
وتتسم الرحلة على متن سيارة الأجرة القديمة عبر شوارع العاصمة الكوبية هافانا بالوعورة، وتنبعث من خلال نوافذ السيارة المفتوحة روائح المدينة المختلطة بأدخنة عوادم البنزين المنطلق من سيارات الشيفروليه والتشيني والكاديلاك والدودج.
وحتى وقت قريب كان معظم السيارات وسيارات الأجرة التي تجوب شوارع كوبا منتجة منذ عشرين عاما على الأقل، سواء السيارات ذات الصندوق من طراز لادا المصنعة في الاتحاد السوفيتي السابق والتي عادت للظهور في الجزيرة الكوبية أو السيارات الكبيرة الأمريكية الصنع التي يرجع تاريخ إنتاجها إلى ما قبل قيام الثورة الكوبية عام 1959.
وكانت الحكومة الكوبية قد حظرت استيراد السيارات الجديدة لمدة نصف قرن غير أنها أعادت فتح باب الاستيراد في أيلول/سبتمبر الماضي، وكنتيجة لذلك تغير منظر الشوارع وأصبح يمكن للمرء أن يرى هنا وهناك سيارات جديدة مستوردة من فرنسا وأسبانيا.
ومع ذلك لا زالت السيارات القديمة التي يبلغ عمرها 50 عاما هي التي تهيمن على الشارع الكوبي، وهذه السيارات هي التي يستخدمها الكوبيون في انتقالاتهم اليومية كما أنها تشكل سيارات الأجرة التي لها مذاق خاص، وإذا أردت الركوب فيمكنك أن تشير إلى إحدى سيارات الأجرة وأنت واقف على جانب الطريق وهي مارة أو أن تختار أجمل واحدة من وسط طابور طويل من سيارات الأجرة المنتظرة أمام الكابيتوليو أي مبنى البرلمان في هافانا.
وتعد أجرة الإنتقال في جولة حول المدينة رخيصة وتشمل تعليقا من السائق على المشاهد باللغة الإنجليزية، وتندفع الرياح وبمعنى أكثر دقة أدخنة العوادم من نوافذ السيارة المفتوحة، وتشق السيارة طريقها وسط التكدس المروري في منطقة وسط البلد بينما يمتلأ الهواء بضجيج أبواق السيارات المتزاحمة وصياح السائقين.
وتأخذك الجولة عبر المستودع الرمادي اللون أو بالأحرى فندق ناسيونال مارة بميدان لا ريفولوسيون أو الثورة الهادىء وفندق بارك سنترال ومرورا بمناظر تتنوع بين الفقر والسعادة في الشوارع.
ويتوقف السائق جورج هنا وهناك ليتحول إلى مصور فوتوغرافي مستخدما آلات التصوير التي بحوزة السياح لالتقاط الصور لهم وهم يقفون أمام المباني والنصب التذكارية والأشجار الضخمة وتمثال المغني الإنجليزي جون لينون أحد أعضاء فريق البيتلز.
ويلاحظ أنه يتم تلميع الجسم الخارجي لهذه السيارات القديمة بشكل رائع، غير أن الجزء الداخلي حيث يجلس الركاب يكون في حالة مزرية تخيف معظم الزوار الأوروبيين، فقد تم صنع كل جزء من السيارة قبل الثورة وجميع الجهود المبذولة لصيانتها لا يمكن أن تعوض نقص قطع الغيار الناتج عن سنوات من الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على هذه الدولة الاشتراكية.
وعلى سبيل المثال تجد أن أبواب السيارات بلا مقابض والمقاعد المنجدة بها ثقوب بينما تطل الأسلاك من لوحة عدادات القياس كما تبدو غرز الخياطة في المقاعد، وفي السيارة التشيني التي يقودها جورج لا يعمل فيها عداد قياس السرعة.
ومع ذلك يجلس الضيف في راحة حيث يستند بظهره وهو جالس على المقعد الواسع ويشاهد في استرخاء المناظر التي تمر أمام عينيه في شوارع هافانا، وتتكلف الجولة التي تستغرق ساعة نحو 13 دولارا، ويرتفع السعر بمعدل ثلاثة أمثال عند ركوب سيارة بسقف متحرك ومع ذلك يمكنك دائما مساومة السائق.
