نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


عمال واصحاب معامل قرب الموصل يخشون خسارة مصادر رزقهم






اربيل (العراق) - عبد الحميد زيباري - يدفع الطقس الحار حمزة حازم صاحب معمل صناعة الجص قرب مدينة الموصل شمال العراق الى ان ينهض فجرا ويتوجه الى الجبل مع عماله لجلب الحجارة، فقط عندما تكون الطريق امنة.


  ومع وقوع الموصل (350 كلم شمال بغداد) في ايدي مسلحي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" قبل نحو عشرة ايام، تشهد المناطق المحيطة بثاني اكبر مدن العراق اجواء امنية متوترة جعلت الناس تخشى تقدم المسلحين نحوها وبالتالي خسارة اعمالها ومصادر رزقها.
وعلى حمزة الذي يسكن احدى القرى التابعة لناحية برطلة على بعد 27 كلم شرق الموصل، ان يقوم فجر كل يوم بارسال عشرة عمال الى الجبل لتكسير الحجارة ونقلها لمسافة اربعة كلم مرورا بمناطق قريبة من الشارع الرئيسي الذي يربط مدينة الموصل باربيل كبرى مدن اقليم كردستان.
وقبيل نقلها، يقوم عمال اخرون بوضع الحجارة فوق بعضها البعض على شكل هرم وثم حرقها في فرن ناري لمدة 24 ساعة لكي تصبح هشة، قبل ان تتحول الى جص ابيض يستخدم في تبيض الجدران الداخلية للمنازل.
ويقول حازم لوكالة فرانس برس "لا نستطيع العمل في المنطقة اذا لم تكن تتمتع بالامان، وخصوصا لاننا نبدأ العمل في الساعة الثالثة فجرا (00,00 تغ) ولغاية التاسعة صباحا (06,00 تغ) بسبب الاجواء الحارة التي تجعلنا نتوقف بعدها".
ويقوم حازم بصناعة حوالي 70 طنا من الجص ليباع في السوق بحوالي 65 الف دينار عراقي (52 دولار) للطن الواحد.
ويضيف قائلا "اذا كانت الاوضاع الامنية غير جيدة فلا نستطيع العمل، ونبقى في المنزل، حيث ان 90 بالمئة من الانتاج تقريبا يذهب لمناطق اقليم كردستان" الذي يتمتع بحكم ذاتي.
ويتابع "لا مستقبل لعملنا بسبب توتر الاوضاع الامنية ونعتقد ان ما نقوم به حاليا هو عمل مؤقت لان الوضع الامني غير مستقر ويؤثر علينا كثيرا ولم يعد هناك اي ضمان لعملنا".
ومع سيطرة المقاتلين الجهاديين على مدينة الموصل وتراجع الجيش العراقي، قامت قوات البشمركة الكردية بملء الفراغ الامني والانتشار فيها ومنعت وصول المتمردين السنة اليها.
ويقول حازم "القوات الكردية توفر لنا الامان حاليا. كنا نخاف ان يتمدد نفوذ قوات +دعش+ (+الدولة الاسلامية في العراق والشام+)، لكن القوات الكردية تحمينا ولا نعرف رغم ذلك ماذا يخبئ المستقبل لنا".
بدوره يشير محمود احمد (52 سنة) وهو ايضا صاحب معمل للجص في المنطقة نفسها الى ان الوضع الامني المتردي جعله يشكك في العمال الذين ياتون طلبا للعمل من خارج المنطقة، خوفا من ان يكونوا عناصر في تنظيمات مسلحة.
ويوضح "نحن دائما بحاجة الى ايدي عاملة ولكن الاوضاع الامنية جعلتنا لا نعتمد الا على ابناء المنطقة ومن الذين نعرفهم لكي نجنب انفسنا المشاكل".
ويضيف "لا نريد سوى الامن والاستقرار لكي نستمر في عملنا ونعتقد ان الاوضاع ان تحسنت وبدأت حملات الاعمار والبناء في المنطقة فان عملنا ايضا سيزدهر مع زيادة الانتاج الذي حاليا يذهب للمناطق الكردية فقط".
وللعمال الذي يعملون بحسب نظام الساعة والتي يتقاضون عليها ما بين ثلاثة الى اربعة الاف دينار عراقي، ايضا معاناتهم الخاصة مع الاجواء الامنية المتوترة في المنطقة.
ويقول ثامر كاكير (30 عاما) الذي يعمل يوميا لحوالي ست ساعات في تكسير الحجارة في الجبل "الوضع غير جيد وحاليا المنطقة امنة بسبب تواجد القوات الكردية ولكن لا نعرف ماذا سيحصل لنا مستقبلا".
ويضيف "علي ان اذهب الى مركز الموصل ان احتجت الى اي شيء".
ويتابع "اضطررت يوم امس (الثلاثاء) للذهاب الى مركز المدينة ومررت بنقاط تفتيش تابعة لمسلحي +داعش+ وشاهدتهم وهم ملثمون، وهم لم يتحدثوا معنا، وجلبت الطحين والسكر".
واشار الى انه توقف عن العمل ليومين عند سقوط الموصل، لكنه عاد الى عمله في وقت لاحق رغم الخطورة الامنية.
وقال "الاعمال كلها توقفت، ولكن يجب علينا العمل، لاننا اذا لم نعمل سنموت من الجوع".

عبد الحميد زيباري
الجمعة 20 يونيو 2014