نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


كولين باول: وماذا لو كان أوباما مسلما!




"باراك أوباما ليس مسلما، كان دائما مسيحيا، لكن الإجابة الأصح هي وماذا لو كان باراك أوباما مسلما! هل هناك شيئا خطأ كون الفرد مسلما في هذه البلد؟ الإجابة لا ! نحن في أمريكا.
ألا يحق لطفل أو طفلة أمريكية مسلمة عمره 7 سنوات أن يحلم بأن يكون أو تكون رئيسا."


كولين باول: وماذا لو كان أوباما مسلما!




"باراك أوباما ليس مسلما، كان دائما مسيحيا، لكن الإجابة الأصح هي وماذا لو كان باراك أوباما مسلما! هل هناك شيئا خطأ كون الفرد مسلما في هذه البلد؟ الإجابة لا ! نحن في أمريكا.
ألا يحق لطفل أو طفلة أمريكية مسلمة عمره 7 سنوات أن يحلم بأن يكون أو تكون رئيسا."

جاءت كلمات كولين باول الهامة خلال مقابلة تليفزيونية ذكر فيها أيضا: "بكل المقاييس يمتلك أوباما Obama كل المقومات ليكون رئيسا ناجحا" ، بهذه العبارة مباشرة ودون تجميل فى الكلمات أكد وزير الخارجية الأمريكية السابق الجمهورى كولين باول Colin Powell أن مرشح الرئاسة الجمهورى جون ماكين John McCain قد جانبه الصواب فى اختيار نائب للرئيس – فى إشارة إلى سارة بالين Sarah Palin حاكمة ولاية ألاسكا Alaska – ليس على قدر مسئولية تولى مهام الرئاسة فى حال غياب الرئيس الأمريكى لأى سبب من الأسباب. ففى الأحد الماضى أعلن كولين باول Colin Powell عن دعمه الكامل للمرشح الديمقراطى باراك أوباما Barack Obama ، الأمر الذى كان محط أنظار الكثير من التقارير والبرامج الإعلامية هذا الأسبوع ، حيث اهتمت بهذا القرار ودلالاته وما يمكن أن يفعله من تأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية قبل اقل من الأسبوعين على موعد انعقادها فى الرابع من نوفمبر القادم.

ليس مجرد دعم بل رفض تام للجمهوريين
وفى برنامج ABC News قدم جورج ستفانوبولس George Stephanopoulos تقريرا حول الدعم الذى قدمه وزير الخارجية السابق للمرشح الديمقراطى باراك أوباما Barack Obama ، مؤكدا أن هذا الأمر ليس مجرد دعم قدمه احد أعضاء الحزب الجمهورى البارزين للديمقراطيين ، بل هو رفض واضح وصريح للمرشح الجمهورى جون ماكين John McCain وسياسات الرئيس الأمريكى الحالى جورج بوش George W. Bush ، ورفض للحزب الذى يمثلوه أيضا.

وأشار ستفانوبولس Stephanopoulos إلى أن كولين باول Colin Powell كان قد اجتمع بكلا المرشحين فى مطلع هذا الصيف ، وأكد لهم أن دعمه لأيا من المرشحين سوف يعتمد على أداء الحملة الانتخابية لكلاهما والنقاشات التى ستدور بينهما وما سيسفر عنه المؤتمر العام للحزبين الجمهورى والديمقراطى واختياراتهم لنائب الرئيس ، وبعد هذا الاجتماع لم يلتقى باول Powell مع ماكين McCainولكن أوباما Obama قام بالعديد من الاتصالات التليفونية مع باول Powell للحديث معه حول الكثير من الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن القومى وبعض الأمور الداخلية وعلى رأسها التعليم. ولكن الذى ساعده كثيرا فى اقتناص دعم القطب الجمهورى باول Powell كان الأداء السيئ لحملة جون ماكين John McCain واختياره لحاكمة ولاية ألاسكا Alaska سارة بالين Sarah Palin لتكون مرشحة الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس إذا ما فاز فى انتخابات الرابع من نوفمبر القادم.

