نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


برلين لا تزال عاصمة التصوير الأسود والأبيض في أوروبا




برلين - لا تزال الصور الأسود والأبيض على ورق محبب صامدة على قيد الحياة في برلين، التي يعتبرها أوله كريتشمان المدينة التي يوجد بها أكبر عدد من كبائن التصوير بنظام الأنالوج في أوروبا كلها. أطلق كريتشمان مشروعه الفني "كشك التصوير الفوري" أو (Photoautomat)، بغرض الحفاظ على الصورة الشخصية الكلاسيكية، بالرغم من الطفرة الهائلة التي يشهدها التصوير الرقمي.


يوضح كريتشمان أنه على اتصال حاليا مع جمعية دولية تطلق على نفسها "جمعية أصحاب كبائن التصوير" أو (Photobooth) للترويج لمشروعه الفني، مشيرا إلى أنه خلال ذروة الموسم السياحي يوجد في برلين ما بين 25 و30 كابينة تصوير بنظام الأنالوج.

"اعتقد أنه لا يوجد مدينة أخرى في العالم لديها كل هذا العدد من كبائن التصوير الأنالوج والتي تعمل في نفس الوقت وطوال أيام العام"، يوضح الفنان الألماني. بدأ كريتشمان فكرة مشروعه عام 2004 مع صديقه استشادونست عندما عثرا على ماكينة تصوير سويسرية مصنوعة في زيورخ، ولكنها لا تعمل فقاما بإصلاحها وحملاها إلى برلين ووضعاها في أحد شوارع المنطقة السياحية انتظارا لأن يأتي الناس والتقاط صور لأنفسهم.

بعد اثنتي عشرة عاما، أصبحت ماكينات التصوير الأنالوج تراثا ثقافيا، ولكنها ايضا مشروع تجاري بسيط يدر ربحا معقولا، فمقابل اثنين يورو وربع يمكن للسائح الحصول خلال خمس دقائق، زمن تظهير الصورة، على كادر شخصي من النمط الكلاسيكي مع أربع صور مكررة بالأسود والأبيض. وهكذا أصبحت كبائن التصوير الفوري من العلامات المميزة للمدينة الألمانية العريقة، وكأنها كانت على موعد مع هذه الماكينات المجلوبة من زيورخ، هي وسكانها الـ6ر3 ملايين. لكن هناك أسباب أخرى لنجاح هذه الماكينات يتمثل بالإضافة إلى تكلفتها المنخفضة وجودة نتائجها، في الحملة الترويجية لها على مواقع وكتيبات الإرشاد السياحية في المدينة.

تقول الطالبة الكولومبية كارينا كيروث، وجاءت إلى برلين للقيام بجولة سياحية إن "الحصول على صورة بهذه التقنية شيئ كلاسيكي، وهو شيئ يجذب انتباه السائحين، إنه نوع خاص من بطاقات المعايدة".

يشار إلى أن كبائن التصوير الفوري توجد بصفة رئيسية في محطات القطارات، خارج المراكز التجارية، صالات الرقص والحانات، وبصفة خاصة في الأماكن السياحية بالمدينة الألمانية مثل كروزبرج، فريدريتششين، ميته، برينزالور بيرج، حيث تشهد عطلات نهاية الأسبوع اصطفاف طوابير طويلة من السائحين الراغبين في الحصول على صورة فورية بالأسود والأبيض. كما تنتشر كبائن التصوير الفوري في مدن أخرى مثل هامبورج وليبزيج وكولونيا، كما توجد ماكينة وحيدة في العاصمة النمساوية فيينا، وأخرى في فلورنسا الإيطالية، وتسعى شركات وفنانون أوروبيون لتوسيع نشاط هذه الصرعة في كبرى العواصم الأوروبية مثل أمستردام وباريس ولندن وكبرى المدن الأمريكية مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرنسيسكو.

وقد حرصت ألمانيا على إعادة ترميم كبائن التصوير الفوري التي لا زالت تعمل، وترجع غالبيتها إلى حقبة الستينيات، على الرغم من أن قصة كبائن التصوير في العالم ترجع إلى أقدم من ذلك، إلى عام 1925، عندما قام المهاجر السبيري أناتول جوزيفو بإنشاء أول واحدة في نيويورك، وكانت تعمل يدويا. وفي القاهرة وعدد من مدن الخليج انتشرت هذه الكبائن في حقبة الثمانينيات، وقبلها في الثلاثينيات والأربعينيات، كان مشهدا مألوفا في الميادين الرئيسية وبالقرب من المصالح الحكومية العثور على مصور ما كان يطلق عليها وقتها "الصورة المية"، التي كانت تظهر في دلو ماء في أقل من نصف ساعة.

وشهدت كاليفورنيا ظهور أول ماكينة تصوير تعمل بالعملات النقدية عام 1942، وقد صممتها شركة أوتو فوتو، بحسب ما تؤكده صحيفة "التليجراف". ليصبح استخدامها منذ ذلك الحين جزءا من الثقافة الشعبية. أما أشهر صورة سلفي التقطت بمظام الأنالوج، فقد نفذها رائد فن البوب أندي وارهول (1928-1987)، وقد خلدت السينما هذه الكبائن، وربما أشهر عمل سينمائي ظهرت به كان الفيلم الفرنسي "آميلي"، عام 2001.

تقول طالبة الفنون الألمانية تريزا هولم "اعتقد أن جميع سكان برلين أو كل من مروا بالمدينة الألمانية لديهم صورة على الأقل التقطت في كابينة تصوير فورية، يعلقونها في منازلهم بكل فخر واعتزاز".

من الخارج تبدو كبائن التصوير الفوري قوالب معدنية مكعبة ضخمة، يبلغ ارتفاعها متر واحد، أما بالداخل فيوجد بها مقعد معدني وستارة صغيرة تفصل الداخل عن الشارع، فعلى الرغم من أنه لا يوجد بها باب، إلا أنها تعتبر حيزا حميما يتمتع بخصوصية فريدة، تتردد داخله أكثر العبارات طرافة، القبلات الأكثر رومانسية، أحضان لا حصر لها بين أصدقاء، أباء وأبناء وعشاق، وبمجرد أن ينطلق وميض فلاش الكاميرا السحري، تعيد الكابينة إنتاج نسخة فريدة من هذه اللحظة من عمر الزمن، ومع ذلك لا يوجد بها ذاكرة داخلية، كل شيئ يسجل على فرخ ورق بلونين واضحين تماما الأبيض والأسود.



سارة أورتيث
الجمعة 26 ماي 2017