نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


جولة في "ليبزج" للتعرف على تاريخ الموسيقى العظيمة في مدينة المبدعين بألمانيا




ليبزج (ألمانيا) - ديتليف بيرج - لا محل للشك في أن ليبزج هي مدينة الموسيقى بألمانيا، وهي مكان أبدع فيه كثير من العظماء في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية وأقاموا حفلات موسيقية فيها.


جولة في "ليبزج" للتعرف على تاريخ الموسيقى العظيمة في مدينة المبدعين بألمانيا
وعلى سبيل المثال أبدع الموسيقار الكبير يوهان سباستيان باخ أعماله الفنية التي رسخت حياته المهنية في هذه المدينة، كما أسس فيها فيلكس ميندلسون بارثولدي أول معهد للموسيقى / كونسرفتوار / في ألمانيا، وولد بالمدينة الموسيقار الموهوب ريتشارد فاجنر، ولا زالت تقوم حتى اليوم مؤسسات مهمة مثل أوركسترا جيفاندهاوس وفريق تومانرشور بويز بوضع بصماتها على الساحة الموسيقية.
 
وعندما تكون في ليبزج تلتقي بهذا التاريخ وجها لوجه في كل مكان تذهب إليه، والآن تم تنظيم جولة سيرا على الأقدام يطلق عليها إسم " نوتينسبور "  أي طريق الألحان الموسيقية بهدف مساعدة الراغبين على استكشاف هذا التاريخ الموسيقي والتعرف عليه، ويربط هذا البرنامج من الإرشاد السياحي الموسيقي 23 نقطة على طريق يبلغ طوله خمسة كيلومترات، وتوضح هذه النقاط أهم الأماكن التي عاش وعمل فيها أشهر الموسيقيين في ليبزج.
 
وأول نقطة انطلاق في الجولة هي" نيوجيفاندهاوس " حيث تظهر كلمات محفورة باللغة اللاتينية داخل قاعة العرض الموسيقي التي تتسع لنحو 1900 شخص تقول " إن السعادة الحقيقية هي مسألة جادة "، وفي عام 1743 في الوقت الذي تألق فيه باخ أسس تجار مدينة ليبزج أوركسترا ليبزج الموسيقية التي تعد الأقدم في أوروبا.
 
وكان الموسيقيون يقيمون الحفلات الموسيقية في البداية في قاعة مبنى المعرض والسوق التجاري لصناع وتجار الملابس، وحيث أن كلمة " جيفاند" تعني بالألمانية ملابس فقد اشتق منها إسم دار الأوركسترا " جيفاندهاوس "، وقام قادة الفرق الموسيقية بتشكيل ملامح أوركسترا ،"جيفاندهاوس " ومن بينهم شخصيات شهيرة مثل فيلكس ميندلسون بارثولدي وآرثر نيكيش وفيلهلم فورتفانجلر.
 
وهناك أيضا المايسترو كيرت ماسور الذي ترك بصماته ليس فقط في المجال الموسيقي ولكن في عالم السياسة أيضا خلال فترة نشاطه الفني  من 1970 إلى 1996 فقام أولا بدفع عملية إعادة بناء دار أوركسترا " جيفاندهاوس " الذي تعرض للدمار أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي وقت لاحق أصبح مشاركا نشطا مستخدما وضعه البارز في الإنتفاضة الشعبية السلمية في خريف 1989 التي هدمت جدار برلين ومعه ألمانيا الشرقية الشيوعية.
 
ومن النقاط التي سيقابلها الزائر أيضا أثناء الجولة كنيسة سان توماس التي كانت مقرا لفرقة تومانرشور بويز الموسيقية الشهيرة عالميا والتي تأسست عام 1212، وكان يوهان سباستيان باخ من أشهر قادة الجوقة الموسيقة للترتيل في الكنيسة حيث عمل قائدا للجوقة خلال الفترة بين 1723 - 1750.
 
وبالنسبة لهؤلائك الذين يرغبون في معرفة المزيد عن باخ يحتاجون فقط إلى السير بضع خطوات إضافية ليصلوا إلى متحف باخ، وإلى جانب العديد من القطع العديدة المعروضة التي تلقي الضوء على أأأأأأعمال وحياة باخ توجد بالمتحف غرفة للإستماع إلى أعماله الموسيقية، كما يتيح جهاز مجاني للإرشاد السياحي السمعي موسيقى مصاحبة للمعروضات.
 
ويشرح مرشد سياحي بالمتحف للزوار أن المبنى الذي يستضيف المتحف حاليا كان يمتلكه أيام باخ تاجر ثري يدعى جورج هينريش بوسي، وكان باخ يقيم مع أسرته داخل مدرسة توماس التي لم يتم الحفاظ عليها عبر الشارع المقام فيه مبنى المتحف، ونشأت صداقة بين أسرتي باخ وبوسي الذي رحب بأفراد أسرة باخ كضيوف.
 
وتقود العلامات الموسيقية المصنوعة من الصلب الذي لا يصدأ والمدمجة بشكل فني بالرصيف الزائر إلى نقاط أقل شهرة مثل حي جرافيشه فيرتل الذي يحفل بدور لنشر الأعمال الموسيقية، وتوجد به أيضا مجموعة من الآلات الموسيقية معروضة في مجمع متحف جراسي إلى جانب شومان-هاوس في 18 شارع إنستلستراسه.
 
وهناك أقامت كلارا مع روبرت شومان في أول شقة تجمعهما معا، وأبدع فيها شومان سيمفونيته الشهيرة رقم واحد المعروفة بإسم " سيمفونية الربيع "، كما أنجب الزوجان أول طفلين لهما في هذه الشقة، واليوم تحول هذا المبنى المشيد على الطراز الكلاسيكي إلى متحف ومركز للتدريب ومكان لإقامة الحفلات الموسيقية.
 
وسيسعد الزائر عند زيارة النقطة 2 أثناء الجولة وهي ميندلسون-هاوس في 12 شارع جولدشميت حيث أمضى ميندلسون بارثولدي آخر عامين من حياته، وفي الغرف التي تم تجديدها بحيث تحتفظ بطابعها الأصلي يتم عرض ملامح من حياة الموسيقار وأعماله وإسهاماته في تاريخ ليبزج الموسيقي.

ديتليف بيرج
الاحد 9 سبتمبر 2012