وعن مدى تأثير هذا الدعم على فرص باراك أوباما Barack Obama فى اجتياز اختبار الانتخابات الرئاسية والوصول إلى البيت الأبيض ، أكد التقرير على أن هذا الدعم يعبر وبحق عن وجهة النظر المعتدلة فى معسكر الجمهوريين والمستقلين ، والتى ترى أن أوباما Obama يمكن يكون رئيسا جيدا للولايات المتحدة ، كما هذا الدعم من ناحية أخرى يدحض حجة عدم الخبرة السياسية – خصوصا فى مجالات السياسية الخارجية والأمن القومى – التى ترفعها حملة جون ماكين John McCain فى مواجهة المرشح الديمقراطى.

ماذا يعنى دعم باول..؟!
وعلى شبكة CNN أعد لارى كينج Larry King فى برنامجه الحوارى CNN LARRY KING LIVE حلقة خاصة حول إعلان باول Powell ، وفى هذه الحلقة أكد بوب شيفر Bob Schieffer المحاور التلفزيونى فى شبكة CBS أن ما فعله باول Powell ليس إلا انه قال بصوت على ما يتناقله الكثير من الجمهوريين بصورة غير علنية فيما بينهم ، وعبر عن الإحباط الذى أصاب الكثير من أعضاء الحزب خصوصا بعد اختيار سارة بالين Sarah Palin كمرشحة لنائب الرئيس.

ومن ناحية أخرى تساءل كينج King عن دور العرق فى هذا الإجراء الذى اتخذه باول Powell ، وفى هذا السياق لفت توم بروكاو Tom Brokaw – مراسل شبكة NBC أن البعض سوف يقول أن باول Powell قدم دعمه لأوباما Obama فقط لأنهما يشتركان فى نفس العرق فكلاهما أمريكى من أصول افريقية ، ولكن الأمر ليس كذلك ، لأنه بالنظر إلى أن باول Powell يعتبر من قيادات التيار المحافظ فى الولايات المتحدة ، وبعض أقطاب هذا التيار لهم رأى مختلف مع الطرح الذى قدمه بخصوص باول Powell ، ولو كان الأمر متعلق بالعرق لاعتبرنا أن الدعم الذى يحظى به المرشح الجمهورى جون ماكين John McCain من جانب احد أقطاب التيار المحافظ وهو راش ليمبوه Rush Limbaugh هو فقط لمجرد انه أمريكى ابيض مثل ماكين McCain. وأكد أن المتابع لحوارات كولين باول Colin Powell ومحاضراته التى ألقاها خلال السنوات الماضية يعى جيدا أن هناك الكثير من الأمور والموضوعات التى تشغله بعيدا عن موضوع الأعراق.

باول إضافة قوية لحملة أوباما الرئاسية
أما برنامج Meet The Press الذى يذاع على شبكة MSNBC فقد أكد على أن باول Powell - الذى كان ينظر إليه على منذ عدة سنوات انه يمكن أن يكون أول رئيس للولايات المتحدة من أصول افريقية - لم يدعم أوباما Obama لأنه مثله أمريكى من أصول افريقية بل لأنه رأى انه الأجدر بتولى ارفع المناصب فى الولايات المتحدة ، بعدما ارتكبت حملة المرشح الجمهورى أخطاء كثيرة خصوصا فيما يتعلق بمنصب المرشح لنائب الرئيس ، الأمر الذى أدى إلى إثارة الكثير من علامات الاستفهام فى ذهنه حول قدرة ماكين McCain على اتخاذ القرارات الصائبة فى الوقت المناسب.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن حملة أوباما Obama الانتخابية تعتبر هذا الدعم بمثابة الرد العملى على الانتقادات التى وجهت له فيما يتعلق بخبرته فى الشئون الخارجية ، لان نجاح أوباما Obama فى الفوز بدعم شخصية مثل كولين باول Colin Powell والذى يحظى بسجل عسكرى مشرّف باعتباره كان رئيسا لقيادة الأركان المشتركة وخبير كبير فى شئون السياسة الخارجية حيث شغل منصب وزير الخارجية السابق فى إدارة بوش Bush الابن خلال فترة رئاسته الأولى ، هذا بالإضافة إلى انه شخصية مقبولة من قبل الحزبين الجمهورى والديمقراطى.

