غير أن الشارع - باستثناء هذه المنظر الرائع - لا ينتمي بصلة إلى هذا الإقليم الكائن في الشمال الإيطالي، فهو يقع داخل إسرائيل ويؤدي إلى قرية يطلق عليها واحة السلام، وهو اسم يبدو للسامع أنه ليس في محله في دولة يغمرها صراع دموي منذ عدة عقود.
وتقر ريتا بولس مسؤولة الدعاية بالقرية قائلة " إننا نعلم إنه يتعين علينا العمل بكل جد وبشكل شاق، فالأمر يعد بالنسبة لنا بمثابة مهمة ورسالة يتعين تنفيذها ".
وهي تستخدم دائما الاسم المزدوج العبري والعربي للقرية " نيفي شالوم/واحة السلام "، لتعكس حقيقة أن نصف سكان القرية يهود والنصف الآخر فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وزاد عدد سكان القرية منذ السبعينيات من القرن الماضي ليصبح 60 أسرة تضم نحو 200 شخص.
وتعتزم القرية تحقيق مزيد من النمو في غضون الأعوام العشرة المقبلة لتضم 150 أسرة، وهناك مئات الطلبات للانضمام إلى سكان القرية.
ويحدد التجمع السكاني بالقرية بشكل ديموقراطي الأشخاص الذين سيسمح لهم بالقدوم والإقامة خلال فترة اختبار تمتد إلى 18 شهرا بالقرية، التي لا تبعد كثيرا عن الضفة الغربية.
وتعد الديمقراطية المباشرة والمشاركة المجتمعية هي إحدى مكونات المفهوم الذي تقوم عليه الحياة في القرية.
وحاول أبناء القرية التي تقع في منتصف الطريق بين تل أبيب والقدس - حيث تندلع أعمال العنف من آن لآخر بين الإسرائيليين والفلسطينيين - أن يقيموا مكانا يسود فيه السلام.
وتقول بولس إنهم حققوا نتائج أفضل مقارنة بالمدن التي تجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضيف " إن السكان الذين يقيمون في تلك المدن لا يعيشون معا بشكل فعلي ".
ومع ممارسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سياسات شبهها البعض بسياسة الفصل العنصري السابقة في جنوب أفريقيا، يكون من الإنصاف طرح سؤال حول ما الذي يمكن أن تحققه قرية بهذا الحجم الضئيل في إسرائيل، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها ثمانية ملايين نسمة.
وتشير بولس إلى أن 60 ألف شخص زاروا مدرسة السلام التابعة للقرية.
وتقول إن زوار المدرسة لا ينتمون فقط إلى تيار اليسار، ولكنهم من مختلف الخلفيات السياسية.
وتضيف مديرة المدرسة نافا سونينشتاين " إننا لا نعمل مع أولئك الذين يساندون السلام بالفعل ".
وتأمل بدلا من ذلك أن يصبح المشاركون في الندوات التي تعقدها نشطاء من أجل التغيير.
وتقول " إن الشئ المهم هو أن ننشر الإنجاز الذي حققناه بمجموعة القرية على مستوى أوسع نطاقا ".
وتستهدف مدرسة السلام أساسا الشباب الصغار، غير أنه تم في قرية نيفي شالوم/واحة السلام عام 1984 إقامة أول مدرسة ابتدائية في إسرائيل، تضم مجموعة مختلطة من التلاميذ الفلسطينيين والإسرائيليين.
وترى بولس أن التعليم المختلط بين الجانبين مهم للغاية.
وتقول إنه " إذا كان النبيان موسى ومحمد متحابين، فمن الصعب إقناع التلاميذ من الجانبين بأنهم يكنون العداء لبعضهم البعض ".
ويتعلم التلاميذ الفلسطينيون والإسرائيليون اللغتين العربية والعبرية منذ السنة الدراسية الأولى، وفي السنة الدراسية الثالثة يبدأون في تعلم الإنجليزية ".
وتقول كارميلا فيربر وهي مديرة أخرى للمدرسة إن هناك غالبا اثنين من المعلمين في الفصل الوحد للمساعدة على استمرار الدراسة بسهولة وعلى أفضل وجه.
ويبدو أن كثيرا من الآباء أصبحوا معجبين بمفهوم المدرسة، حيث يزداد عدد التلاميذ فيها باستمرار، ويبلغ حاليا أكثر من 180 تلميذا.
