المعارك تبعد عن القصر الجمهوري في المهاجرين 5 كيلومترات، وهي كر وفر، والهدف الرئيسي منها كان قطع الطريق على النظام إثر محاولاته العديدة لاقتحام الغوطة، وكلما تقدم الجيش الحر في قلب دمشق كلما توقف قصف الطيران، فدمشق مليئة بالبعثات الدبلوماسية الغربية، ولا يمكن حينها استمرار القصف، وكذلك بسبب تداخل الجبهات القتالية.
بل إن تحرك هذه الجبهة التي أوقفت لسنوات بفيتو دولي وإقليمي، يعني أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأي تقدم في دمشق يعني الكثير بالنسبة للمعادلات الدولية المعقدة.
وسواء كان المعركة للسيطرة على الأرض أو لتحريك الجبهات، فإنها قلبت الموازين مجددا خصوصا بعد عمليات التهجير التي تمت في حي الوعر ووادي بردى وداريا وقدسيا والهامة وأحياء حلب.
المرحلة الأولى
الفصائل المذكورة أطلقت معركة ”يا عباد الله اثبتوا” أول أمس الأحد في حي جوبر بدأتها بتفجير مفخختين، وتمكنت في اليوم الأول من تدمير غرفة عمليات النظام وهو ما تسبب في انهيار قوات النظام سريعا وانسحابها من عدد من مواقعها، كما دمرت العديد من الآليات فضلاً وقتل و جرح العشرات من قوات النظام و ميليشياته بالإضافة إلى عدد من الأسرى تجاوز الـ50 أسيرا.
ولم تستطع الفصائل الثبات في هذه المناطق بسبب تدخل الطيران الحربي الروسي واستخدامه لسياسة الأرض المحروفة.
دفاعات النظام
النظام أعلن التعبئة العامة في صفوف قواته، واستقدم تعزيزات كبيرة من درعا والقلمون وجبهات الغوطة، منهم مئات العناصر من ميليشيات الدفاع الوطني، إضافة لعشرات من مجندي الاحتياط وزج بهم في جبهات محيط أحياء القابون و برزة و جوبر.
كما استخدم متاريس ترابية على امتداد شارع فارس خوري، واستعان النظام بعشرات المتطوعين من الثوار السابقين في مناطق المصالحات ونشر الدبابات والفرقة الرابعة في قلب العاصمة.
وشدد إعلامه أن الأمور بخير وهادئة!.
المرحلة الثانية
ومع هذا بدأت فصائل الثوار، اليوم الثلاثاء، المرحلة الثانية من المعركة في حي جوبر شرق العاصمة دمشق، محرزين تقدماً جديداً على قوات النظام ، وسط حالة تخبط تعيشها الآن أحياء العاصمة و إغلاق القوات الأمنية لطرقات داخل العاصمة بالتزامن مع قصف عنيف يستهدف مدن و بلدات الغوطة الشرقية.
وتمكنت فصائل الثوار من استعادة جميع النقاط التي خسرتها خلال الساعات الماضية في محيط حي جوبر و سيطرت على نقاط جديدة، ومنها كراج العباسيين و السيطرة نارياً على شارع فارس خوري، حيث قامت قوات النظام بإغلاق الطرق المؤدية إلى كراجات العباسيين و شارع فارس خوري، مع استمرار المعارك على أشدها على محاور جوبر ومنها طيبة و كراش و محاور أخرى في القابون ، بالتزامن مع قصف بري عنيف و جوي وصل إلى خمس وعشرين غارة على حي جوبر حتى اللحظة.
كما طالت قذائف أحياء التجارة والمزرعة والعباسيين والمزة 86 في العاصمة دمشق.
وبثّ الفيلق لقطات جوية مصورة تظهر توقف حركة المرور وتصاعد أعمدة الدخان في ساحة العباسيين وما حوله
وقد سقط أكثر من 100 قتيل بالإضافة إلى عشرات الجرحى من قوات النظام والميليشيات المساندة له حتى اللحظة.
كما أعلنت قيادة جيش الإسلام أحد أكبر فصائل الغوطة الشرقية أن قواته جاهزة لإرسال المؤازرات إلى جبهة جوبر مع فتح جبهة القابون في حال سمح لهم فيلق الرحمن بالمشاركة بمعركة دمشق.
وقامت قوات النظام بقصف مدفعي عنيف يستهدف الأحياء السكنية في بلدات عين ترما و حزة و جسرين و المحمدية و مدن زملكا و عربين و حرستا بالإضافة إلى غارات جوية مما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى كحصيلة أولية بينهم عنصر من الدفاع المدني في المحمدية و إصابة العشرات من المدنيين بينهم حالات خطرة.
رسالة للمجتمع الدولي
وأعلن فيلق الرحمن، في بيان، أنه يلتزم بشكل تام بقانون النزاعات المسلحة وجميع الأعراف الدولية المتعلقة بالمعارك والنزاعات المسلحة.
وقال المتحدث باسم الفيلق، وائل علوان، أن المشاركين في المعركة يلتزمون بتحييد المدنيين بكافة أديانهم و طوائفهم وآرائهم عن دائرة الصراع وعن النيران المباشرة وغير المباشرة، و كذلك البعثات الدبلوماسية والأبنية المخصصة لها عن نيران الفصائل.
ونوّه البيان إلى الالتزام بحسن معاملة الأسرى وجثث القتلى وعدم إهانتهم أو إيذائهم، وتأمين وحماية الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني، وكافة المجموعات الإنسانية والإعلامية. كما شدد على حماية دور العبادة ورموزها والقائمين عليها.
معركة دمشق أو على الأقل فتح جبهاتها القتالية ستغير وجهة نظر الكثير من الدول عن واقع القوة المادية على الأرض، فالنظام رغم مساندة روسيا وإيران والمليشيات الأجنبية متعددة الجنسيات، في أضعف حالاته، بل إن فصائل الشمال العسكرية ذات القوة والخبرة العسكرية الكبيرة بدأت هجوما ضخما على محيط مدينة حماة السورية، بل هناك تسريبات مؤكدة أن معارك ستشنها الفصائل خلال أيام قليلة في حلب والساحل
السوري والقلمون بالإضافة إلى الاشتباكات العنيفة المستمرة في حي المنشية بدرعا المحطة
------------
شبكة شام