نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


هاجس نهاية العالم ما زال يلح على إبداعات السينما بعيدا عن السياق التجاري




لوس انجليس - ليليانا مارتينيث سكاربيلليني - هناك العديد من الممثلين الكوميديين الذين قدموا الكثير من الأفلام السخيفة التي لا معنى لها سوى كونها أفلاما تجارية، ومع ذلك فإن بعض هؤلاء الممثلين استطاعوا الوصول إلى درجة من النضج والتميز وجعلتهم يتركون بصمة مختلفة هذا هو الحال مع ستيف كاريل مواليد 1962 بطل فيلم "البحث عن صديق في نهاية العالم ".


هاجس نهاية العالم ما زال يلح على إبداعات السينما بعيدا عن السياق التجاري
يعد كاريل من أشهر الكوميديين الأمريكيين خلال العقد الأخير وذلك عبر بطولته للمسلسل الشهير والناجح جدا "المكتب" بالإضافة إلى عدد من الأفلام الكوميدية مثل " the 40 years old virgin "·
 
أما البطولة النسائية للفيلم فهي للممثلة الإنجليزية كيرا نايتلي (مواليد 1985) والتي سبق لها الترشح لنيل جائزة الأكاديمية. بدأت نايتلي مشوارها المهني كممثلة منذ الطفولة، ثم نالت شهرة عالمية في عام2003، عن دورها الرئيسي في فيلم "قراصنة الكاريبي" أمام جوني ديب.
 
 بدأ عرض الفيلم الكوميدي الجديد أواخر الشهر الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية وقد جاء الفيلم في المركز العاشر في إيرادات الشباك حيث بلغت إيراداته 83ر3 ملايين دولار وبالرغم من ذلك يتميز الفيلم بروح دعابة عالية بالإضافة إلى الكيمياء والتناغم الشديد الذي يجمع بين بطلي الفيلم.
 
السؤال الأساسي الذي يطرحه الفيلم هو ما الذي ستفعله لو كان العالم سينتهي في غضون ثلاثة أسابيع؟ هل ستتعاطى جميع المخدرات التي لم تجرؤ على تناولها من قبل هل ستمارس الجنس مع من كنت تتمنى؟ هل ستحاول أن تسافر ببساطة حول العالم دون التفكير في العقبات المعهودة من المال أو العمل؟
 
هذا بالضبط هو ما تطرحه مخرجة الفيلم وكاتبة السيناريو البارعة لورين سكافاريا، من نيوجيرسي التي استطاعت أن تلفت أنظار هوليوود إليها بعد فيلمها "نيك ونورا في قوائم التشغيل اللانهائي".
 
 استطاعت المخرجة الحصول على حق استغلال فكرة قصة الرجل الذي أكد نهاية العالم وعندها لم يفكر سوى في البحث عن حبه الأفلاطوني أيام الجامعة وحتى لا يخوض هذه المغامرة وحيدا يستطيع أن يقنع جارته وتجسد دورها كيرا نايتلي بمرافقته ومع موافقتها يتحول العمل إلى واحد من نوعية أفلام الطريق مع حالة من المرح والفوضى.
 
أثناء هذه الرحلة يقترب النيزك من الأرض بسرعة شديدة ليصل خلال ثلاثة اسابيع ويدمر الكوكب بأكمله في حالة تامة من العجز البشري حيال هذه الكارثة .
 
 يبدأ كل شخص في اتباع أجندته الخاصة التي وضع بنودها بنفسه وطبقا لأولوياته ومع ذلك اتسمت جميعها باختفاء بند العمل حيث لم يعد له وجود مع تغير معنى الحياة بالنسبة للجميع وقد تم طرح الفكرة بصورة مثيرة للاهتمام.
 
يعود الفضل في خروج قصة الفيلم بهذه الصورة بنسبة كبيرة إلى أصالة مخرجة الفيلم فقد نجحت رغم حداثتها في مجال الإخراج وكونها مخرجة مبتدئة في تناول الأمر بصورة مختلفة فلم تركز على المشاهد المبتذلة والمكررة ليوم القيامة وانما تناولت الأمر بطريقة أكثر إبداعية وأناقة وخلقت مع سيناريو الفيلم سخرية ومفارقات كثيرة مثيرة للضحك .
 
 تم تصنيف مخرجة الفيلم ضمن مجموعة من الكتاب الجدد الذين يخرجون أعمالهم بأنفسهم ولهم تاريخ مشابه مثل ديابلو كودي الحاصلة على جائزة الأوسكار عن فيلمها "جونو" وتربطها صداقة حميمة مع سكافاريا كما تضم المجموعة دانا فوكس رئيسة قسم البرامج الحوارية مثل " ما يحدث في فيجاس " و"تاريخ الزفاف".
 
ومن دلائل مهارة سكافاريا هو حالة التناغم التي أوجدتها بين بطلي الفيلم رغم الفارق الملحوظ في العمر حيث يبلغ بطل الفيلم 49 عاما في حين تبلغ بطلة الفيلم 27 عاما فقط وتقول سكارفاريا إن " المغامرات هي التي نجحت في خلق هذا التناغم بين بطلي الفيلم".
 
أما الممثلة البريطانية الشابة كيرا نايتلي فتقول إن " لم تكن المشاهد الساخنة في الفيلم مجرد مشاهد جنسية صريحة وإنما تمثل جزءا  من الحميمية" كما تؤكد أنها قد استمتعت كثيرا بالعمل في هذا الفيلم حيث كان يسود المرح طوال الوقت.
 
أما كاريل فيعلق أن الفيلم جاء ليتمم لحظة حلوة في حياته حيث جدد عقد عمله في المسلسل التليفزيوني المكتب "the office" الجزء التاسع على التوالي.
 
 ويوضح كاريل أن الفيلم قد يبدو كئيبا ولكنه ليس سخيفا بل يحمل معنى عميق للحياة وما يمكن أن يحدث للناس فيها حيث يثير الفيلم العديد من التساؤلات داخلك كيف تعيش حياتك وكيف تستمتع بها وما هي خياراتك للاستمتاع بها  فهي قصة رجل كرس وقته للاستمتاع بحياته ولم يتوقف عن التواصل مع نفسه أو مع الآخرين وهناك خبر سار في نهاية المطاف.

ليليانا مارتينيث سكاربيلليني
الاحد 22 يوليوز 2012