وتضيف فيربر " لأول مرة لم يعد لدينا فصلين منفصلين واحد للفلسطينيين والآخر للإسرائيليين بالصف الأول الدراسي ".
ويأتي نحو 70% من تلاميذ المدرسة من القرى المجاورة، تنقلهم حافلات تمول نفقاتها من جانب صناديق التنمية في أوروبا والولايات المتحدة.
ويقول رينر رامتن عضو مجلس إدارة الصندوق الألماني (أصدقاء نيفي شالوم/واحة السلام) إن القرية تعد " شوكة كبيرة ومؤكدة في جنب المجتمع الإسرائيلي "، الذي يتجه بشكل مستمر ناحية تيار اليمين.
وفي الواقع لا نجد أن القرية وأفكارها تلقى ترحيبا من الجميع، ففي عام 2012 حطم المتطرفون اليهود عدة سيارات فيها، وغادروها تاركين خلفهم رسوما بالجرافيتي تعبر عن العنصرية.
وتشير بولس إلى أن القرية شعرت بالصدمة من جراء هذا الهجوم، كما شعرت بالإحباط إزاء أن تحقيقات الشرطة حوله اتسمت بعدم الاهتمام.
ويعد التسامح قيمة جوهرية في " الواحة "، فليست هناك لوائح تلزم بارتداء القلنسوة الدينية اليهودية أو الحجاب، كما أن المطعم الوحيد في القرية ليست لديه شهادة بتقديم الطعام اليهودي الحلال المعروف باسم كوشير، ومن ناحية أخرى لا تحتوي غرفة الصلاة على أية رموز دينية.
غير أن أيا من ريتا المسلمة أو سوننشتاين اليهودية لا تشعر بأي خوف من فقدان التراث الخاص بها.
ومن المقرر أن تضاف مؤسسة أخرى إلى القرية في غضون ستة أشهر، وهي كلية " أحمد حجازي "، التي تأسست مؤخرا بالتعاون مع جامعة ماساتشوسيت الأمريكية في بوسطن، وستبدأ في تدريس برامج للدراسات العليا لعدد 24 طالبا، ثلثهم من الإسرائيليين وثلث آخر من الفلسطينيين والباقي من جنسيات دولية.
ويتناسب اسم البرنامج مع قرية نيفي شالوم/واحة السلام تماما، حيث يحمل عنوان " تسوية الصراعات ".
وتقر ريتا بولس مسؤولة الدعاية بالقرية قائلة " إننا نعلم إنه يتعين علينا العمل بكل جد وبشكل شاق، فالأمر يعد بالنسبة لنا بمثابة مهمة ورسالة يتعين تنفيذها ".
وهي تستخدم دائما الاسم المزدوج العبري والعربي للقرية " نيفي شالوم/واحة السلام "، لتعكس حقيقة أن نصف سكان القرية يهود والنصف الآخر فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وزاد عدد سكان القرية منذ السبعينيات من القرن الماضي ليصبح 60 أسرة تضم نحو 200 شخص.
وتعتزم القرية تحقيق مزيد من النمو في غضون الأعوام العشرة المقبلة لتضم 150 أسرة، وهناك مئات الطلبات للانضمام إلى سكان القرية.
ويحدد التجمع السكاني بالقرية بشكل ديموقراطي الأشخاص الذين سيسمح لهم بالقدوم والإقامة خلال فترة اختبار تمتد إلى 18 شهرا بالقرية، التي لا تبعد كثيرا عن الضفة الغربية.
وتعد الديمقراطية المباشرة والمشاركة المجتمعية هي إحدى مكونات المفهوم الذي تقوم عليه الحياة في القرية.
وحاول أبناء القرية التي تقع في منتصف الطريق بين تل أبيب والقدس - حيث تندلع أعمال العنف من آن لآخر بين الإسرائيليين والفلسطينيين - أن يقيموا مكانا يسود فيه السلام.
وتقول بولس إنهم حققوا نتائج أفضل مقارنة بالمدن التي تجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتضيف " إن السكان الذين يقيمون في تلك المدن لا يعيشون معا بشكل فعلي ".
ومع ممارسة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سياسات شبهها البعض بسياسة الفصل العنصري السابقة في جنوب أفريقيا، يكون من الإنصاف طرح سؤال حول ما الذي يمكن أن تحققه قرية بهذا الحجم الضئيل في إسرائيل، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها ثمانية ملايين نسمة.