وفى صحيفة Los Angeles Times أكد الصحفى ريتشارد بى شميت Richard B. Schmitt أن باول Powell كان من المتوقع له أن يصنع التاريخ فى الولايات المتحدة ، حيث انه كان من الممكن أن يكون أول رئيس أمريكى من أصول افريقية ، بمنافسته للرئيس الديمقراطى آنذاك بيل كلينتون Bill Clinton ، وكان فى هذا الوقت يمتلك كل المقومات التى تجعله ينافس بقوة على المنصب ، وكان الكثير من الأمريكيين يعتبروه مرشحا رائعا للرئاسة ، فقد كان من ذوى البشرة السوداء الذين ينتمون إلى تيار الوسط ، كما انه لم يكن ينتمى إلى أيا من الحزبين الكبيرين ، وعلاوة على ذلك فإنه قاد انتصار الولايات المتحدة فى حرب الخليج عام 1991 ، ولكنه خيّب آمال الكثيرين حينما أعلن فى العام 1996 أن لن يسعى إلى المنافسة على مقعد الرئاسة ، وأكد انه يفضل البقاء بعيدا عن ساحة الصراع السياسية ويعيش حياة هادئة ، كما ذكرت بعض التقارير أن زوجته ألما Alma كان لها الدور الأكبر فى مثل هذا القرار الذى اتخذه خوفا على سلامته وأمنه الشخصى ، وبدلا من ذلك اختار باول Powell أن ينضم إلى الحزب الجمهورى فى محاولة منه لخلق تأييد واسع لمحاولاته إصلاح برامج الرفاهية الاجتماعية.

ولكن الكاتب اعتبر أن ما قام به باول Powell خلال هذا الأسبوع يثبت انه ما يزال له تأثير كبير على الساحة السياسية فى الولايات المتحدة ، لان خبرته المهنية الكبيرة خصوصا فى المجالات العسكرية ، والثقل الكبير الذى يمتلكه بين الأصوات المعتدلة والعسكريين ، مما قد يدفع هذه الأصوات فى اتجاه تأييد المرشح الديمقراطى.

ليس بالقرار السهل
ولفت شميت Schmitt الانتباه إلى أن القرار الذى اتخذه باول Powell لم يكن سهلا على الإطلاق ، فتاريخه المهنى وانجازاته فى مجال الخدمة العامة ، يجعلاه مدين للجمهوريين والحزب والجمهورى ، فقد شغل منصب مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى رونالد ريجان Roland Reagan ، ثم عمل رئيسا لقيادة الأركان المشتركة للجيش الأمريكى فى إدارة الرئيس جورج بوش الأب George H.W. Bush ، نهاية بمنصب وزير الخارجية فى فترة رئاسة بوش الأب George W. Bush الأولى. ولكنه ما كان ليضحى بكل هذا إلا لأنه رأى الولايات المتحدة يسودها الخلاف والفرقة ، الأمر الذى جعلها تسير فى الاتجاه الخاطئ ، كما عبر عن ذلك غالبية المواطنين الأمريكيين فى استطلاعات الرأى التى جرت بخصوص هذا الأمر ، وذلك لم يكن قراره فى كل الأحوال بالأمر السهل فالمؤكد انه قد فكر فيه كثيرا قبل أن يعلن عنه.

ورغم ذلك تظل الحقيقة التى عبرت عنها استطلاع الرأى الذى قام به مركز جالوب Gallup لاستطلاعات الرأى لاختبار مدى تأثير هذا الدعم الذى حظى به أوباما Obama على نتيجة الانتخابات الرئاسية ، حيث أشارت هذه النتائج إلى أن ثمانية من بين كل عشرة أمريكيين على دراية تامة بهذا الدعم ، ولكن فى نفس الوقت أشارت البيانات إلى أن هذا الدعم لن يكون له تأثير كبير على خيارات الناخبين ، فنسبة 12% فقط من الذين يعلمون جيدا عن هذا الدعم و8% من إجمالى الناخبين المسجلين أكدوا أن قرار باول Powell بالتصويت لصالح أوباما Obama جعلهم أكثر ميلا للتصويت لصالحه فى الانتخابات.




محمد الجوهري
الاربعاء 5 نونبر 2008