نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت

نظرة في الإعلان الدستوري

26/03/2025 - لمى قنوت

رياح الشام

25/03/2025 - مصطفى الفقي

في الردّة الأسدية الإيرانية

22/03/2025 - عبد الجبار عكيدي


سكان المنازل العائمة في باريس يعيشون حياة أكثر سعادة من أهل اليابسة فوق مياه نهر السين




باريس - سابينه فوجل - لا يعرف الكثيرون من سكان باريس جيرانهم حيث أن الحياة في العاصمة الفرنسية غالبا ما تكون حياة مجهولة تفتقر إلي الهوية حيث يعيش غالبية السكان في مبان تتألف من ستة طوابق بدون أسماء على أجراس الشقق السكنية وهي الاسماء التي تشير إلى الأشخاص الذين يقطنون تلك الشقق. ومع ذلك، فإن هناك عددا قليلا من الأماكن التي يمكن لساكنيها الادعاء بأنهم يعيشون في اتصال مع جيرانهم كما هو الحال في القرى حيث يكون الاشخاص قريبين من الطبيعة


تطل بعض المنازل العائمة على برج ايفل
تطل بعض المنازل العائمة على برج ايفل
ويوجد في باريس حوالي 150 مرسى لمنازل عائمة / عوامات / على نهر السين وهي مطلوبة للغاية حيث ينبغي أن يتحلى من يرغب في امتلاك منزل عائم بالصبر وقد ينتظر بعضهم في بعض الأحيان لمدد تصل إلى 15 عاما للحصول على مثل هذا المنزل.

ويعيش المصمم فيليب جويو مع عائلته في ميناء شانزليزيه وهو يدرك جيدا كم هو سعيد الحظ. وقال جويو الذي يعيش في المنزل العائم "جاكو" وهو سفينة شحن تم تحويلها إلى منزل عائم " لقد ولد ابني على هذا القارب وأعيش فيه مع شريكة حياتي منذ فترة طويلة ".

ويتصل جاكو بـ 46 منزلا عائما بالقرب من ساحة الكونكورد ويطل على برج ايفل. ويبلغ عمر المنزل 80 عاما وبعض المنازل العائمة المجاورة ترجع إلى أكثر من 80 عاما. ولا يتحرك أي من هذه المنازل العائمة بعيدا عن مراسيها وظلت معظمها لعقود مقيدة بنفس البقعة من نهر السين.

وقال جويو الذي أكد أنه لا يستطيع تصور الإقامة في أي مكان آخر "كل صباح أستيقظ للاستمتاع بنظرة فريدة للحياة مع الطبيعة".

وأوضح أن معظم أصحاب المنازل العائمة يعيشون على صفحة الماء منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي ذلك الوقت كانت الأمنية الكبيرة تتمثل في الحياة "بشكل مختلف". ويوجد من بين سكان تلك المنازل الأطباء ورجال الأعمال والمهندسون المعماريون .

وقال "نحن نعيش في أجواء ودية .. إذا قررت أن تعيش على صفحة نهر السين فإنك تكون قد فعلت ذلك للاقتراب من الطبيعة". وبدون ذكر أرقام دقيقة، أشار جويو إلى أن الحياة على صفحة الماء ليست رخيصة كثيرا.

ويبلغ طول الميناء حوالي كيلومتر واحد، ويمكن استخدامه فقط من جانب المنازل العائمة. ويشعر سكان هذه المنازل بالتقدير والامتنان إزاء حقيقة أن سلطات المدينة لا تستطيع تغيير أي شيء هنا والسبب في عجزها هو إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) منطقة ضفة النهر التي تمتد من جسري بون دو سولي وبون دو لينا إلى قائمة التراث العالمي في عام 1991.

وتعتبر المساحة المتاحة للمعيشة بين الميناءين الباريسيين المطلين علي القناة أصغر قليلا، ولكنها ليست أقل تواضعا . وتتفرع مباشرة القناة أمام جزيرة سان لوي في نهر السين، إلى فرعين، يتجه أحدهما إلى ميناء آرسنال . ومثلما هو الحال في نهر السين، يعيش أصحاب المنازل العائمة جنبا إلى جنب ولهم علاقات جيدة مع جيرانهم. ورغم أن هذا الميناء يوجد في وسط باريس، إلا أن وتيرة الحياة به مختلفة كثيرا.

ويوجد 180 قاربا راسيا على الرصيف الذي يبلغ طوله 500 متر والقريب من الباستيل. ومعظم المنازل العائمة هنا عبارة عن يخوت تظل متوقفة لفترات قصيرة ولكن بصفة منتظمة. وهناك عدد قليل من اليخوت التي ترسو على الرصيف بصورة دائمة منذ أكثر من 10 سنوات.

ويستأجر جوس رينار وزوجته وهما من روتردام بقعة في ميناء أرسنال خلال أشهر الشتاء علي مدار السنوات الثلاث الماضية. وكوالده وجده من قبله، كان رينار قبطانا على متن سفينة تعمل في نهر الراين.

وليس من الغريب معرفة أنه يشعر بوجود علاقة قوية مع المياه وبعد تقاعده قام ببناء يخت. ويستمتع رينار وزوجته بزياراتهما الثقافية إلى باريس عندما يقتربان بيختهما " كايروس " ليرسو في ميناء أرسنال. وخلال أشهر فصل الصيف، يتحرك الزوجان بيختهما إلى البحر.

إلا أن سكان ميناء الشانزليزيه أقل انبهارا بحياتهم في ميناء أرسنال. ولم يتحدث فيليب جويو عن هذا الموضوع تحديدا سوى بالقول لا توجد أمواج في مرفأ اليخوت.. هذه ليست حياة حقيقية على صفحة الماء

سابينه فوجل
الخميس 27 ماي 2010