وتشير بولس إلى أن 60 ألف شخص زاروا مدرسة السلام التابعة للقرية.
وتقول إن زوار المدرسة لا ينتمون فقط إلى تيار اليسار، ولكنهم من مختلف الخلفيات السياسية.
وتضيف مديرة المدرسة نافا سونينشتاين " إننا لا نعمل مع أولئك الذين يساندون السلام بالفعل ".
وتأمل بدلا من ذلك أن يصبح المشاركون في الندوات التي تعقدها نشطاء من أجل التغيير.
وتقول " إن الشئ المهم هو أن ننشر الإنجاز الذي حققناه بمجموعة القرية على مستوى أوسع نطاقا ".
وتستهدف مدرسة السلام أساسا الشباب الصغار، غير أنه تم في قرية نيفي شالوم/واحة السلام عام 1984 إقامة أول مدرسة ابتدائية في إسرائيل، تضم مجموعة مختلطة من التلاميذ الفلسطينيين والإسرائيليين.
وترى بولس أن التعليم المختلط بين الجانبين مهم للغاية.
وتقول إنه " إذا كان النبيان موسى ومحمد متحابين، فمن الصعب إقناع التلاميذ من الجانبين بأنهم يكنون العداء لبعضهم البعض ".
ويتعلم التلاميذ الفلسطينيون والإسرائيليون اللغتين العربية والعبرية منذ السنة الدراسية الأولى، وفي السنة الدراسية الثالثة يبدأون في تعلم الإنجليزية ".
وتقول كارميلا فيربر وهي مديرة أخرى للمدرسة إن هناك غالبا اثنين من المعلمين في الفصل الوحد للمساعدة على استمرار الدراسة بسهولة وعلى أفضل وجه.
ويبدو أن كثيرا من الآباء أصبحوا معجبين بمفهوم المدرسة، حيث يزداد عدد التلاميذ فيها باستمرار، ويبلغ حاليا أكثر من 180 تلميذا.
وتضيف فيربر " لأول مرة لم يعد لدينا فصلين منفصلين واحد للفلسطينيين والآخر للإسرائيليين بالصف الأول الدراسي ".
ويأتي نحو 70% من تلاميذ المدرسة من القرى المجاورة، تنقلهم حافلات تمول نفقاتها من جانب صناديق التنمية في أوروبا والولايات المتحدة.
ويقول رينر رامتن عضو مجلس إدارة الصندوق الألماني (أصدقاء نيفي شالوم/واحة السلام) إن القرية تعد " شوكة كبيرة ومؤكدة في جنب المجتمع الإسرائيلي "، الذي يتجه بشكل مستمر ناحية تيار اليمين.
وفي الواقع لا نجد أن القرية وأفكارها تلقى ترحيبا من الجميع، ففي عام 2012 حطم المتطرفون اليهود عدة سيارات فيها، وغادروها تاركين خلفهم رسوما بالجرافيتي تعبر عن العنصرية.
وتشير بولس إلى أن القرية شعرت بالصدمة من جراء هذا الهجوم، كما شعرت بالإحباط إزاء أن تحقيقات الشرطة حوله اتسمت بعدم الاهتمام.
ويعد التسامح قيمة جوهرية في " الواحة "، فليست هناك لوائح تلزم بارتداء القلنسوة الدينية اليهودية أو الحجاب، كما أن المطعم الوحيد في القرية ليست لديه شهادة بتقديم الطعام اليهودي الحلال المعروف باسم كوشير، ومن ناحية أخرى لا تحتوي غرفة الصلاة على أية رموز دينية.
غير أن أيا من ريتا المسلمة أو سوننشتاين اليهودية لا تشعر بأي خوف من فقدان التراث الخاص بها.
ومن المقرر أن تضاف مؤسسة أخرى إلى القرية في غضون ستة أشهر، وهي كلية " أحمد حجازي "، التي تأسست مؤخرا بالتعاون مع جامعة ماساتشوسيت الأمريكية في بوسطن، وستبدأ في تدريس برامج للدراسات العليا لعدد 24 طالبا، ثلثهم من الإسرائيليين وثلث آخر من الفلسطينيين والباقي من جنسيات دولية.
ويتناسب اسم البرنامج مع قرية نيفي شالوم/واحة السلام تماما، حيث يحمل عنوان " تسوية الصراعات ".