نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


مؤلفة ايطالية : داعش نتاج سياسات الغرب في الشرق الأوسط





مدريد - راكيل ميجل - دولة حديثة اشتراكية تبحث عن الشرعية الشعبية وتستخدم العنف كمجرد وسيلة فقط: هكذا تطرح الخبيرة الاقتصادية والباحثة والصحفية الإيطالية لوريتا نابوليوني تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من خلال كتابها "طائر العنقاء الإسلامي" والذي صدرت طبعته الإسبانية مؤخرا.


 
ويعتبر هذه الطرح مغايرا تماما للرؤية التي تقدمها وسائل الإعلام عن تنظيم أبو بكر البغدادي، والذي يسيطر بالفعل على ثلث العراق وسورية، وأعاد ترسيم الحدود التي أقرها الاستعمار في القرن الماضي عقب الحرب العالمية الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ونشر الرعب بين السكان، وربما يصبح أول تنظيم يتمكن من تأسيس دولة حقيقية استنادا إلى الإرهاب.

بدأ تنظيم الدولة الإسلامية مجرد جماعة تضم ميليشيات مسلحة في العراق عام 2005، في ذلك الوقت قامت نابليوني بإجراء بحث معمق حول شخصية الإرهابي الراحل أبو مصعب الزرقاوي، والذي كان يقود تنظيم القاعدة في العراق، قبل استقلال تنظيم الدولة عن جماعة بن لادن، وتكوين النواة التي استقر حولها تنظيم داعش. اعتمدت نابليوني في بحثها على مقابلات أجرتها مع صحفيين عملوا مع الجماعات الإسلامية. وتحلل الصحفية الخبيرة في تتبع طرق تمويل الجماعات الإرهابية، جذور وعوامل النجاح والأهداف الحقيقية وراء تنظيم الدولة الإسلامية كما تكشف غموض أسرارها. وقد أجرت معها وكالة الأنباء الألمانية( د. ب .أ ) هذا اللقاء في مدريد.

( د ب أ ): تؤكدين أن العنف والإرهاب ليسا الخطر الأكبر الذي قد تمثله داعش، ما هو إذن؟ نابليوني: تريد داعش نشر نموذج خوف ووحشية، لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن التنظيم يريد استخدام الإرهاب في بناء دولة وطنية، كما يستخدم هذه الوحشية كأداة لإجبار الغرب على التنصل من مسؤوليته تجاه استفحال أمر التنظيم الإرهابي الجهادي. تنظيم الدولة يعد نتاج سياسات الغرب في الشرق الأوسط - من بين عوامل أخرى -، إلا أنه لا يوجد بلد واحد يريد مراجعة ضميره، ومن ثم يجد الجميع أنه من الأيسر تقديم التنظيم على أنه مجرد جماعة إرهابية بربرية من المهووسين والمرضى النفسيين لا علاقة لهم بسياستنا تجاه المنطقة. بالإضافة إلى أن تنظيم الدولة ليس أكثر عنفا من المليشيات المسلحة الأخرى. ارتكبت الميليشيات المسلحة في كوسوفو أهوالا مماثلة، وفي نيجيريا ترتكب بوكو حرام جرائم لا تقل بشاعة، مثلما كان الهولوكوست كان أكثر بشاعة، التجديد هنا يكمن في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر هذه الجرائم.

( د ب أ ): إذن ما هي أهداف داعش الحقيقية؟

نابوليوني: تسعى داعش لتأسيس دولة وطنية تجسد حلم الخلافة في يوتوبيا سنية تتلائم مع القرن الواحد والعشرين تحديدا في المكان الذي شهد فجر الخلافة في العصور الأولى للإسلام.

( د ب أ ): تقارنين أيضا بين قيام الدولة الإسلامية وقيام إسرائيل. هل يحظى كلاهما بنفس الشرعية؟

نابليوني: بكل تأكيد لا. إسرائيل تأسست بدعم من المجتمع الدولي، أما داعش فيسعى لتأسيس دولة بواسطة الإرهاب. المقارنة تتعلق بالرسالة. الصهاينة طرحوا رسالة شاملة مفادها أن يهود العالم أصبح لهم دولة وطنية تأويهم وتحميهم بعد قرون من التيه والذل والملاحقة في نفس المكان الذي شهد طردهم، وهو نفس مضمون الجماعة الجهادية السنية. ( د ب أ ): بالنسبة للسنة ولكن ليس بالنسبة للشيعة. هل سيكون هناك مكان للمسلمين الشيعة وما هو مفهومهم عن الدولة؟

نابليوني: لا مكان لهم. الهدف هو العودة لنموذج الخلافة الأولى، قبل ظهور الشيعة. يعتبر السنة أنهم يمثلون الدين الحنيف. أما بالنسبة للشيعة فيعرضون عليهم الشروط الثلاثة إما التحول إلى الإسلام الصحيح وإما دفع الجزية أو الرحيل، وفي حالة الرفض يكون مصيرهم الموت. إنه أمر رهيب، ولكن يجب ألا ننسى أن هتلر لم يطرح على خصومه أية اختيارات.

