نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الجندي المجهول وراء نجاح أوباما !




أثار فوز أول مرشح إفريقي – أمريكي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، عديدًا من التساؤلات حول هذا النصر الكاسح على المرشح الأبيض ذي الخبرة، وكثيرٌ من المحللين والإستراتيجيين أرجعوا هذا النصر إلى حملة أوباما الانتخابية، مستعدين دور مهندس حملتي الرئيس بوش الانتخابية، كارل روف، الذي مَكَّنَ بوش من هزيمة جون كيري في انتخابات 2004 ومن قبله أل جور وجون ماكين في الانتخابات الرئاسية في عام 2000.


الجندي المجهول وراء نجاح أوباما !

وللدور الحيوي للجندي المجهول في حملة أوباما الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، سيلقي تقرير واشنطن مزيدًا من الضوء على مهندس حملة أوباما للانتخابات الرئاسية، ومن قبل حملته لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، "ديفيد أكسيلرود David Axelrod".

خبرة بالحملات الانتخابية

ترجع خبرة أكسيلرود بالحملات الانتخابية والعمل السياسي إلى طفولته، ففي سن الثالثة عشر كان يبيع أزر لحملة روبرت كيندي Robert F. Kennedy. وقبل الانخراط في العمل السياسي الإعلامي عمل أكسيلرود بالعمل الصحفي، ففي السابعة والعشرين كان كاتب عمودٍ سياسيٍّ بصحيفة شيكاغو تربيون، وقد عمل معها لمدة ثماني سنوات في تغطية الشئون السياسية، وكان أصغر كاتب سياسي بها إلى عام 1980. وكان عمله بالصحفية لا يرضي طموحه فانضم في عام 1984 إلى الحملة الانتخابية للسيناتور بول سيمون Paul Simon كمدير اتصالات، وفي غضون أسابيع أضحى المدير المشارك للحملة الانتخابية.

وفي عام 1985 أنشأ مؤسسته الخاصة تحت مسمى "أكسيلرود وشركاه Axelrod and Associates " لاستشارات السياسية، وساعده في إنشائها فورسيت كلايبول Forrest Claypool، وفي عام 1987 عمل بنجاح في حملة إعادة انتخاب هارولد واشنطن Harold Washington، أول أمريكي إفريقي عمدة لشيكاغو. ونجاحه في تلك الحملة الانتخابية ساعده في امتلاك قدرات للعمل مع السياسيين السود. وفيما بعد أصبح اللاعب الرئيس في حملات انتخاب الحكام السود المماثلة لحملة هارولد، منها دنيس آرتشر Dennis Archer في ديترويت Detroit، مايكل ر. وايت Michael R. White في كليفلاند Cleveland، أنتوني ويليامز Anthony A. Williams في واشنطن العاصمة Washington D.C، لى بى. براون Lee P. Brown في هيوستن Houston، وجون ف. استريت John F. Street في فيلادلفيا Philadelphia. ولفترة طويلة كان أكسيلرود المستشار الإستراتيجي لعمدة شيكاغو ريتشارد دالي Richard M. Daley، ملقبًا نفسه بـ "المتخصص في السياسات الحضرية".

وفي عام 2004 عمل بالحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح الديمقراطي جون إدواردز John Edwards، وخلال الحملة الانتخابية فقد أكسيلرود مسئوليته عن عمل الإعلانات، لكنه استمر كناطق باسم الحملة. وفي عام 2006، كان مستشارًا إعلاميًّا لعديدٍ من الحملات الانتخابية منها حملة اليوت سبيتزر Eliot Spitze في انتخابات حاكم ولاية نيويورك، وديفال باتريك Deval Patrick في انتخابات ماساشوسيتس Massachusetts. وفي عام 2006 أشرف أكسيلرود على إنفاق البرنامج الإعلامي للجنة الحملات الانتخابية لديمقراطي الكونجرس Democratic Congressional Campaign Committee، وساعد الديمقراطيون على استعادة الأغلبية بمجلس النواب التي لم يحصلوا عليها منذ 1994. وفي العام ذاته (2006) عمل مستشارًا إعلاميًّا لديفال باتريك Deval Patrick، الرئيس الأسبق لقسم الحقوق المدنية بوزارة العدل الأمريكية، والذي انتخب كأول ديمقراطي حاكم لولاية ماساشوسيتس منذ 16 عامًا، وأول حاكم أمريكي – إفريقي للولاية.

الجندي المجهول وراء صعود أوباما

يعد ديفيد أكسيلرود أحد المستشارين الإعلاميين السياسيين بواشنطن، وقد قاد ما يقرب من 150 حملة انتخابية ناجحة على كافة المستويات الأمريكية، ومنذ افتتاح شركته منذ عشرين عام، وهو مطلوب من المرشحين الذين يقدمون سياسات إنسانية وتغيرات تقدمية في المجتمع الأمريكي.

وفي عام 2004 ساعد أكسيلرود باراك أوباما في الفوز بمعقد مجلس الشيوخ عن ولاية الينوى، فقد طور إستراتيجيات إعلامية مكنت أوباما من هزيمة ستة منافسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بأغلبية وصلت إلى 53%. وفي حملة أوباما الرئاسية كان كبير واضعي الإستراتيجيات بالحملة.

