نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


مغلفة باتهامات للأمريكيين.. غارات روسية بمحيط “التنف”




تكرر إعلان وزارة الدفاع الروسية عن استهدافها جوًا مواقع لـ”مسلحين ومتشددين” في منطقة التنف شرقي محافظة حمص، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة تعرف باسم منطقة “55 كيلومترًا” أو قاعدة “التنف” العسكرية.
الإعلانات الروسية دائمًا ما تأتي من طرف واحد، إذ لم تعلن واشنطن عن أن موسكو ضربت مواقع قريبة منها، كما لا تعلن الفصائل المحلية المدعومة من الولايات المتحدة عن تعرض أي من قواعدها لاستهداف روسي.


طيارون روس يتعاملون مع طائرة حربية روسية في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية على الساحل السوري (سبوتنيك)
طيارون روس يتعاملون مع طائرة حربية روسية في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية على الساحل السوري (سبوتنيك)
وبين حقيقة حصول هذه الضربات فعلًا، والتجاهل الأمريكي لها، لا يمكن إشاحة النظر عن أنها تحمل رسائل روسية لواشنطن التي تتمركز في قواعد عسكرية عديدة على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق.
وتشير موسكو في إعلاناتها إلى أن غاراتها طالت مجموعات “مسلحة” أو “متشددة” أو الاثنتين معًا، بعد خروجها من قاعدة “التنف” حيث تتمركز القوات الأمريكية.

غارات متكررة

بحسب ما رصدته عنب بلدي عبر وسائل الإعلام الروسية الرسمية، فإن الطائرات الحربية الروسية أغارت أكثر من خمس مرات على مواقع في محافظتي حمص ودير الزور خلال نيسان الحالي، مع الإشارة للمستهدفين على أنهم مرتبطون بـ”التنف”.
أحدث الغارات كانت في 18 من نيسان الحالي، عندما قال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” (أحد أقسام وزارة الدفاع)، اللواء يوري بوبوف، إن القوات الجوية الروسية دمرت خمسة مخابئ يستخدمها “مسلحون غادروا منطقة التنف، ولجؤوا إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في سلسلة جبال العمور بمحافظة حمص”.
بوبوف قال، في 15 من الشهر نفسه، إن قوات بلاده الجوية دمرت مخبأ لـ”مسلحين” في مناطق شرقي محافظة حمص، شرقي سوريا.
وأضاف بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية (تاس)، أن القوات الجوية الروسية دمرت مخبأ لـ”مسلحين” خرجوا من منطقة التنف شرقي محافظة حمص، ولجؤوا إلى سلسلة جبال العمور بالقرب من التنف.
وفي كل من 1 و4 و6 من نيسان، أعلنت الدفاع الروسية عن تنفيذها ضربات مشابهة في المنطقة نفسها، وللغرض نفسه.

هل حدثت الغارات فعلًا

سبق أن استهدفت روسيا جماعات قريبة من القوات الأمريكية في “التنف”، وأشار الأمريكيون إلى ذلك لكن موسكو لم تعلن مسؤوليتها عنها كما يحدث مؤخرًا.
ففي 15 من حزيران 2022، خلّف قصف على مقار تابعة لفصيل “جيش سوريا الحرة” (مغاوير الثورة حينذاك) المدعوم أمريكيًا في قاعدة “التنف” العسكرية “أضرارًا بسيطة”، بحسب ما أعلن عنه الفصيل العسكري آنذاك.
ولم تعلن روسيا مسؤوليتها عن الهجوم نفسه، لكن شبكة “CNN ” الأمريكية نقلت عن مسؤولين عسكريين أمريكيين (لم تسمّهم) قولهم، إن روسيا حذرت، في وقت سابق، الجيش الأمريكي من أنها ستشن ضربات جوية ضد فصيل “مغاوير الثورة”.
وبناء على ذلك، حذرت القوات الأمريكية مقاتلي الفصيل بسرعة لتحريك مواقعهم، والتأكد أيضًا من عدم وجود قوات أمريكية في الجوار.
وأكدت مصادر الشبكة حينها أنه لم يكن على القوات الأمريكية التحرك لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية.
وحول الغارات الأحدث التي أعلنت عنها موسكو تباعًا، تواصلت عنب بلدي مع “جيش سوريا الحرة” حول كل غارة منها على حدة، وكان الفصيل المحلي ينفي علمه بحصول أي قصف لمنطقة الـ”55 كيلومترًا” حيث ينتشر مقاتلوه.
المكتب الإعلامي للفصيل قال لعنب بلدي، إنه رصد تداولات عن قصف استهدف المنطقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لا علم له إن كان القصف حصل فعلًا.
وتواصلت عنب بلدي مع القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) للحصول على تفاصيل، لكن مكتبها الإعلامي تجاهل الأسئلة المتعلقة بتأكيد أو نفي حصول غارات جوية روسية فعلًا.
ولم تتمكن عنب بلدي من الوصول لوزارة الدفاع الروسية للحصول على معلومات إضافية حول هذه الغارات.

