نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


في ضربة قوية لحرية الإعلام، متحف الصحافة يبيع مقره في واشنطن




واشنطن – يوجد بالقرب من البوابة الرئيسية لمتحف الصحافة أو " Newseum" المخصص لتاريخ وسائل الإعلام والصحافة في العاصمة الأمريكية واشنطن، والمعروف بدوره الكبير في دعم حرية الإعلام والديمقراطية، قسم خاص لسور برلين، الذي كان يقسم ألمانيا إلى نصفين، وانهار عام 1989. إنه جزء من معرض دائم، كرمز لما يعنيه العيش في دولة تقيد حرية التعبير والصحافة. ومع ذلك ، يبدو أن كل شيء يشير إلى أن القسم المخصص للجدار لن يبقى هناك لفترة طويلة. فمصيره مرتبط بالمتحف، الذي بات مستقبله على المحك.


يذكر أن منتدى الحرية، أكبر جهة مساهمة في المتحف، أعلنت في كانون ثان/ يناير الماضي، بصورة مفاجئة عن بيع المقر مقابل 372 مليون دولار ونصف المليون، لإحدى الجامعات. والآن جاري البحث عن مقر جديد لحفظ كلا من الجزء الخاص بجدار برلين ومخلفات هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية عام 2001 ، وصور الفائزين بجوائز بوليتزر وغيرها من المتعلقات الرمزية التي تبرز الأحداث الأكثر أهمية في تاريخ الصحافة الأمريكية. وكان لافتتاح المبنى ذو الهيكل الزجاجي والفولاذ الذي يضم هذه المقتنيات عام 2008 في جادة بنسيلفانيا، في منتصف المسافة بين البيت الأبيض ومبنى الكونجرس، دوي كبير، إلا أنه على غرار الكثير من الصعوبات التي واجهتها الصناعة التي يمثلها، واجه صعوبات مالية كبيرة. وقد اتخذ قرار البيع، بعد مراجعة الوضع المالي للمتحف، بما في ذلك "تكاليف التشغيل غير المستدامة". أوضحت النتيجة أن بيع المنشآت كان "أفضل طريق للمضي قدمًا" ، وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن متحف الصحافة. وفقا للبيان الرسمي قالت جان نوهارث، ابنة آل نوهارت - مؤسس صحيفة "يو إس إيه توداي" - ورئيسة والمدير التنفيذي لمنتدى الحرية "لقد كان قرارًا صعبًا ولكنه مسؤول". ولم يتضح بعد ما سيجري بعد إغلاقه، المرتقب له كانون ثان/ يناير 2020، إلا أن نوهارث أكدت أنها تود استمرار مهمة المتحف، والذي كان مشروع والدها المفضل، والذي بدأ العمل في مجال الصحافة بعد الحرب العالمية الثانية ووصل إلى قيادة مؤسسة (جانيت) التي تصدر عددا من كبرى الصحف الأمريكية، وتوفى عام 2013. قبل الانتقال إلى واشنطن، كان مقر متحف الصحافة يقع بمدينة ارلينجتون، بولاية فيرجينيا، حيث افتتح منتدى الحرية عام 1997، ليصبح أول متحف في العالم مخصص للصحافة. ويفسر الكثيرون الصعوبات التي يواجهها متحف الصحافة بالولايات المتحدة بأنها تذكير مؤلم بالتغيرات الهائلة التي مرت بها صناعة الإعلام. فمع ظهور عصر الإنترنت، واجهت وسائل الإعلام التقليدية، وخاصة الصحف الورقية، توترات مالية هائلة. بالإضافة إلى ذلك ، يحدث هذا الإغلاق في وقت وصف فيه الرئيس دونالد ترامب وسائل الإعلام بأنها "أعداء الشعب". في مقال له بصحيفة الواشنطن بوست، ذكر إدوارد ألوود، الأستاذ في جامعة ماريلاند، في كانون ثان/ يناير أن هناك مشاكل أخرى. وقال: "متحف الصحافة ، يحاول تأطير صناعة غير محددة بدقة". وأضاف "لا أعتقد أننا جميعا متفقون، على عكس ما كنا عليه في الماضي، بشأن ماهية الأخبار". من ناحية أخرى، هناك السعر المرتفع نسبيا لقيمة التذكرة (25 دولارا)، لم يكن محفزا في جذب الجماهير، نظرا إلى أنه توجد بالقرب منه العديد من المتاحف المهمة، وسعر تذاكرها أقل وأحيانا مجانية. وعلى الرغم من ذلك يجتذب المتحف 800 ألف زائر سنويا، وفقا لبيانات الإدارة، ومع ذلك لم تغط عائدات التذاكر تكاليف التشغيل. يمكن للزائرين قبل دخول المبنى قراءة التعديل الأول من الدستور، منقوشة على الواجهة، وهو نص لا يحمي حرية التعبير فحسب والصحافة، بل وحرية المعتقدات الدينية أيضا، وحق تنظيم التجمعات السلمية وحق طلب تعويضات عن المظالم الحكومية. كما يوجد في الداخل العديد من المقالات التي تقف شهودا للتاريخ: دفتر ملاحظات الصحفي مايكل ايسكوف عن مغامرة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مع المتدربة السابقة بالبيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، أو الحلة التي كان يرتديها نجم كرة القدم الأمريكية السابق أو جي سيمسون، خلال محاكمته الشهيرة بتهمة قتل زوجته الشقراء نيكول، والتي تابعتها وسائل العام الأمريكية بكل اهتمام، لأسباب تتعلق بالعنصرية عام 1995. يوجد في الطابق الثالث من المتحف ما يعرف بالنصب التذكاري للصحفيين، وهو عبارة عن لوحة مضيئة منقوش عليها أسماء أكثر من 2000 صحفي ومراسل لقوا مصرعهم أثناء تأدية عملهم. على الجدار المقابل توجد خريطة ضخمة توضح مؤشرات حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، كما يوجد أيضا نصب تذكاري مخصص للصحفيين الخمسة الذين قتلوا بالرصاص في حزيران/ يونيو الماضي في قاعة التحرير بجريدة "ذي كابيتال جازيت"، في مدينة أنابوليس بولاية ميريلاند. أما أبرز معالم المتحف فهو قاعة تمثل محاكاة لاستديو تليفزيون، يمكن للزوار أن يقوموا فيها بمحاكاة مقدمي نشرات الأخبار المشاهير. ولكن بعض المعروضات تعرضت لانتقادات لكونها موجزة للغاية، وموجهة للترفيه للغاية وتبالغ في تسطيح عمل الصحفيين الشاق والخطير في كثير من الأحيان. وجانب ركن الهدايا التذكارية بالمتحف الصواب، حينما احتلت أخباره عناوين الصحف الصيف الماضي، لقيامه ببيع قمصانا، مطبوع عليه "أنت خبر ملفق"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما اضطر إدارة المتحف للاعتذار تجنبا للجدل والشكاوى التي أثيرت بسبب هذا الموضوع. توضح لافتة في الطابق الخامس سؤالا يبدو أن ترامب هو من طرحه: "هل يمكنك الوثوق بالصحافة؟" يقوم كل شخص بتفسير الرسائل وفق هواه بطريقة مختلفة، نظرا لأن هناك العديد من وجهات النظر المتباينة حول طريقة تقديم الخبر، بينما يأتي الرد على السؤال في نفس اللافتة: "في بعض الأحيان يكون الحياد داخل المتلقي".

مارين هينيموث
الثلاثاء 7 ماي 2019