وجرى تقديم العرض في قاعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة بفضل مبادرة شبان يعملون في شركة (عين ميديا) التي تعنى بالمجال الإعلامي.
وأبدى الشاب مجدي عمار وهو في نهاية العشرينيات من عمره سعادته بمتابعة عرض سينمائي داخل قاعة عامة في غزة لأول مرة في حياته، وقال إنه استمتع كثيرا بالعرض.
وأضاف عمار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه يعتقد أن تقديم عروض سينمائية في غزة تأخر كثيرا لكنه سعيد بأن يحدث ذلك أخيرا لما في ذلك من أجواء ظل مع أبناء جيله يفتقدون تجربتها.
وشاركت الطالبة الجامعية مي كرم الرأي نفسه، وعبرت عن بهجتها من مشاهدة الفيلم مع صديقاتها وقضاء وقت ترفيه مميز عما اعتادوا عليه في ظل الحياة التقليدية في قطاع غزة.
واضطرت معظم دور السينما وصالات العرض في غزة لإغلاق أبوابها عام 1987 بعد أن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبروز التيارات الإسلامية حيث أصبح السكان يخافون ارتيادها بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وعند قيام السلطة الفلسطينية عام 1994 أعيد افتتاح داري عرض في غزة لكنها سرعان ما أغلقت أبوابها عام 1996 بعد اندلاع مواجهات بين نشطاء من حركة "حماس" والأمن الفلسطيني.
غير أن المبادرة الشبابية لإتاحة المجال لعودة العروض السينمائية وفرت الفرصة لعشاق السينما لحجز موعد مع إمكانية مشاهدة أفلام مرتين أسبوعيا، علما أن البرنامج كان انطلق بعرض واحد أسبوعي ثم تم إضافة عرض آخر استجابة لتزايد طلبات الحضور.
وكانت التجربة بدأت بعرض فيلم (معطف كبير الحجم) قبل نحو شهرين للمخرج الفلسطيني المقيم في الأردن نورس أبو صالح والذي أنتجه في العام 2013.
وفي حينه طلب أبو صالح من شبان من غزة تأمين وسيلة عامة لعرض فيلمه الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية بطابع درامي في الفترة من عام 1987 إلى غاية عام 2011 وهي الفترة التي شهدت فشل جهود السلام وانتفاضتين مناهضتين لإسرائيل.
وروج الشبان بعد إتمام التجهيزات اللازمة للعرض عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت ليحظوا بإقبال واسع.
وقال مسؤول برنامج "سينما غزة" حسام سالم إنه "بعد عرض الفيلم المذكور بدأ الجمهور يسألنا عن ماهية العرض المقبل والأفلام التي ستعرض بعد ذلك"، مضيفا أن شغف الجمهور بالمتابعة والحضور شجعهم على الاستمرار.
وأوضح سالم أنهم تغلبوا بصعوبة على توفير مكان العرض عبر قاعة جمعية الهلال الأحمر وهو مكان عادة ما يستخدم لإقامة الاحتفالات وتقديم العروض التقليدية.
كما أن سالم اشتكى من صعوبات في الحصول على الأفلام، متأملا مع ذلك تخطى كل العقبات " من أجل المساهمة في إحياء ثقافة عروض السينما من جديد في غزة لإعادة الروح الجميلة لمجتمع غزة بعيدا عن حياة الحروب والعنف".
وحاول منظمو العروض توفير جو مشابه لدور السينما، لكن فقدان البيئة المناسبة لذلك اضطرهم لعرض الأفلام عبر جهاز عرض بصري (بروجكتور) لعدم توفر شاشة عملاقة لذلك.
ويدفع الراغبون بحضور فيلم تذكرة بعشرة شواقل إسرائيلية (2.5 دولار أمريكي) ويقول القائمون على البرنامج إنها تذهب بدل إيجار للقاعة ولتوفير لوازم أخرى.
ويلاحظ في قاعة عرض الأفلام افتقادها للحد الأدنى من التجهيزات الفنية المعتادة في دور عرض السينما في الخارج إلا أن الجهور أظهر رضاه الشديد على الأقل كمرحلة أولى لاستعادة ثقافة السينما في غزة.
وقال الكاتب المسرحي من غزة حسام سالم خلال أحد العروض ضمن برنامج "سينما غزة" إن البرنامج يشكل بارقة أمل وفرصة بأن تجد العروض السينمائية طريقها الثابت في القطاع.
