أوراقه وقلم "البيك" في زاوية هادئة، يهيّئ محاضرة، أو يحبّر مقالةً، أو يعدُّ تصريحاً. وفي السياق ذاته. وعلى الدرب التي لا نهاية لها.
بقي طوال مسيرته، الطويلة والمرهقة، بعيداً من "البقع" التي يلتقي عندها وفي كنفها تجار القضايا، والمزايدون، والباحثون عن لقب هنا أو منصب هناك. فالمناصب والوظائف التي أوكلت اليه جعلها وسيلة لخدمة "القضيَّة". ولنشر المظالم التي ألحقت بفلسطين وأهلها، ولا تزال اسرائيل تكدِّسها على مرأى ومسمع من البيت الأبيض والبيوت الرئاسية الدولية الأخرى.
لا يهدأ، ولا يعرف الاستراحة. ولا يهدي نفسه عطلة حتى إبان تناول طعام الغداء أو العشاء، فهو صاحب قضيَّة، نذر نفسه ووقته وعمره لها. وقد مات وهو يتحدَّث عنها، وعن الكوارث العربيَّة التي جعلت القضايا العربيَّة المحقّة تحتجب خلف جبال الركام وأطلال المدن وأمجاد التاريخ.
في كل مسيرته المليئة بالأحداث، والسفر، والمفاجآت، والانتقالات، بقي كلوفيس مقصود "نهاريّاً". وبقيت "النهار" صحيفته الأولى، والى صفحاتها يرتاح هو ومقالاته ومحاضراته وقضيته الغالية جداً على قلبه، مثلما هو غالٍ دائماً على قلوبنا وحاضرٌ دائماً بابتسامته المميَّزة.
-----------
النهار

الياس الديري
الاربعاء 18 ماي 2016