نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


معاناة التجار في حي تجاري في اسطنبول من قلة السياح الأوروبيين






اسطنبول - قال عبد الله، مالك متجر ملابس صغير في حي بيوغلو في اسطنبول: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الهبوط الحاد في الأرباح منذ 25 عاما. وجميع المتاجر المحيطة تلاقي ذات العناء".


 كان شارع الاستقلال، الشارع التجاري الشهير في بيوغلو، يجذب العديد من الأوروبيين، حتى بضع سنوات مضت، إلى روحه المفعمة بالحياة ومزيج من موسيقى الشارع والحنين.
وكانت المحال التجارية في شارع الاستقلال من متاجر المعجنات الصغيرة إلى المتاجر الفاخرة والمقاهي المريحة والمعارض الفنية تعلق آمالها على هؤلاء السياح الموسرين الذين ينفقون بسخاء أكثر من سواهم.
ومع ذلك، فهذا الاتجاه يتبدل الآن سريعا حيث تزيد أعداد الزوار من الشرق الأوسط ومناطق أخرى عن الأوروبيين في بيوغلو. وهذا التغير يؤكد التحول الذي طرأ على الحي وسط مناخ سياسي مضطرب وتزايد وتيرة تجديد الحي ليناسب طبقة أرقى من السكان على مدار العقد الماضي.
ومن بين العوامل التي صرفت الزوار الأوروبيين والألمان بخاصة عن تركيا المخاوف الأمنية ومن بينها الحرب الدائرة في سورية المجاروة وسلسلة من الهجمات الإرهابية إلى جانب توترات سياسية طويلة الأمد مع بعض الدول الأوروبية.
وأظهرت معلومات من وزارة السياحة التركية أن حوالي مليوني ألماني ذهبوا إلى تركيا في الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بثلاثة ملايين سائح في ذات الفترة من عام 2015.
ونشأت حالة عدم الاستقرار عندما انتشرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة من متنزه جيزي إلى كافة أنحاء البلاد عام 2013. وأسفرت الحملة الأمنية التي قامت بها الشرطة إثر الاحتجاجات عن مقتل عدة أشخاص في مناطق متفرقة بالبلاد.
ووقعت بعد ذلك سلسلة من الهجمات الإرهابية في 2016 أضرت بالسياحة التركية بشدة، وكان حي بيوغلو من الأماكن الأكثر تضررا. وفي كانون ثان/ يناير من ذات العام، لقي 12 سائحا ألمانيا حتفهم جراء هجوم انتحاري في المنطقة التاريخية بوسط اسطنبول التي يقع فيها حي بيوغلو.
وبعد مرور شهرين على ذلك الهجوم، شهد شارع الاستقلال تفجيرا انتحاريا أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وأعقب ذلك هجومان منفصلان استهدف أحدهما مطارا والآخر ملعبا رياضيا، ثم محاولة انقلاب فاشلة نفذتها مجموعة منشقة عن الجيش تلاها هجوم استهدف فيه تنظيم داعش ملهى ليلي في كانون ثان/ يناير الماضي.
ويقول مصطفي، وهو رجل يعمل في متجر ملابس داخلية نسائية في شارع الاستقلال مسترجعا إلى ذهنه أن أحد هذه الهجمات الانتحارية وقع أمام المتجر الذي يعمل به: "العديد من السياح الأوروبيين لا يشعرون بالأمان هنا وأتمنى أن يتبدل ذلك سريعا.. نريدهم أن يعودوا".
ووفقا لمديرية الثقافة والسياحة في اسطنبول، حلت إيران والسعودية محل بريطانيا وفرنسا في قائمة تضم الدول الخمس التي قدم منها أكبر عدد من المسافرين إلى اسطنبول بين شهري كانون ثان/ يناير وتموز/ يوليو من هذا العام.
وتضع العديد من المتاجر في بيوغلو لافتات باللغتين العربية والفارسية لتتماشى مع هذا التغير في جنسيات السياح، كما يتحدث معظم التجار هاتين اللغتين.
وقال عدد من البائعين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن التغير في خصائص السياح تتبعه بالضرورة عادات إنفاق مختلفة وهذا أمر مهم.
وقال حسين كيرك رئيس أحد اتحادات السياحة في اسطنبول لـ (د.ب.أ): "خلافا لما كان يحدث منذ بضع سنوات، يفضل السياح القادمون من الشرق الأوسط مراكز التسوق الكبرى بسبب الخصومات بدلا من التسوق في الشوارع التجارية الشهيرة".
ويقول عزت الذي يدير متجر قماش في شارع الاستقلال: "يأتي العرب والإيرانيون لمشاهدة المنطقة وحسب، وربما يحتسون القهوة أو يتناولون الطعام في مطعم. ثم يغادرون للتسوق في مكان آخر تحت رعاية (منظمي) الجولات السياحية شاملة التكاليف".
ولا تقتصر مشاكل حي بيوغلو على الأمن فحسب. حيث يشير السكان المحليون إلى أن العملية التي تم فرضها من أعلى لتجديد الحي ليناسب طبقة أرقى من السكان والتي كانت تهدف إلى جذب عدد أكبر من السياح حولت بيوغلو إلى الأسوأ.
وأوضحت موجيلا، وهي مهندسة معمارية متقاعدة ومالكة متجر: "كل ما تم وضعه أو بناؤه في موضع المعالم القديمة المميزة في شارع الاستقلال يبدو قبيحا. لا تهتم السلطات إلا بالمراكز التجارية الكبيرة لكن هذه المراكز أيضا تعاني من انخفاض الأرباح".
وصحب التحول من المتاجر والحانات الصغيرة إلى فروع السلاسل التجارية الكبيرة والعلامات التجارية الشهيرة إجراءات أضرت بثقافة الترفيه في الشوارع في بيوغلو.
في عام 2011، فرضت بلدية بيوغلو قيودا على الجلوس في الأماكن المقابلة للحانات والمطاعم كي تجعل المرور في الطرقات ممكنا، إلا أن هذا قضى على الجو المفعم بالحيوية في الشوارع، الذي كان يجذب عددا كبيرا من الشباب ومرتادي الحفلات.
وقال إرجان الذي يعمل بمتجر معجنات لـ (د.ب.أ): "جرى استبدال بعض الحانات التي رحل ملاكها بسبب قلة الدخل بمقاهي النرجيلة (الشيشة) التي تقدم المشروبات والنرجيلة للسياح القادمين من الشرق الأوسط".
وتستمر أعمال التجديد في إطار مشروع تجديد الحي ليناسب طبقة أرقى من السكان. ورفضت السلطات المحلية التعليق على هذه القضايا، بما في ذلك الفوضى التي تسببت فيها أعمال التجديد على مدار الأشهر التسعة الماضية.

إرجين هافا
الجمعة 6 أكتوبر 2017