وهذا ما سأشهد عليه الله اليوم ويوم تقوم الأشهاد لرب العالمين ، [ قل يعمل على شاكلته ].
بداية أود أن انوه أن ما سأكتبه هو توصيف لسبب التصعيد الإسرائيلي ولا علاقة له بموقفي الشخصي ، وجميع قرائي على مدار أكثر من عشر سنوات يعلمون جيداً أن كتاباتي بعيدة جداً عن الرغبة العاطفية بقدر ما استطيع ، ولكن ما سأكتبه اليوم توصيف مجرد تماماً للواقع ودلالاته .
أصل المشكلة في سوريا ليست من الشعب السوري سواءً كان معارضاً لنظام الأسد أو موالي له ، إنما القضية اعمق من ذلك بكثير ، فلب المشكلة يكمن في أن #التيار_الأوبامي_اللاتيني هو من كان يرعى #المحور_الإيراني رعاية وتبني حقيقي وليس مجرد أوهام ، بالمقابل هناك التيار المناهض له هو #التيار_الأنكلوسكسوني الذي يمثله ترامب اليوم ، هذا الإنقسام الحاد أودى بالشرق الأوسط إلى حاله الآن ،
فنتنياهو يعتبر أن الكيل قد طفح من سياسة أوباما بايدن بدعم إيران وأذرعها العلني والذي لا يختلف عليه عاقلان ، هذا الدعم كان سبباً في اندلاع حرب غزة ، وما قامت به حماس ضرب الأمن القومي الوجودي لإسرائيل في النخاع ، ووفقاً للعقيدة الإسرائيلية التي تعتبر أن إسرائيل في وسط بحر من الأعداء وخاصة بعد فشل التطبيع مع مصر والإردن ، وبالتالي فإن أي عبث أو تراخي بأمنها القومي يهدد وجودها ولا يمكن أن تسمح به وتعتبر إسرائيل ما تقوم به حرب وجود .
وجميعنا سمعنا التصريحات الخارجة عن السياق والعرف الدبلوماسي والتراشقات بين نتنياهو وبايدن وماكرون ، فاستمات بايدن وماكرون لوقف الحرب عن #حزب_الله وفشلت كل الجهود لوقفها أمام إصرار نتنياهو بإجتثاث المحور الإيراني من المنطقة ثم ضرب إيران لاحقاً امر محتم الوقوع ،ولم يعطي #نتنياهو أي أهمية لبايدن وماكرون بإيقاف الحرب ، بل ذهب ابعد من ذلك في المساهمة في اسقاط بايدن وعدم إعطائه أي انجاز يتعلق بوقف الحرب في لبنان أو غزة ،إذاً هو الصراع في جذره هنا بالضبط ، يريد نتنياهو هدم كل ما بناه التيار الأوبامي ، إذاً لا بد من الإنتقام من نتنياهو وحكومته ، وعندما خسر بايدن الإنتخابات أراد أن يوجه ضربة في نخاع الأمن القومي الإسرائيلي ثأراً وانتقاماً ، فكان الإخراج التالي :
● فقد أوعز لتركيا بإسقاط الأسد على الفور ، ما هي القوة الأكثر انضباطاً في الساحة السورية ؟ لا يوجد سوى هيئة تحرير الشام [ وهذه حقيقة ] أما باقي الفصائل فهي غير منضبطة ، ومن غير المنطقي أن تسقط النظام ، وهذا الكلام منطقي ، بل وغاية في المنطقية وصحيح ، وتركيا بلعت الطعم ، فاختيار الهيئة المقصود به ضربة في الصميم لنتنياهو وافشال كل محاولات إسرائيل في حربها من خلال استقدام جهاديين أشد بأساً وشكيمة من حماس.
وعلى حدودها الشمالية مباشرة { انتبهتم أين اللعبة } ،
● وبنفس الوقت فإن روسيا ضاقت ذرعاً بنظام بشار ولم تعد قادرة أن تحميه ووقعت في حيص بيص بعد أن قلصت نسبياً قواتها الجوية وسحبتها اتجاه اوكرانيا ، ولا تريد أن تخسر تركيا ولا دول الخليج ومصر ، وساهمت في اسقاط الأسد بشكل عملي وسربت تعليمات للجيش بالإنسحاب في عملية معقدة ساعدها في ذلك المخابرات التركية ، وإسرائيل لا تمانع من اسقاط الأسد ولكن ليس باستقدام بديل جهادي عقائدي ، ولو كان الإسقاط عن طريق مجلس عسكري والهيئة فصيل من باقي الفصائل وليست هي القائد لكان الأمر مختلف ، وهنا بدأت المشكلة الحقيقية ، تحاول تركيا ودول الخليج أن يعطوا تطمينات لإسرائيل بأن كل القضايا العالقة والمقلقة يمكن حلها ويتعهدون بذلك ، وهذا وفق قرائتي الخاصة ، حتى إدارة الشرع كانت واضحة في إرسال تطمينات لإسرائيل ولكن دون جدوى ، والسبب متعلق بقضية واحدة حصراً وهي لا تريد #الإسلام_الجهادي على حدودها مهما كانت النتائج ، وهذا مبدأ إستراتيجي لا يمكن أن تساوم عليه وفق العقيدة الإسرائيلية ، وهنا جوهر المشكلة بالضبط ، أي تم تحويل سوريا كقنبلة في وجه نتنياهو وترامب ، لعرقلة وإفشال إنهاء المحور الإيراني ، هذا الأمر كان هناك بمثابة أمل كبير لإسقاط الإدارة الجديدة ومخرجاً لابعادهم عن المحاسبة على جرائمهم ، وأعني فلول النظام ، والأحزاب الكردية ، وتيار الشيخ حكمت الهجري ، فتمت أحداث الساحل بتوجيه خارجي توطئة للبناء عليها من تيار الهجري الذي بدأ يقول أن الادرارة الجديدة مصنفة على قوائم الإرهاب وسيكون دور الدروز بعد العلويين ، وأيضاً الأحزاب الكردية شرق الفرات والذين لا يزالون يراقبون وينتظرون الفرصة لنقض الإتفاق مع الإدارة الجديدة ، علماً وكما سمعنا بأنهم رفضوا الأعلان الدستوري ، والسؤال الأهم هو : هل بمقدور دول الخليج وتركيا حل كل هذه القضايا العالقة وكبح جماح إسرائيل ؟ هل تستطيع تركيا وفق تصريحات أردوغان النارية والقوية التصدي لإسرائيل ؟ أترك الجواب لكم .
