نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


خبير إسباني : الخوف من تكرار تجربة إرهاب داعش ما زال قائما






مدريد - راكيل ميجل - تم طرد ميليشيات ما يعرف بتنظيم الدولة (داعش) من معاقلها الرئيسية في سورية والعراق، إثر الضربات العسكرية المتلاحقة التي تعرضت لها خلال عام 2017.

ولكن هل هزم داعش؟ يحذر الكثير من الخبراء من التسرع في إصدار أحكام واستنتاجات في هذا الصدد، لافتين الانظار إلى قضية هامة لا يتطرق إليها المجتمع الدولي بالصورة الملائمة.


 
في هذا السياق يحذر خيسوس أنطونيو نونيث بييا بيردي، مدير مشارك بمعهد دراسات المنازعات والتدخل الانساني (IECAH)، من خلال كتابه "داعش. مستقبل التهديد الجهادي"، عن دار نشر كتاراتا، الذي طرح في المكتبات الإسبانية مؤخرا. في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يؤكد بييا بيردي أنه بالرغم من التوقعات اللإيجابية التي يتضمنها الكتاب، على ضوء الخسائر المادية والمالية وفي العدد والعتاد والعدة، إلا أنه يؤكد أن داعش ما زالت تمثل تهديدا عالميا.

ميليشيات داعش الآن في مرحلة انسحاب، سوف تتخللها على الأرجح عمليات إرهابية، لكي تثبت أنها لم تهزم، ومن ثم لا يجب أن ننسى الخطر الذي يمثله المقاتلون الأجانب العائدون إلى بلادهم أو المتشددون الذين لم يتخلص الكوكب منهم بعد.

يقول الخبير الأمني المتخصص في مجال منع المنازعات إنه حتى لو اختفى ما يسمى بتنظيم داعش، هناك تنظيمات متشددة أخرى على أهبة الاستعداد لكي تحل محله، وطالما لم يحدث تغيير في التوجه الذي يتم من خلاله التعاطي مع مشكلة الإرهاب الجهادي، فإننا سنظل باستمرار تحت تهديد تكرار تجربة داعش.

الأمر ليس بجديد، فقد تكرر مع طالبان، عندما أكد كثيرون هزيمة القاعدة، إلا أن التنظيم يسيطر في الوقت الراهن على 70% من أفغانستان، وتعد حركة طالبان ثاني قوة تنظيمية فاعلة في البلد الأسيوي، وبالرغم من اتباعها استراتيجية مختلفة، إلا أنها تسعى وراء نفس الأهداف التي يمثلها داعش، والتي تعد بمثابة الابن الذي تمرد على الجماعة التي أسسها أسامة بن لادن. كما يحذر بييا بيردي قائلا "القادم مثير للقلق، وطالما تغافلنا التصدي للأسباب الهيكلية مكتفين فقط بمهاجمة الرموز الظاهرة على السطح، مثل الإيقاع بجماعة أو قتل قيادي جهادي، فإن أقصى ما يمكننا تحقيقه في أفضل الأحوال هو كسب بعض الوقت". ومن ثم يعارض البروفيسور بمعهد الدراسات الاستراتيجية (IISS) اقتصار المواجهة على البعد العسكري، التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن القضاء على التنظيم يعد الجزء الأسهل من المهمة، ومن ثم يعول على استراتيجية متعددة الأطراف و متعددة الأبعاد. "يجب أن يضاف إلى البعد العسكري، أبعاد أخرى اجتماعية وسياسية ودبلوماسية وثقافية، من اجل التعامل الفعال مع جذور المشكلة. أحيانا تكون الاستفادة أكبر من وجود إخصائيين نفسيين، وعلماء اجتماع من وجود خبراء حربيين"، يضيف بييابيردي. ومن ثم فإن روشتته للتعامل مع المشكلة تتضمن: تقليص فجوة المساواة بين الجنسين، وطرح مفهوم الإرهاب من منظور مغاير، والتخلي عن الاستراتيجية الانتقامية كلما حدث تقدم على الأرض في المواجهة مع العناصر المتشددة، مع دمج الإسلام السياسي في إطار مكافحة الإرهاب.

