نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


معركة حول كل سنتيمتر على متن الطائرات في الدرجة السياحية




هامبورج - جان أهرنبرج - قد تكون الرحلات الجوية منخفضة الأسعار جيدة بالنسبة لجيبك، ولكن هل ثمة احتمال في أن تكون مميتة ؟ إذا قرأت جميع التعليقات المنشورة في مواقع التدوين الإليكترونية الخاصة بالسفر، قد يتولد لديك انطباع بأن المسافرين يعتبرون أنفسهم محظوظين إذا بقوا على قيد الحياة بعد ركوبهم الدرجة السياحية بالطائرات.


وظهرت وجهة نظر عامة ترى أن الجلوس بشكل مكدس داخل الطائرة يعوق تدفق الدم في الدورة الدموية وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بالجلطات.
وفي الحقيقة فإن السفر الجوي الرخيص غير مريح، ولكنه من النادر أن يتسبب في الوفاة، وهو في الحقيقة يتعلق بسعي الشركة إلى تحسين إيراداتها عن طريق خفض التكلفة، وهذا يتم ترجمته على أساس أن المساحة تعني المال، وكلما انخفض سعر تذكرة الطائرة كلما حصل الراكب على مساحة أقل يتحرك فيها الكوع والركبة والرأس.

ويشير رالف جود رئيس معهد أنظمة قمرات الطائرات بجامعة العلوم التطبيقية بمدينة هامبورج إلى أن " التصميم التخطيطي لقطاع الطائرة المخصص للركاب يحدده أساسا النموذج التجاري لكل شركة للخطوط الجوية ".

ويقول إن شركات الطيران تبحث بشكل محموم عن طرق لضغط أو إقحام مزيد من المقاعد داخل الطائرة بهدف تقليص التكلفة، وفي نفس الوقت خفض الإنبعاثات الكربونية، وفي هذا المسعى يتم حاليا حتى مراجعة وزن المقاعد.

ويضيف جود إنه " في الطائرات التابعة لخطوط لوفتهانزا توجد طرازات للمقاعد ستطرح للاستخدام عبارة عن مجرد إطارات معدنية في الأساس مغطاة بالقماش، وهي تشبه تقريبا المقاعد التي توضع بالحدائق "، وتقل هذه المقاعد في الوزن عن الطرازات القديمة بنحو 8ر3 كيلوجرامات.

وحيث أن الدرجة السياحية للطائرة من طراز الإيرباص يوجد بها 120 مقعدا، فإن طرازات المقاعد الجديدة تعني توفير في الوزن يبلغ إجماليه نصف طن تقريبا، وتقول شركة لوفتهانزا إن ذلك يمكن أن يعني تخفيض استهلاك الوقود بنسبة 43 طنا سنويا لكل طائرة.

وقد يتولد انطباع إيجابي لدى الراكب من التأثير البيئي الأفضل لمقعده الجديد على الطائرة، غير أن ذلك يعني أنه سيشغل مساحة من الطائرة تبلغ 75 سنتيمترا فقط، حيث تقاس المساحة اعتبارا من ظهر مقعد الراكب إلى ظهر المقعد الذي أمامه.

ويوجد بعض الأساليب للحصول على مساحة صغيرة أكبر في الدرجة السياحية كما يشير أندرو يانج الذي يعمل بالبوابة الإليكترونية للاستشارات حول السفر جوا " سيت جورو "، ولكن الراكب سيحتاج إلى فهم أساسيات تخطيط وضع المقاعد قبل أن يحجز تذكرته.

وأكثر الطائرات استخداما هذه الأيام هي من طراز بيونج 737 والإرباص A320، وهي مزودة بشكل تقليدي بتصميم تخطيطي يضم ستة مقاعد في كل صف، ثلاثة منها على كل جانب من الممر الأوسط، وتتيح المقاعد عادة مسافة بين المقعد الأمامي والذي يليه تتراوح بين 74 إلى 79 سنتيمترا.
وهذه المسافة ليست مريحة تماما، غير أنه يمكن تحملها أثناء الرحلات الجوية القصيرة، والتي تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات.

