نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


قمة التنوع والاختيارات المتعددة في السوق المكسيكي بألف نكهة






موريليا - ناتاليا راموس - يمتاز كل بلد بخصائص معينة ربما تكون الحضارة والتاريخ أو الشواطئ الساحرة وفي بعض الأحيان الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة، ولكن حتى اذا لم يتوفر كل هذا فإن أي دولة لا بد وأن تتميز بمطبخها الخاص الذي يأتي غالبا انعكاسا لما يوجد في أسواقها.


 
وتزخر المكسيك بالأسواق المكتظة متنوعة المنتجات التي تبدأ منذ ساعات الصباح الأولى، حيث لا يقتصر هذا على القرى فقط بل يمتد للكثير من مدن البلد اللاتيني الشهير.

تتواجد كل أشكال المنتجات في هذه الأسواق من فاكهة وخضروات ولحوم وأسماك وحبوب ومعجنات التورتيلا، وليس هذا فقط بل كما يحدث ببعض الدول العربية يوجد أيضا بائعون للأحذية والأدوات المعدنية، ولكن باستثناء العنصرين الأخيرين يمكن القول إنها تمثل المطبخ المكسيكي بكل جدارة.

تقف الطاهية أرسليا دومينيجز على عربة للطعام بسوق الاستقلال، أحد أقدم الأسواق، في مدينة موريليا عاصمة ولاية ميتشواكان وهي تدعو الأشخاص الذين يمرون من أمامها "تفضلوا.. ما الذي تفضلون تناوله؟ حساء الأرز؟ أم حساء الدجاج؟ أم حساء اللحم؟".

ويضم قطاع الأطعمة الواقع بوسط سوق الاستقلال 20 منفذا لشراء الطعام من أصل 700 منفذ لبيع المنتجات بمختلف أنواعها في ذلك المكان الذي تتميز أجواءه بطابعها الودي، فيما أن الخدمة ذات طابع عائلي كما أن طريقة إعداد الأطباق ذات نكهة منزلية للغاية.

يجلس الزبائن لتناول الطعام من على منضدة خشبية دون حاجة للسرعة وهم محاطون بأفران موقدة وأوعية من الفخار والكثير من الوصفات الناجحة الطازجة، التي تشكل جزءا من عادات المطبخ في ولاية ميتشواكان والمكسيك عامة.

وتشير دومينيجز إلى الأطباق التقليدية التي تعدها كل يوم قائلة "فلفل التشيلي المحشو ولحم الخنزير والفاصولياء المهروسة ، مقادم الخنزير بالصلصة الخضراء أو الحمراء وعجة البطاطس وقطع الفلفل الرومي الأخضر المقلية و كرات اللحم بصلصلة الطماطم ولحم الستيك معد بثمان طرق مختلفة وحساء الأرز الأبيض مع الخضروات.. إنها عامة 10 أطباق، مع وجود اثنين مختلفين في كل يوم".

ويجب اضافة طبق الـ"كورنوداس" لهذه القائمة المطولة والذي يعد من أشهر الأطباق في ميتشواكان والذي يتم اعداده من الذرة ويقدم مع قطع الفلفل والصلصة والكريمة والجبن.

تقول الطاهية يولاندا مارتينيز التي تمتلك منفذا للطعام في سوق الاستقلال منذ 20 عاما "التواجد هنا يمنحنا ميزة كبيرة، إذا طلب الزبائن أي شيء أخر غير موجود في قائمتنا للطعام، يمكننا إعداده سريعا لأن كل المكونات قريبة من أيدينا في السوق".

واعتبرت الطاهية أن الفارق مع المطاعم أن الأخيرة في الكثير من الأحيان تستخدم المنتجات المجمدة فيما أن الوضع بالنسبة لهم يختلف لأن منافذ الأطعمة في سوق الاستقلال تقدم المكونات الطازجة.

وتقدم منافذ الطعام في السوق لوجبة الظهيرة وجبتين الأول تتكون من طبق رئيسي وحساء وتورتيلا ومياه مزودة بنكهة وفقا لاختيار العميل أما الثانية فتتكون من طبق واحد حيث تتراوح تكلفة كل منهما من 30 إلى أربعين بيزو أي من دولارين إلى ثلاثة. ولا تغلق منافذ الطعام في أي يوم من أيام الأسبوع وتظل مفتوحة من الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء وهو الموعد الرسمي للسوق، ومن كثرة الضغط فإن الطاهيات لا يحصلن على أوقات للراحة تقريبا.

وصرحت دومينيجز /52 عاما / والتي تعد ثالث سيدة من نفس العائلة تعمل في هذا المنفذ الذي افتتحته جدتها منذ 49 عاما تقريبا في 28 كانون أول / ديسمبر 1966، أن "الطهي من أكثر المهن تضحية بسبب المجهود المستمر والوقت الذي يتطلبه".

وترى الطاهية المخضرمة أن دخول بائعين قادمين من مدن وولايات أخرى تسبب في "تراجع مميزات السوق بعض الشيء حيث انخفض الطابع العائلي للمكان، في ظل وجود جشع ملحوظ من بعض البائعين الذين يرغبون في الحصول على أفضل مقابل مادي على حساب الجودة أحيانا".

واعتبرت دومينجيز، التي سبق لها العمل كممرضة، أن الخدمة الجيدة ومعاملة العملاء بطريقة لائقة يعد أهم أولوياتها، وهو الأمر الصحيح فأحد الزبائن ويدعى دييجو مونتويا يتناول وجبة الظهيرة الخفيفة عندها يوميا منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يعمل بالقرب من السوق ووفقا لما قاله فإنه يلقي "معاملة كما لو كان بالمنزل، في ظل طابع ودي للغاية".

يذكر أن السوق شيد فوق مستنقع كان يقع في محيط المدينة بشكلها القديم، ولكنه في الوقت الحالي وبمرور الزمن أصبح في وسط موريليا.

ولا يزال سوق الاستقلال يحتفظ ببعض الأنشطة اليومية التي تعود لفترات قديمة في الزمن والخاصة بعرق بورهيبيتشا من السكان الأصليين الذين كانوا يتبادلون منتجات ريفية بوجبة من الطعام اللذيذ وفقا لنظام المقايضة الذي كان معمولا به في تلك الفترة.

ناتاليا راموس
الاحد 26 أبريل 2015