نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


مدريد تحتفي بالإنطباعيين وتقدم مونيه ومانيه وسيزان ورينوار وبيسارو تحت سقف واحد




مدريد - راكيل ميجيل – لقد جاء الوقت لخرق الكليشيهات والقوالب حول ظهور الانطباعية وعرضها بكل مافيها من تعقيد وتناقضات: و هذا هو الهدف الذي يسعى إليه المعرض الذي يضم 90 نموذجا من أكبر وأبرع اللوحات الفريدة، ومن بينها أعمال كل من "مانيه" و"مونيه" و"رينوار" و"سيسلاي" و"بيسارو" و"سيزان".. نقلت عن طريق" موزيه أورساي دو باري" أو "متحف أورساي باريس"، والتي ستظل متاحة للجمهور حتى الثاني و العشرين من ابريل/ نيسان في "مؤسسة مابفري مدريد".


لوحة
لوحة
على العكس مما ينتج عن قراءة غاية في التبسيط، فظهور الانطباعية لم يفترض قطع أو خرق جذري، ومجرد للفن الأكثر استقرارا وأكاديمية في أواخر القرن التاسع عشر في فرنسا وانما كان للتعايش والاندماج والتكامل والتأثر بالحركات الأخرى التي تمتعت بشئ مشترك، وهو التحدي الذي استلزم في نسيجه ومضمونه صياغة ولادة العالم الحديث.

ويعتبر معرض "الانطباعية – نهضة جديدة" الذي يقام في مدريد تحت رعاية كل من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي والعاهل الإسباني، خوان كارلوس، هو في نهاية الأمر "تعميق لجذور العالم الحديث عن طريق الفن"، وذلك بحسب وصف البرتو مانثانا مارتوس، رئيس المركز الثقافي لمؤسسة مابفري، موضحا أن المعرض يعد واحدا من أكبر معرضين يستضيفهما حاليا "متحف أورساي" خارج أسواره.
ومن المقرر أن يستضيف المعرض بعد ذلك كل من متحف الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو والمركز الأول للفنون البصرية في ناشفيل.

ويتابع مارتوس "وهكذا نرى أن الحداثة هي المحور الذي يتمم ويوحد المعرض، ليقدم رؤية غريبة وغير مألوفة إلى حد كبير". من جانبه يرى جي كوجيفال، رئيس "متحف أورساي" ان مجموعة من الأعمال المختلفة والمتفرقة هي التي جمعت هذا المعرض للمرة الأولى، والتي تم فصلها في المعرض الفرنسي ذاته بهدف شرح تعقيد لحظة التحدي التي جمعت كل هؤلاء الفنانين.

و يدور المعرض في فلك معرض الانطباعية الأول عام 1874 في باريس، وهو العام الذي يتزامن مع تأسيس متحف لوكسمبورج لعرض أعظم الأعمال الأكاديمية الحاصلة على جوائز "الصالون الفرنسي" وسن ما يسمي بـ"الموضة الفنية". وهكذا تجسد التعايش بين الانطباعية والأكاديمية وبين كلاسيكية "بوفي" و"تشابانيس"، وأحلام "جوستاف مور" الرمزية وواقعية "كوربي".

و يعتقد ستيفان جيجان وأليس تومين، منسقا المعرض، أن أفضل عارض لهذا التعقيد: "ايدوار مانيه". والذي افتتح و اختتم المعرض بأعماله. واعتبر "مانيه"، الذي قدم بعض من أعماله في الصالون، الفنان الكبير للحظة التي جسدت كل ثراء ومتناقضات المرحلة ليتحول بعد ذلك إلى مرجعية بالنسبة لمجموعة الفنانين الجديدة.

وفقا لما ذكره القائمون على المعرض فإن لوحة "البيفانو" أو "عازف الناي" (1866) العمل الذي افتتح به المعرض، والتي تعد أفضل ما لخص تعقيد الفنان وحداثته الثورية وتمسكه بالتقاليد؛ وربما لذلك تم رفضها في صالون باريس.

و نعكس أولى محاولات تكوين مجموعة طليعية على "مدرسة باتينيول" التي ولدت من رحم اجتماعات "مقهي جيربوا". هناك من أبدوا ما يسمي بالزمالة ومن بينهم "ورشة عمل فانتي-لاتور في باتينيول" و"ورشة عمل بازيل" و"بورتريهات رينوار الهجينة" و"مونيه"، تلك الزمالة ولدت بين هؤلاء الفنانين الذين أرادوا تقديم وتوضيح خرق جمالى ومعنوي.

لكننا لم نعزلهم عن العالم، وقد ظهر ذلك في تأثير المدرسة الانطباعية الاسبانية، بفنانيها "موريو" و"ريبيرا" وبالأخص "دييجو بيلاثكيث" بموضوعاتهم اليومية والاعتدال والقناعة والاقتصاد والأموال. أثرت أعمال هؤلاء على "كوربيه" و"روبو" و"كارلوس" و"دوران" و"ليفيبربه"، كما حدث في نموذج القاعة المخصصة للدراسات الاسبانية الباريسية، فهناك نستطيع أن نري بورتريه للقائد "بريم" من أعمال هنري رينيو.

احدى الصالات الأخري مخصصة لـما يطلق عليه "العام الرهيب"، هذا العام شهدت فيه فرنسا لحظة درامية: الحكومة العامة (الكومون) وحرب فرانكو البروسية، مما فرض ضياع الفنانين، خاصة مع الاحساس بأن العالم ينتهي- فقد قتل كل من "بازيل" و "رينيو" في المعركة، في حين أن "مونيه" و"بيسارو" لاذا بالفرار، وآخرون تطوعوا في الجيش. تعد أعمال مثل: "الكرة الأرضية" و"الحمامة" للفنان "تشابان"، و"حصار باريس" للفنان "ميسونييه" من أفضل معروضات اللحظة.

الجزء الثاني يذكرنا بواقعية "ميييه" التي لاتزال حية وظاهرة الحداثة في صالون باريس في آن واحد مع أعمال الانطباعية الكلاسيكية.. هذا ما نراه في "محطة سان لازار" للفنان "مونييه"، والتي تمثل كمال واتقان التقنية الانطباعية الجديدة، وفي "الأرجوحة" للفنان "رينوار"، كذلك نراه في "درس الرقص" للفنان "ديجا"، وهو عمل يعد "لقطة سريعة" للحياة الحديثة وتجديد الكلاسيكية. ولن ننسي كل من "سيسلاي" و"بيساررو" و"سيزان" وبصماتهم التي تركوها على هذه القاعة.

و جاءت في النهاية الحلية الذهبية التي زينت رأس الصالون الباريسي، وتوجت بها الأعمال المعروضة - وضعها الفنان "مانيه" في نهاية حياته المليئة بالسياسة، بأعمال مثل: "بورتريه جورج كليمونسو"، ولم يتوان عن المشاركة في صالونات أخرى بأعمال كنموذج "سيدة المراوح" (ويقصد بها امرأة من المشجعيين) و "بورتريه ستيفان مالارميه". وكما يقول "مانثانو": في نهاية الأمر كانت لوحة فنية متشربة وغارقة في الفضيلة وأسيرة للالتزام برواية الواقع الجديد.

راكيل ميجيل
الجمعة 19 مارس 2010