كل ما تخوضه إسرائيل منذ حرب غزة لغاية اللحظة تعتبره حرب وجود لا مفر منه وفق مبدأ أمن وجودها ، وإن أي تنازل في هذا الأمر تعتبره بداية انتهاء وجودها ، وخاصة يحكمها اليمين المتطرف .
كل ما تقدم توصيف مجرد للواقع الإقليمي كما هو ، والآن سأبدي رأيي واقول صديقك من صدقك لا من صدَّقك والدول لا تبنى بالعواطف :
إن الإدارة الجديدة قد إرتكبت أخطاء ، وإن عدم نصحها يعني التآمر عليها وعلى وحدة ومستقبل سوريا ، والأمر لا يؤخذ بالعواطف أو التراخي أو اللاوعي لعواقب الأمور ، وعليها أن تعيد حساباتها وتعدلها جوهرياً فسوريا في مفترق خطير وخطير جداً ، خاصة فيما يتعلق :
#أولاً : تنظيم العدالة الإنتقالية تحت سقف القانون وتفعيل القضاء واعطائه استقلالية وفصل السلطات ، ووقف كل الإنتهاكات والتجاوزات الغير منضبطة ، واستصدار قوانين صارمة تمنع وتجرم وتعاقب التجييش الطائفي أياً كان ومن خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، وتفعيل الأعلام الرسمي ومنع الإنفلات الإعلامي .
#ثانياً : هيكلية الجيش والقوات الأمنية واعلان عقيدتهم القتالية ،واعادة كل الضباط المنشقين والضباط وصف الضباط والكوادر لجميع إدرات القوات المسلحة ودون سن التقاعد وبأقصى سرعة ، والغير ملوثة أيديهم بالدم السوري ومن كل الأطياف وبدون تأخير واحترام النظم العسكرية والكفاءة والتراتبية ، فالعيب ليس في بنية الهيكلية بل في النظام المجرم البائد ، والهيكلية السابقة ليست من بنى أفكار النظام السابق بل هي نظم عالمية ناضجة وخاضعة لعشرات السنين من التجارب والتعديل ولا داعي لأي للتجريب والإجتهاد لهيكلية جديدة .
#ثالثاً : المشاركة السياسية الحقيقية لمكونات الشعب السوري بشكل أوسع ، والغاء مفهوم الأكثرية والأقلية ، والفكر الأحادي المتعارض ونواميس الوجود في التعددية واعتماد مبدأ الدولة المدنية وبوضوح .
#رابعًا: عدم السماح لأحزاب سياسية على اساس العرق أو الدين أو العابرة للحدود ، وتشكل الأحزاب بحيث تمكن كل مكونات ومشارب المجتمع السوري من الإنتساب فيها .
#خامساً : إقصاء العنصر الأجنبي من أي موقع مسؤولية .
#سادساً : اعتماد اللامركزية الإدارية وفق التقسيم الإداري للمحافظات السورية القائمة .
#سابعاً : مشاركة البرجوازية الوطنية في القرار السياسي والإقتصادي .
#ثامناً : تفعيل منظمات المجتمع المدني والنقابات واختيار كل محافظة ممثليهم في البرلمان ، وفق إنتخابات جزئية والموجود حالياً ويعتبر برلماناً مؤقتاً ريثما تنتهي المرحلة الإنتقالية .
#تاسعاً : اعادة النظر في التعيينات في كثير من مناصب الدولة الحالية وفقاً للكفاءة والإستقلالية .
#عاشراً : لا يمنع ابداً أن يطلب من الجامعة العربية المساهمة في إرسال قوات عربية لفترة محدودة لحين استكمال اعادة هيكلة وتأهيل القوات المسلحة الجديدة ، نظراً لتدمير معظم العتاد العسكري من قبل إسرائيل .
ما أقدمه هو توصيف مجرد كما هو للواقع الإقليمي والتوتر الحاصل ، مع مقترحات مبدئية قد تكون مجتزأة أو قسم منها ليس اختصاصي ، وإنما مؤشرات ، وأتمنى أن يصل كلامي لأصحاب الشأن والرئيس الشرع ، ولا املك أي قناة اتصال مع الادارة الجديدة للأسف ، ولا املك سوى هذه البوابة لانصح واوضح وابراءً لذمتي أمام الله …
---------
فيسبوك
فيسبوك