وشدد سالم على أن أجواء متابعة الأفلام السينمائية داخل قاعة عامة هي أجواء مميزة لا يعوضها بالنسبة لعشاق السينما من المتخصصين والعامة كل وسائل الانترنت والاتصال الحديث.
وأشار إلى أن لقاعة العرض السينمائي أجواء حميمة جذابة من شأنها أن تعوض سكان قطاع غزة عن الكثير من واقع الحصار وجولات العنف المتتالية والاضطرابات السياسية المستمر منذ سنوات.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف عام 2007 ويواجه سكانه البالغ عددهم زهاء مليون و900 ألف نسمة مصاعب شديدة في مغادرة القطاع للسفر.
وكانت السينما مزدهرة جدا في غزة في خمسينيات القرن الماضي عندما كان القطاع الساحلي يخضع للسيطرة المصرية. وفي حينه كان سكان غزة يرتادون دور العرض لمشاهدة الأفلام العربية والأجنبية المتنوعة.
ويظهر مبنى "سينما النصر" القديم في وسط غزة شاهدا على طول الانقطاع في العرض السينمائي في المدينة وسط ملصقات الأفلام المهترئة والجدران المحترقة. وعملت سلطات حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 خلال السنوات الماضية على إنتاج عدة أفلام تتحدث عن تمجيد قيادات في الجناح العسكري للحركة "كتائب القسام" كانوا قضوا في مواجهات مع إسرائيل.
لكن ذلك لم يترافق مع أي دعم حكومي لإعادة تأهيل دور العرض السينمائي المهمشة. وقال المسؤول في وزارة الثقافة في غزة عاطف عسقول إن الوزارة تدعم أي حراك ثقافي لاستئناف العروض السينمائية بما يبث السعادة في نفوس الفلسطينيين وهي على استعداد لتوسيع مثل هذه الأنشطة طالما ظلت ملتزمة بـ"الضوابط المجتمعية".
وأشار عسقول إلى أن دور العرض الموجودة في قطاع غزة ليست حكومية وعددها محدود، وأن نقص الإمكانيات بسبب غياب الموازنات والدعم يجعل الأموال المحدودة تُصرف على أولويات أخرى بعيدا عن عمليات تأهيله.
وأبدى الشاب مجدي عمار وهو في نهاية العشرينيات من عمره سعادته بمتابعة عرض سينمائي داخل قاعة عامة في غزة لأول مرة في حياته، وقال إنه استمتع كثيرا بالعرض.
وأضاف عمار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه يعتقد أن تقديم عروض سينمائية في غزة تأخر كثيرا لكنه سعيد بأن يحدث ذلك أخيرا لما في ذلك من أجواء ظل مع أبناء جيله يفتقدون تجربتها.
وشاركت الطالبة الجامعية مي كرم الرأي نفسه، وعبرت عن بهجتها من مشاهدة الفيلم مع صديقاتها وقضاء وقت ترفيه مميز عما اعتادوا عليه في ظل الحياة التقليدية في قطاع غزة.
واضطرت معظم دور السينما وصالات العرض في غزة لإغلاق أبوابها عام 1987 بعد أن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبروز التيارات الإسلامية حيث أصبح السكان يخافون ارتيادها بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وعند قيام السلطة الفلسطينية عام 1994 أعيد افتتاح داري عرض في غزة لكنها سرعان ما أغلقت أبوابها عام 1996 بعد اندلاع مواجهات بين نشطاء من حركة "حماس" والأمن الفلسطيني.
غير أن المبادرة الشبابية لإتاحة المجال لعودة العروض السينمائية وفرت الفرصة لعشاق السينما لحجز موعد مع إمكانية مشاهدة أفلام مرتين أسبوعيا، علما أن البرنامج كان انطلق بعرض واحد أسبوعي ثم تم إضافة عرض آخر استجابة لتزايد طلبات الحضور.
وكانت التجربة بدأت بعرض فيلم (معطف كبير الحجم) قبل نحو شهرين للمخرج الفلسطيني المقيم في الأردن نورس أبو صالح والذي أنتجه في العام 2013.
وفي حينه طلب أبو صالح من شبان من غزة تأمين وسيلة عامة لعرض فيلمه الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية بطابع درامي في الفترة من عام 1987 إلى غاية عام 2011 وهي الفترة التي شهدت فشل جهود السلام وانتفاضتين مناهضتين لإسرائيل.