رسائل موسكو لواشنطن

في الوقت الذي لم تخلّف فيه الغارات الروسية المزعومة أي أضرار تُذكر بالنسبة لأطراف محلية أو دولية، يعتقد الباحث في الشؤون العسكرية بمركز “جسور للدراسات” رشيد حوراني، أن الضربات قد تكون حدثت فعلًا، لكن ليس بالكثافة التي تعلن عنها وزارة الدفاع الروسية.
وأضاف أنه منذ عام 2022 بدأت روسيا تعلن عن استهدافها قوات سورية معارضة مدعومة من أمريكا، مثل “جيش مغاوير الثورة” و”جيش سوريا الحرة” لاحقًا أو “لواء شهداء القريتين” المنتشر شرقي حمص.
وربط الباحث تصاعد وتيرة الاستهدافات بالخطوات الأمريكية نحو تنظيم وتقوية فصائل “التنف”، ومحاولة رفع التنسيق بينه وبين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
وتجري الولايات المتحدة تغييرات داخل فصيل “جيش سوريا الحرة”، إذ سبق وغيّرت قائد الفصيل مرتين خلال العامين الماضيين، كما أجرت تغييرات هيكلية داخل “الفرق العسكرية” للفصيل، بحسب ما أعلن عنه عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك” مؤخرًا.
وفي 29 من شباط الماضي، قال “جيش سوريا” إنه أجرى تغييرًا في قيادته العامة، إذ عيّن المقدم سالم تركي العنتري قائدًا جديدًا له، وأنهى مهمة سلفه فريد القاسم التي استمرت قيادته لـ16 شهرًا.
وقال الناطق باسم المكتب الاعلامي لـ”جيش سوريا الحرة”، عبد الرزاق الخضر، لعنب بلدي حينها، إن تسمية قائد جديد للفصيل جاءت بشكل روتيني، ولم تكن له أي علاقة بخلاف أو مشكلة.
وبناء على هذه التغييرات، يرى حوراني أن موسكو تحاول إيصال رسالة لواشنطن، أن بمقدورها إلحاق الاضطراب بالخطوات الأمريكية لتعزيز قوة الفصائل العسكرية شرقي سوريا.
كما تحاول من خلال زعمها أنها قصفت “إرهابيين” تشويه صورة مقاتلي المعارضة، ودفع أمريكا للعزوف عن التعامل معهم.
اقرأ أيضًا: قائد جيش سورية الحرة لعنب بلدي : منفتحون على الحوار مع الجميع

إثبات وجود

التحركات الروسية شرقي سوريا تأتي تزامنًا مع توتر تشهده المنطقة بين إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة من جهة، وإيران المتحالفة مع روسيا من جهة أخرى، على خلفية الأحداث الدائرة في غزة، التي نتجت عنها استهدافات متكررة لقواعد أمريكية في سوريا من قبل فصائل وكيلة عن إيران بالمنطقة.
المحلل السياسي الروسي ديميتري بريجع، قال لعنب بلدي، إن الخطوات الروسية تأتي ضمن محاولات موسكو المستمرة منذ أشهر لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط مع تراجع الشعبية الأمريكية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل.
وإلى جانب ما سبق، يرى بريجع أن تنافسًا كامنًا تعيشه سوريا بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخرًا، خصوصًا أن الجغرافيا السورية تحولت إلى مناطق نفوذ تستقبل وترسل منها الرسائل السياسية.
ولم يستبعد بريجع أن تكون الاستهدافات الروسية موجهة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تنشط خلاياه شرقي سوريا.

تصوير أن التنظيم يتبع لـ”التنف”

لتنظيم “الدولة” حضور واضح شرقي سوريا، في المناطق التي تقول روسيا بشكل متكرر إنها قصفتها، لكن ومن خلال التصريحات والدعاية الإعلامية، تتشارك موسكو وواشنطن الهدف نفسه في محاربة التنظيم، إذ يعتبر الغرض المعلن من وجود قاعدة “التنف” هو إنهاء نشاط التنظيم في سوريا والعراق.
وفي 15 من كانون الأول 2023، نشر تنظيم “الدولة” صورة تظهر حطام طائرة استطلاع روسية دون طيار، سقطت في البادية السورية بالقرب من مدينة السخنة شرقي محافظة حمص.
وقال التنظيم، بحسب مجلته الأسبوعية “النبأ”، إن الطائرة الاستطلاعية سقطت خلال تنفيذها مهمة استطلاعية غربي مدينة السخنة شرقي سوريا.
وأضاف أن عناصره أحرقوا حطام الطائرة بعد العثور عليه.
ومن جانب آخر، لا تنفك روسيا عن توجيه اتهامات للولايات المتحدة بتدريب وتجهيز مجموعات “إرهابية” لتنفيذ هجمات مسلحة داخل سوريا.
وضمن خبر عن مقتل جنود من قوات رديفة لجيش النظام السوري بالبادية السورية، في 19 من نيسان الحالي، قالت وكالة “سبوتنيك ” الروسية، “إن منطقة الـ55 كيلومترًا التي تتخذها القوات الأمريكية على الحدود السورية- العراقية- الأردنية مقرًا لجنودها، يتمركز فيها بعض مسلحي التنظيمات، مثل فلول تنظيم داعش وتنظيم مغاوير الثورة السورية وأحرار الشرقية وجيش أحمد العبدو وتنظيمات عميلة أخرى”.
وربطت الهجوم على هذه القوات من قبل تنظيم “الدولة”، بالغارات المتكررة التي تنفذها روسيا بالقرب من “التنف”.

عنب بلدي – خالد الجرعتلي
الاحد 21 أبريل 2024