وعن سؤال حول إذا كان الكثير من المحللين قد حذروا من تبني توجهات خاطئة، فلماذا لم تقم الحكومات بتصويب مسارها، يجيب بييا بيردي "لأنها تعمل وفقا لخطط قصيرة الأجل. جرت العادة في أوروبا كلما وقع اعتداء إرهابي، أن تقوم السلطات بنشر المزيد من قوات الأمن في الشوارع، أو إعلان حملات عسكرية على بلد منشأ منفذي العملية الإرهابية، وهكذا يبدو كما لو أن الحكومات قامت بواجبها، ويحظى الرئيس الموجود على رأس السلطة في حينه بشعبية جارفة، ولكن أيضا قصيرة المدى، وتظل المشكلة قائمة بلا حل، نتيجة عدم الاتساق بين الرد المبني على استراتيجية قصيرة الأجل والمشكلة المتجذرة التي تتطلب استراتيجيات طويلة الأجل.

من وجهة نظر الخبير الأمني الإسباني، هناك مشكلتان أساسيتان، حالتا دون وجود طرح سليم للتصدي لإرهاب داعش: الأولى تتمثل في المبالغة في تقدير أبعاد التهديد، وطرح تعريف مغلوط للظاهرة. "داعش لا يمثل تهديدا وجوديا أو أنه يملك مقومات تهديد النظام العالمي، فخطره أقل بكثير من انتشار الأسلحة النووية أو التغير المناخي. وتكمن المبالغة منذ الوهلة الأولى في أعداد المقاتلين ضمن صفوف التنظيم الجهادي، ونشر أرقام، لم يتسن مطلقا التحقق من صحتها، تصل إلى 400 ألف مقاتل، ما يعد سقطة قوية في شباك ماكينة الدعاية التي تروج لها داعش، وتمكنت من خلالها من نشر الصورة التي كانت تطمح لبثها. ولا يغفل بييا بيردي دور الكثيرين الذين بالغوا في تضخيم حجم التهديد الذي يمثله داعش من أجل تبرير حجم التمويل الذي حصلوا عليه من أجل مكافحة داعش، وهو ما أدى في النهاية لاستنتاجات وتقديرات خاطئة.

يضاف إلى ذلك، خلق حالة رأي عام، كان للحكومات ووسائل الإعلام دور كبير فيها، تسببت في حدوث خلط كبير بين الإسلام السياسي والإرهاب الجهادي، مما نتج عنه شيطنة الدين الإسلامي. "سواء داعش أو قائد تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي لم يكونا ممثلين شرعيين يحق لهما التحدث باسم الإسلام أو المسلمين الذين لا يزالوا الضحية الأكبر لعمليات داعش"، يؤكد بييا بيردي، موضحا "على الأقل، يجب الفصل بين المفهومين، وتقديم تعريف أفضل للتهديد الفعلي الذي يتعرض له الأمن: الإرهاب الجهادي".

كما يحذر المؤلف من أسلمة التشدد، من نسب التشدد إلى الإسلام، وهو الصوت الطاغي الآن. ما يحدث حقيقة هو أن الجهاد يتحول أكثر فأكثر إلى راية منبسطة تسمح بتوجيه الراديكالية لخدمة قضية - قد لا تكون بالضرورة دينية - وهي ظاهرة باتت أكثر شيوعا في المجتمعات الحضرية الغربية. ولهذا يؤكد "طالما بقي هناك شباب غاضبين لعدم تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويرون كيف تهدر حقوقهم من قبل حكوماتهم، ولا يشعرون باحتواء مجتمعاتهم لهم، أو يتعرضون بالفعل للاضطهاد داخلها أو يقاسون من ازدواجية المعايير من جانب الغرب عند تطبيق القانون الدولي، طالما استمر هؤلاء يمثلون بذرة صالحة لنمو الإرهاب".

راكيل ميجل
الاثنين 26 فبراير 2018