ويشير وونج إلى أن أقصر مسافة مسموح بها قانونا بين المقعدين هي 71 سنتيمترا، والتي تستفيد منها أيما استفادة شركة خطوط " ريان أير " ومقرها أيرلندا وهي تقدم أسعارا مخفضة لرحلاتها. ويجب على الشركات التي تسعى لزيادة الراحة على الرحلات قصيرة المدى إعطاء مزيد من الاهتمام لمسألة تخيص مقاعدها بدلا من الاهتمام باسم الشركة، حيث أن هذه الشركات اصبحت تنفذ أساليب شحيحة بالنسبة للمسافات بين المقاعد.

والمقاعد الواقعة خلف الحاجز أو في الصف الذي توجد فيه مخارج الطوارىء هي التي يجب على الراكب أن يسارع بحجزها لأنها تتيح مساحة أوسع لمد الساقين.

غير أن هذه المقاعد تنفد بسرعة لتكالب الزبائن عليها. وبالنسبة للرحلات التي تستغرق وقتا طويلا من المفيد أن تجرى مقارنة بين أسعار الشركات التي تعرضها، وهنا تصبح المنافسة أكبر، فمن ذا الذي يريد أن يجلس في رحلة تستغرق ست أو ربما عشر ساعات وهو مضغوط مثل قطع السردين ؟.

ويوضح ونج أنه من المفيد دراسة بيانات المقاعد في كل شركة طيران، والقاعدة هي أن المسافة بين كل مقعد والمقعد الذي أمامه تتراوح بين 79 إلى 81 سنتيمترا، وتشمل الإستثناءات شركة الخطوط الجوية التايلاندية وهي من أفضل الشركات التي يمكن المقارنة معها والتي تتيح مسافة تتراوح بين 83 إلى 86 سنتيمترا.

وتعد المسافة بين كل مقعد والذي أمامه عاملا من عوامل الراحة، وميزة الحصول على مسافة 47 سنتيمترا بدلا من 43 سنتيمترا هي شيء سيقدره جميع الركاب وليس فقط الراكب البدين في نهاية رحلة جوية طويلة. وبالتالي فمن الأنباء السيئة التي ترددت النبأ الذي يقول إن بعض شركات الخطوط الجوية تجرب بالفعل وضع صفوف داخل الطائرة تستوعب عشرة مقاعد داخل مساحة تستوعب أصلا تسعة مقاعد.

ويقول رينيه دانكفيرث نائب رئيس إدارة الأبحاث والتطوير بشركة ريكارو الألمانية لتخطيط مقاعد الطائرات إن " مكان الركاب على الطائرة هو أحد أكثر مناطق العقارات سعرا في العالم، ولذلك فهناك معركة على كل سنتيمتر مربع من المساحة على متنها ".

ويضيف مطمئنا " هناك مساحة ما تركت للتحسين عندما يتعلق الأمر بالراحة وبيئة العمل على متن الطائرة "، وتم إنقاص عدد المقاعد الأكثر جدة تدريجيا حتى يكون لدى الراكب مكانا واسعا لراحة ذراعيه، وكذلك مساحة ليتحرك عليها وهو جالس على المقعد. والسؤال الآن هو هل سيكون هناك في وقت ما مساحة أكبر مرة أخرى لراكبي الدرجة السياحية ؟.

وتتسم إجابة دانكفيرث بالحذر. ويقول " إن الأمر مرهون بالتطور التكنولوجي، فإذا أصبحت الطائرات الأسرع من الصوت منتشرة على المدى البعيد فستصبح المساحات المخصصة للركاب على هذه الدرجة أقل اتساعا "، ويرجع السبب في هذا إلى أن جميع الرحلات الجوية ستماثل الرحلات القصيرة في زمن الرحلة.

ويضيف دانكفيرث " غير أنه من الممكن حدوث العكس، فإذا تم تشغيل الطائرات التي تعمل بالطاقة الشمسية مثل تلك التي يتم تجربتها حاليا، فسوف تقل سرعة الرحلات الجوية "، وستزيد الرحلات الطويلة من حافز شركات الطيران للسماح بمزيد من المساحة بين مقاعد الركاب لاسترخاء أقدامهم.

جان أهرنبرج
الخميس 30 أكتوبر 2014