ترجع العلاقة بين الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما و أكسيلرود إلى عقود عندما تقابلا في عام 1992، وقد استشار أوباما أكسيلرود قبل إلقائه خطابه المعارض للحرب العراق عام 2002، كما طلب منه قراءة مخطوطة كتابه "جرأة الأمل The Audacity of Hope".

وفي بداية المنافسات الانتخابية الرئاسية هذا العام لم يشارك أكسيلرود في الحملات الانتخابية الرئاسية لأن المرشحين، باراك أوباما هيلاري كلينتون، جون إدواردز، زبائن سابقين له، لاسيما لعلاقاته الشخصية والعائلية مع هيلاري كلينتون. ولكنه في نهاية الأمر انضم إلى الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي الأسود لما لها في وهج حماسي وتاريخي، وكان دائمًا ما يشبه أوباما بروبرت كيندي Robert F. Kennedy.

وقال أكسيلرود لصحيفة "الواشنطن بوستThe Washington Post ": "أعتقد لو أنه بإمكاني مساعدة باراك أوباما للوصول إلى البيت الأبيض، لأنجزت شيئًا كبيرًا في حياتي". وبدأت مشاركته في الحملة الانتخابية الرئاسية لباراك أوباما بعمل خمس دقائق فيديو بث على الإنترنت في 16 من يناير 2007، وقد ركز على أسلوبه الدعائي على إيجاد ألفة بين الإعلانات السياسية ومتلقيها.

وفي الوقت الذي كانت تركز فيه حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي على عامل الخبرة، ركز أكسيلرود في حملة أوباما الانتخابية على التغيير وجعله الشعار الرئيس للحملة الانتخابية، والذي كان لها كبير الأثر في الفوز بكثير من الولايات التي كان لا يتوقع أن يفوز بها أوباما.

كما عمد أكسيلرود على صوغ إستراتيجية لكسب أكبر نسبة من المشاركين استفادة من مشاركته في الحملة الانتخابية لجون إدواردز ولأسباب شخصية تتعلق ببارك أوباما، وقد قال لمجلة رولينج ستون Rolling Stone : إنه هدف في بناء حملة انتخابية تجمع كافة أطياف الشعب الأمريكي كما كان يريد باراك أوباما، ولذا لجأ إلى الإنترنت لتكوين أكبر قاعدة شعبية، وقد كان هذا جليًّا في موقع باراك أوباما الذي كان يقدم خدمات كثيرة لمتصفحيه منها إنشاء مدونات وصفحات خاصة بهم. ويقول أكسيلرود: إن الإنترنت عمل على تشجيع الناخبين أقل من 30 سنة للمشاركة وزيادة عدد المساهمين الذي وصولوا في عام 2007 إلى 475 ألف متبرع وأغلبهم متبرعون من خلال الإنترنت مساهمين بأقل من مائة دولار.

النشأة الاجتماعية

ولد أكسيلرود في نيويورك، ونشأ في طبقة متوسطة يهودية. ونشأ في مانهاتن Manhattan، وأبوه كان طبيبًا نفسيًّا ومغرمًا بلعبة البيسبول. وأمه كانت صحافيةً بعدد من صحف الأربعينيات كـ "بي إم PM " و"تيار اليسارleft-wing " وقد انفصل أبواه وهو في سن الثامنة.

وقد حصل على تعليمة الثانوي بمدرسة ثانوية بالمدينة التي نشأ فيها Stuyvesant High School بمانهاتنManhattan. وفي جامعة شيكاغو University of Chicago تخصص أكسيلرود في العلوم السياسية، وهناك قابل زوجته سوزان لاندو Susan Landau التي كانت تدرس التجارة والأعمال والتي تزوجها في عام 1979. وفي مرحلة الدراسة الجامعية كتب بـ "Hyde Park Herald" في تغطية الشئون السياسية، وكان يتدرب بصحيفة "شيكاغو تريبيون"، وبعد التخرج انضم إلى العمل بها في 1977.

وله خبرة بالتدريس الجامعي فقد عمل أستاذًا ملحقًا لدراسات الاتصال بجامعة نورث ويستن Northwestern University، ومحاضرًا للإعلام السياسي بجامعة هارفاردHarvard University وجامعة شيكاغو University of Chicago وجامعة بنسلفانياUniversity of Pennsylvania . وهو ضيف مستمر على شبكات الكابل التلفزيونية منها سي إن إن CNN، إم إس إن بي سي MSNBC، إن بي آرNPR ، أخبار إيه بي سيABC News ، أخبار فوكسFox News، بي بي إسPBS ، وسي إن بي سيCNBC .

ولا تقتصر جهوده على العمل الإعلامي السياسي ولكنه نشط في العمل التطوعي الخيري بشيكاغو، فقد ساعد بجهود مضنية في الألعاب الأوليمبية الخاصة. وفي عام 1998 ساعد هو وزوجته سوزان في إنشاء "المواطنون المتحدون للبحث في الصرع Citizens United for Research in Epilepsy (CURE)"، والتي وفرت ما يزيد على تسعة ملايين دولار لمساعدة العلماء في أبحاث علاج الصرع.






تقرير واشنطن
الخميس 13 نونبر 2008