ويمكن أن يكون السعر أرخص عند ركوب سيارة أجرة للتوجه إلى مقصد واحد، وفي مدينة سنتياجو دي كوبا ثاني أكبر المدن الكوبية يستحق الأمر أن تأخذ سيارة أجرة إلى أقرب شاطىء وهو بلايا سيبوني، وتستغرق الرحلة حوالي ثلاثين دقيقة للخروج من المدينة والسير على جانب مزارع الموز والضياع.
ويؤكد السائق جاديل إنه يمكن الوثوق بأن كل سائق سيارة أجرة سيفي بوعده ويعود في الوقت المتفق عليه لالتقاط السياح من أماكنهم مرة أخرى وإعادتهم إلى الفنادق، وهو " كمسألة شرف " لا يأخذ الأجرة إلا بعد أن يعيد الزبون إلى المدينة.
ونادرا ما يركب المرء في كوبا سيارة الأجرة بمفرده، وينحرف جاديل بالسيارة فجأة إلى جانب الطريق وتتوقف لتدخل سيدة تدعى ماريزا السيارة وهي تقول " مرحبا " وتقبل جاديل ثم السياح المندهشين على الخدود، وفي الحال تسمع أحدث حكايات النميمة عن وفاة امرأه من الجيران وزواج ابنة أخت والحفل الذي سيقام في نهاية الأسبوع المقبل في منزل فلان.
وتجري الأمور بشكل مماثل في سيارات الأجرة التي يركبها السكان المحليون بشكل مشترك، ولا يعرف أحد هوية الراكب إلى جواره ولكن الجميع يتحدثون بحماس بينما تندفع الحافلة والتي تكون أحيانا سيارة نقل أكثر قدما في طريق محدد، وغالبا ما يمنع السائقون السياح من ركوب الحافلة بالصياح قائلين " نو توريستا " أي " لا للسائحين " ولكن إذا لم يكن في المكان شرطي يرى ما يحدث فيمكن للسائح أن يقفز داخل الحافلة ويدفع أجرة تزيد عما يدفعه المواطن.
ويئن محرك السيارة وهو يعطي دفعة لانطلاق الحافلة التي تتحرك في طريقها إلى الأمام محدثة جلبة. فلتحيا كوبا.
وحتى وقت قريب كان معظم السيارات وسيارات الأجرة التي تجوب شوارع كوبا منتجة منذ عشرين عاما على الأقل، سواء السيارات ذات الصندوق من طراز لادا المصنعة في الاتحاد السوفيتي السابق والتي عادت للظهور في الجزيرة الكوبية أو السيارات الكبيرة الأمريكية الصنع التي يرجع تاريخ إنتاجها إلى ما قبل قيام الثورة الكوبية عام 1959.
وكانت الحكومة الكوبية قد حظرت استيراد السيارات الجديدة لمدة نصف قرن غير أنها أعادت فتح باب الاستيراد في أيلول/سبتمبر الماضي، وكنتيجة لذلك تغير منظر الشوارع وأصبح يمكن للمرء أن يرى هنا وهناك سيارات جديدة مستوردة من فرنسا وأسبانيا.
ومع ذلك لا زالت السيارات القديمة التي يبلغ عمرها 50 عاما هي التي تهيمن على الشارع الكوبي، وهذه السيارات هي التي يستخدمها الكوبيون في انتقالاتهم اليومية كما أنها تشكل سيارات الأجرة التي لها مذاق خاص، وإذا أردت الركوب فيمكنك أن تشير إلى إحدى سيارات الأجرة وأنت واقف على جانب الطريق وهي مارة أو أن تختار أجمل واحدة من وسط طابور طويل من سيارات الأجرة المنتظرة أمام الكابيتوليو أي مبنى البرلمان في هافانا.
وتعد أجرة الإنتقال في جولة حول المدينة رخيصة وتشمل تعليقا من السائق على المشاهد باللغة الإنجليزية، وتندفع الرياح وبمعنى أكثر دقة أدخنة العوادم من نوافذ السيارة المفتوحة، وتشق السيارة طريقها وسط التكدس المروري في منطقة وسط البلد بينما يمتلأ الهواء بضجيج أبواق السيارات المتزاحمة وصياح السائقين.