( د ب أ ): إذا كنتِ تؤكدين أن مشروع الدولة الإسلامية هو إقامة دولة حديثة ومدنية واشتراكية، فلماذا إذن ننظر إليها على أنها ظاهرة على الرجعية والتخلف؟

نابليوني: نظرا لأنه مشروع وطني، تحتاج داعش للحصول على شرعية شعبية "إجماع الأمة"، ومن ثم بعد الانتهاء من الغزوات واحتلال مساحة كافية من الأرض، سوف يتجهون لإعادة بناء البنية التحتية وإعادة الاستقرار والعمل على استتباب الأمن وإقامة العدل من خلال المحاكم الإسلامية، بالإضافة لتنفيذ مشاريع قومية اجتماعية. سوف يطرحون نموذج حياة طبيعية كنموذج أساسي في مناطق عانت لفترات طويلة من عنف وفوضى الحروب. ولا يعني هذا أن الدولة الإسلامية هي الأفضل بين جميع الأنظمة بالمنطقة، ولكنها قد تكون أحيانا الحل المثالي بالنسبة لهم.

( د ب أ ): هل يعني هذا أن الصحافة تقدم صورة مغلوطة عن داعش؟

نابوليوني: إقامة مشروع سياسي وطني على أساس اشتراكي، لا يتفق مع أيديولوجيات الجماعات الجهادية المعروف عنها أنها بربرية وفوضوية. وتكمن المشكلة الآن أنه بعد حوادث ذبح واختطاف الصحفيين لا يوجد صحفيون على الأرض لنشر الحقيقة، ومن ثم تستخدم وسائل الإعلام التقليدية نفس الدعاية الإسلامية المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار عن الدولة الإسلامية، لأنه ليس أمامها سبيل آخر، ومن ثم يقعون في فخ نقل الصورة التي تسعى المليشيات المؤيدة لداعش لنشرها عن أنفسهم. لكن على أي حال الخبر لم يعد له أهمية في عالم أصبحت فيه للصورة المرئية المكانة الأولى، الجميع يريدون مشاهدة شرائطهم المصورة الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعي.

( د ب أ ): من ناحية أخرى هناك جماعات مسلحة بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، هل هناك احتمال لتمدد داعش خارج الحدود القديمة لدولة الخلافة؟

نابوبلبوني: مسمى الدولة الإسلامية شديد الحداثة عالميا بالرغم من أن داعش لم تتبن سياسة عالمية، حيث كان طموحهم الأساسي استخدام الأراضي السورية كمسرح لتعزيز مقومات التنظيم، الحصول على تمويل ثم العودة إلى العراق، مسقط راس غالبية قيادات التنظيم.

أما الهدف الرئيسي والذي يعمل التنظيم عليه في الوقت الراهن فيكمن في السيطرة على بغداد، عاصمة الخلافة القديمة، ومن ثم بعد النجاح الذي حققته داعش ومبايعة معظم الجماعات الجهادية الأخرى له، ليس أمام داعش سوى العمل من أجل تكريس عالميته. حصل داعش على تأييد بوكو حرام أكبر تنظيم إرهابي في غرب أفريقيا، وسنرى قريبا مبايعة تنظيمات أخرى من آسيا والتي ستتولى مسؤولية نشر أيديولوجية داعش، والتي سوف تتحول إلى مرجعية لكل الجماعات الجهادية في الخارج. وهذا سيجعل أوروبا تواجه قريبا المزيد من الهجمات الإرهابية على أهداف حيوية لديها مما سيكون له بالغ الأثر كما سبق وأن شاهدنا في باريس وكوبنهاجن. .

( د ب أ ): تؤكدين أن الغرب قد فشل في مواجهة داعش. كيف ستكون المواجهة إذن؟

نابليوني: الدبلوماسية هي الخيار الوحيد. دبلوماسية سرية عبر شبكات غير حكومية أو مؤسساتية يستفاد فيها من دور مشايخ القبائل بالمنطقة. كخطوة أساسية يجب أن نعرف التنظيم جيدا. نحن لا نعرف عنه شيئا. ليس أمرا جيدا استخدام شرائط مصورة منشورة على الانترنت كأساس لقاعدة بيانات نسترشد بها في رسم سياستنا الخارجية، بل ضرب من الجنون.

راكيل ميجل
الاحد 29 مارس 2015