وروج الشبان بعد إتمام التجهيزات اللازمة للعرض عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت ليحظوا بإقبال واسع.
وقال مسؤول برنامج "سينما غزة" حسام سالم إنه "بعد عرض الفيلم المذكور بدأ الجمهور يسألنا عن ماهية العرض المقبل والأفلام التي ستعرض بعد ذلك"، مضيفا أن شغف الجمهور بالمتابعة والحضور شجعهم على الاستمرار.
وأوضح سالم أنهم تغلبوا بصعوبة على توفير مكان العرض عبر قاعة جمعية الهلال الأحمر وهو مكان عادة ما يستخدم لإقامة الاحتفالات وتقديم العروض التقليدية.
كما أن سالم اشتكى من صعوبات في الحصول على الأفلام، متأملا مع ذلك تخطى كل العقبات " من أجل المساهمة في إحياء ثقافة عروض السينما من جديد في غزة لإعادة الروح الجميلة لمجتمع غزة بعيدا عن حياة الحروب والعنف".
وحاول منظمو العروض توفير جو مشابه لدور السينما، لكن فقدان البيئة المناسبة لذلك اضطرهم لعرض الأفلام عبر جهاز عرض بصري (بروجكتور) لعدم توفر شاشة عملاقة لذلك.
ويدفع الراغبون بحضور فيلم تذكرة بعشرة شواقل إسرائيلية (2.5 دولار أمريكي) ويقول القائمون على البرنامج إنها تذهب بدل إيجار للقاعة ولتوفير لوازم أخرى.
ويلاحظ في قاعة عرض الأفلام افتقادها للحد الأدنى من التجهيزات الفنية المعتادة في دور عرض السينما في الخارج إلا أن الجهور أظهر رضاه الشديد على الأقل كمرحلة أولى لاستعادة ثقافة السينما في غزة.
وقال الكاتب المسرحي من غزة حسام سالم خلال أحد العروض ضمن برنامج "سينما غزة" إن البرنامج يشكل بارقة أمل وفرصة بأن تجد العروض السينمائية طريقها الثابت في القطاع.
وشدد سالم على أن أجواء متابعة الأفلام السينمائية داخل قاعة عامة هي أجواء مميزة لا يعوضها بالنسبة لعشاق السينما من المتخصصين والعامة كل وسائل الانترنت والاتصال الحديث.
وأشار إلى أن لقاعة العرض السينمائي أجواء حميمة جذابة من شأنها أن تعوض سكان قطاع غزة عن الكثير من واقع الحصار وجولات العنف المتتالية والاضطرابات السياسية المستمر منذ سنوات.
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف عام 2007 ويواجه سكانه البالغ عددهم زهاء مليون و900 ألف نسمة مصاعب شديدة في مغادرة القطاع للسفر.
وكانت السينما مزدهرة جدا في غزة في خمسينيات القرن الماضي عندما كان القطاع الساحلي يخضع للسيطرة المصرية. وفي حينه كان سكان غزة يرتادون دور العرض لمشاهدة الأفلام العربية والأجنبية المتنوعة.
ويظهر مبنى "سينما النصر" القديم في وسط غزة شاهدا على طول الانقطاع في العرض السينمائي في المدينة وسط ملصقات الأفلام المهترئة والجدران المحترقة. وعملت سلطات حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 خلال السنوات الماضية على إنتاج عدة أفلام تتحدث عن تمجيد قيادات في الجناح العسكري للحركة "كتائب القسام" كانوا قضوا في مواجهات مع إسرائيل.
لكن ذلك لم يترافق مع أي دعم حكومي لإعادة تأهيل دور العرض السينمائي المهمشة. وقال المسؤول في وزارة الثقافة في غزة عاطف عسقول إن الوزارة تدعم أي حراك ثقافي لاستئناف العروض السينمائية بما يبث السعادة في نفوس الفلسطينيين وهي على استعداد لتوسيع مثل هذه الأنشطة طالما ظلت ملتزمة بـ"الضوابط المجتمعية".
وأشار عسقول إلى أن دور العرض الموجودة في قطاع غزة ليست حكومية وعددها محدود، وأن نقص الإمكانيات بسبب غياب الموازنات والدعم يجعل الأموال المحدودة تُصرف على أولويات أخرى بعيدا عن عمليات تأهيله.