نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


صوت المؤذن "القادم من السماء" يصدح في شوارع القدس





القدس -ستيفاني جاركل - تتدفق مشاعر الود والسكينة في قلب فراس القزاز عندما ينشد بضع نغمات وعدد من الترانيم الإسلامية، حيث تتوارى أية مشاعر للإحباط تكون قد تراكمت منذ أن صدح صوته آخر مرة فوق شوارع القدس.

ويخطو القزاز صوب مكبر الصوت بالمسجد، ويبدأ في ترديد الآذان التقليدي "الله أكبر .. الله أكبر".


 
ويتوجه القزاز كل يوم إلى المسجد الأقصى، والذي يطلق عليه "الحرم القدسي الشريف" نظرا لمكانته الرفيعة لدى المسلمين، قادما من منزل أبويه القريب لكي ليؤدي الآذان داعيا المسلمين لأداء إحدى الصلوات الخمس اليومية.

وعندما يصل إلى المسجد يرتدي عباءته البيضاء وغطاء رأسه ذا اللونين الأسود والأبيض قبل أن يؤدي الآذان، ويوضح القزاز الذي يرتدي في الأوقات العادية سروالا من الجينز وسويتر قائلا "إن ارتداء زي خاص هو جزء من الوظيفة".

ويضيف أن "المشاعر الروحانية لهذه الترانيم الدينية هي التي جذبتني إلى هذا المجال"، مشيرا إلى أنه يحب الإنشاد الديني منذ نعومة أظفاره، ويوضح أن قيامه بترتيل القرآن أثناء تجمع عائلي حصد إشادة بالغة من المستمعين، الذين أعربوا عن إعجابهم قائلين إنه "يتمتع بصوت قادم من السماء".

ويقول القزاز إنه عندما كان في الرابعة عشرة من عمره سمعه ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل وهو يؤدي الآذان في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وعرض فيما بعد أن يساعده على الدراسة بالخارج، ويضيف "لكن أمي رفضت ذلك العرض لأنني كنت صغيرا جدا".

وبدلا من ذلك توجه القزاز إلى مصر عندما بلغ 18 عاما من عمره، لدراسة التجويد - وهو الطريقة الصحيحة لترتيل القرآن - بجامعة الأزهر في القاهرة، وتركزت المناهج الدراسية أساسا على الدراسات الدينية ودروس في الإنشاد.

ويرى ماركو شوللر أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مونستر الألمانية أن التجويد يعد فنا يمثل تحديا لقدرات المرء، ويقول "هناك أطنان من القواعد متناهية الصغر، مثل كيف ومتى يمكن رفع نغمة الصوت، أو أحكام مد المقطع من الآية".

ويختلف المؤذنون من حيث مستويات فهم أحكام التجويد، وفي هذا الصدد يقول شوللر "هناك مساجد كثيرة في تركيا لديها مؤذنون دائمون أكملوا دراسة أحكام التجويد والتدريب عليها، ولكن في المساجد الأصغر حجما أو تلك الموجودة في الأقاليم يتولى المؤذن تنظيم كل شيء".

ويعمل القزاز موظفا بالوقف الإسلامي الذي يدير المسجد الأقصى، ويقل مرتبه عن الحد الأدنى للأجور في إسرائيل.

ويوضح عمر عوض الله كيسواني مدير الوقف الإسلامي أنه يوجد بالمسجد الأقصى في الوقت الحالي ما إجماليه ثمانية مؤذنين أو أشخاص آخرين يؤدون الآذان.

ويجب على هؤلاء المؤذنين أن يكونوا على دراية - إلى جانب أشاء أخرى - بالشريعة الإسلامية بالإضافة إلى التلاوة الصحيحة للقرآن، ويقول كيسواني "إن المؤذنين بالمسجد الأقصى يتميزون بأصوات جميلة".

ومع ذلك فلا يمكن القول بأن الجميع في القدس يرون أن الآذان للصلاة يتسم بالجمال.

ففي آذار/مارس الماضي وافق البرلمان الإسرائيلي على مشروع قانون في القراءة الأولى له يمكن أن يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت في الآذان، تحت دعوى أن أصوات المؤذنين تزعج السكان، وينظر كثير من الفلسطينيين إلى هذا القانون باعتباره هجوما موجها إلى المسلمين، وأدانت كل من الأردن وتركيا القانون بشكل قاطع.

ومع ذلك فإن القانون - الذي يحظر في صيغة منه استخدام مكبرات الصوت في الآذان تماما، بينما تحظر صيغة أخرى الآذان خلال الفترة بين الساعة 11 مساء إلى السابعة صباحا - سيصبح ساري المفعول بعد أن تتم الموافقة عليه في ثلاث قراءات منفصلة، ولم يطرح للنقاش مؤخرا في البرلمان.

ولم يفصح القزاز عن رأيه إزاء مشروع القانون، ولكنه بدلا من ذلك فضل أن يتحدث عن تراث أسرته الديني المستمر منذ قرون، ويقول إن والده لا يزال حتى يومنا هذا يتوجه إلى المسجد الأقصى لأداء الآذان.

ومع ذلك يقول القزاز إنه يحاول أن يضع في اعتباره الوقت المناسب من اليوم لأداء الآذان، ويقول "إنني أحاول ألا أزعج الناس، وعندما تستيقظ من النوم يكون كل شيء طازجا، وعند الفجر يسود إحساس خاص به، إنه شعور بالهدوء والسكينة".

ستيفاني جاركل
الاربعاء 16 غشت 2017