وتأخذك الجولة عبر المستودع الرمادي اللون أو بالأحرى فندق ناسيونال مارة بميدان لا ريفولوسيون أو الثورة الهادىء وفندق بارك سنترال ومرورا بمناظر تتنوع بين الفقر والسعادة في الشوارع.
ويتوقف السائق جورج هنا وهناك ليتحول إلى مصور فوتوغرافي مستخدما آلات التصوير التي بحوزة السياح لالتقاط الصور لهم وهم يقفون أمام المباني والنصب التذكارية والأشجار الضخمة وتمثال المغني الإنجليزي جون لينون أحد أعضاء فريق البيتلز.
ويلاحظ أنه يتم تلميع الجسم الخارجي لهذه السيارات القديمة بشكل رائع، غير أن الجزء الداخلي حيث يجلس الركاب يكون في حالة مزرية تخيف معظم الزوار الأوروبيين، فقد تم صنع كل جزء من السيارة قبل الثورة وجميع الجهود المبذولة لصيانتها لا يمكن أن تعوض نقص قطع الغيار الناتج عن سنوات من الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على هذه الدولة الاشتراكية.
وعلى سبيل المثال تجد أن أبواب السيارات بلا مقابض والمقاعد المنجدة بها ثقوب بينما تطل الأسلاك من لوحة عدادات القياس كما تبدو غرز الخياطة في المقاعد، وفي السيارة التشيني التي يقودها جورج لا يعمل فيها عداد قياس السرعة.
ومع ذلك يجلس الضيف في راحة حيث يستند بظهره وهو جالس على المقعد الواسع ويشاهد في استرخاء المناظر التي تمر أمام عينيه في شوارع هافانا، وتتكلف الجولة التي تستغرق ساعة نحو 13 دولارا، ويرتفع السعر بمعدل ثلاثة أمثال عند ركوب سيارة بسقف متحرك ومع ذلك يمكنك دائما مساومة السائق.
ويمكن أن يكون السعر أرخص عند ركوب سيارة أجرة للتوجه إلى مقصد واحد، وفي مدينة سنتياجو دي كوبا ثاني أكبر المدن الكوبية يستحق الأمر أن تأخذ سيارة أجرة إلى أقرب شاطىء وهو بلايا سيبوني، وتستغرق الرحلة حوالي ثلاثين دقيقة للخروج من المدينة والسير على جانب مزارع الموز والضياع.
ويؤكد السائق جاديل إنه يمكن الوثوق بأن كل سائق سيارة أجرة سيفي بوعده ويعود في الوقت المتفق عليه لالتقاط السياح من أماكنهم مرة أخرى وإعادتهم إلى الفنادق، وهو " كمسألة شرف " لا يأخذ الأجرة إلا بعد أن يعيد الزبون إلى المدينة.
ونادرا ما يركب المرء في كوبا سيارة الأجرة بمفرده، وينحرف جاديل بالسيارة فجأة إلى جانب الطريق وتتوقف لتدخل سيدة تدعى ماريزا السيارة وهي تقول " مرحبا " وتقبل جاديل ثم السياح المندهشين على الخدود، وفي الحال تسمع أحدث حكايات النميمة عن وفاة امرأه من الجيران وزواج ابنة أخت والحفل الذي سيقام في نهاية الأسبوع المقبل في منزل فلان.
وتجري الأمور بشكل مماثل في سيارات الأجرة التي يركبها السكان المحليون بشكل مشترك، ولا يعرف أحد هوية الراكب إلى جواره ولكن الجميع يتحدثون بحماس بينما تندفع الحافلة والتي تكون أحيانا سيارة نقل أكثر قدما في طريق محدد، وغالبا ما يمنع السائقون السياح من ركوب الحافلة بالصياح قائلين " نو توريستا " أي " لا للسائحين " ولكن إذا لم يكن في المكان شرطي يرى ما يحدث فيمكن للسائح أن يقفز داخل الحافلة ويدفع أجرة تزيد عما يدفعه المواطن.
ويئن محرك السيارة وهو يعطي دفعة لانطلاق الحافلة التي تتحرك في طريقها إلى الأمام محدثة جلبة. فلتحيا كوبا.