نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت

نظرة في الإعلان الدستوري

26/03/2025 - لمى قنوت


مصممات يمنيات يعدن رونق الأزياء اليمنية القديمة بقالب حديث




صنعاء - تعتبر الملابس التقليدية والشعبية جزءا لا يتجزأ من تراث الدول كونها تعبر عن تميز وتفرد تلك الدول وحضاراتها، وتلعب دوراً مهماً في تحديد معالم هويتها وقوميتها. وترتبط الأزياء الشعبية بالعادات والتقاليد والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية على مر الزمن.


وفي اليمن، احتلت الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في اوساط المجتمع وكان لتلك الأزياء حضوراً بارزاً في جميع المناسبات الاجتماعية، إلا أن الكثير من هذه الأزياء اصبحت مهملة في الوقت الحالي ولا يرتديها إلا بعض الناس، وخصوصاً كبار السن، بعد ان طغت الأزياء الحديثة عليها واصبحت رائجة اكثر في اوساط المجتمع. وفي محاولة لإحياء وإعادة رونق الأزياء اليمنية التقليدية، اتجهت بعض مصممات الأزياء اليمنيات مؤخراً نحو مزج الأزياء الحديثة بالأزياء التقليدية لابتكار موديلات تجمع بين كلاسيكية الماضي وعصرية الحاضر وتتناسب مع الحياة اليومية للفتاة اليمنية، لتستطيع ارتدائها في أي مكان سواء في العمل أو الجامعة أو أي مكان آخر. وتركز التجديد في الأزياء الحديثة على إدخال اقمشة الأزياء التقليدية في تصاميم العبايات النسائية السوداء والحقائب النسائية كونها اكثر ما ترتدية المرأة اليمنية عند الخروج من المنزل. وتقول سلمى سلمان، مصممة ازياء يمنية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها تحاول من خلال معظم تصاميمها المزج بين القديم والحديث من اجل إعادة إظهار جمال الزي اليمني التقليدي في قالب عصري حديث.

وتشير سلمان إلى أن قماش "الستارة" هو اكثر ما تستخدمه في تصاميمها للعبايات والحقائب النسائية لتستطيع من خلاله إعادة رونق "الستارة اليمنية القديمة".

والستارة هي قطعة قماشية قطنية مربعة الشكل ومزخرفة بأشكال هندسية حمراء اللون، وتتميز بنقوشها وزخارفها الملونة والمزدحمه في الوسط والحواف والأركان. وكانت النساء في صنعاء وبعض المحافظات في شمال اليمن ترتدي الستارة في الماضي لتغطية اجسادهن قبل رواج العبايات السوداء في اوساط المجتمع.

وبحسب سلمان، تعتبر الستارة هوية الزي التقليدي للمرأة الصنعانية إلا أن ظهور العبايات السوداء طغى على جمال الستارة والأزياء التقليدية القديمة الأخرى "كالمغمق" وهو غطاء للوجه مصنوع من الحرير أو القطن يلبس مع الستارة ويتميز بلونه الأسود والأحمر.

واشتهرت اليمن منذ القدم بتعدد الأزياء التقليدية النسائية والرجالية التي تختلف في تصاميمها والوانها من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى.

سماح الغصيني، مصممة أزياء يمنية، تحاول هي الأخرى من خلال تصاميم الأزياء النسائية أن تجمع بين الموضة الحديثة وبين نكهة التقليد والتراث اليمني، لاسيما فيما يتعلق بالألوان ونوعية الأقمشة المستخدمة.

وتقول الغصيني لـوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المرأة اليمنية تميزت في الماضي بجمال أزيائها التي حوت أجمل الألوان، ومن أجمل تلك الأزياء الستارة الصنعانية التي تعد تحفة فنية.

وتضيف "لكن في الفترة الحالية طغت العبايات السوداء على تلك الألوان والأزياء التقليدية الجميلة، وأصبح الكثيرون يعتبرون ارتدائها عيباً واقتصر لبس الستارة فقط على النساء الكبيرات في السن".

وترى الغصيني أن إعادة إحياء ارتداء الأزياء التقليدية اليمنية القديمة، بما فيها الستارة، مهم جداً وهذا ما ظهر مؤخراً من خلال إستخدام أقمشة الأزياء القديمة كالستارة والمغمق والأقمشة التقليدية المشهورة بزخرفتها وألوانها في تصميم العبايات السوداء، أو تصميمها بشكل تنانير طويلة، وأغطية للرأس والحقائب النسائية.

وتوضح الغصيني "بهذه الطريقة نستطيع إعادتها بشكل حديث ونكسر اللون الأسود الذي طغى مؤخراً على جمال الزي اليمني المعروف منذ القدم".

قبول مجتمعي تصاميم الأزياء والعبايات التي تجمع بين الأزياء القديمة والحديثة لاقت قبولاً في اوساط النساء والفتيات في المجتمع اليمني.

وتقول نور صلاح، مذيعة يمنية، لـ (د.ب.أ) إنها تحب الستارة الصنعانية والأزياء اليمنية التقليدية بشكل كبير كونها تشع بالحياة من خلال ألوانها وزخارفها وتصاميمها.

وتضيف "حالياً لم تعد المرأة في المجتمع اليمني ترتدي الأزياء القديمة عند الخروج من المنزل كونها ملونة ومزخرفة، حيث طغت العبايات السوداء على كل شيء، ولكن بعد ظهور عبايات سوداء ممزوجة بأقمشة الستارة والمغمق الذي يندرج ضمن الأزياء القديمة تشجعت انا والكثير من الفتيات على ارتدائها".

ترتدي صلاح عباية سوداء عليها قطع قماشية من اقمشة الستارة وتغطي رأسها بطرحة مصنوعه من نفس قماش المغمق التقليدي، وتوضح " أكون سعيدة جداً عندما ارتدي هذه العباية خصوصاً اثناء مشاركتي بمؤتمرات او فعاليات يحضرها اشخاص من جنسيات مختلفة، فمن خلالها أبرز جمال الزي اليمني القديم بتشكيلات تواكب الموضه الحديثة".

وإلى جانب استخدام هذه التصاميم الجديدة في العبايات التي ترتديها النساء والفتيات عند الخروج من المنزل، استخدمت بعض الطالبات الجامعيات هذه الفكرة في تصميم عبايات التخرج.

اماني عبدالله، طالبة في كلية الاثار بجامعة صنعاء، قررت مع صديقاتها تصميم عبايات التخرج بالشكل الحديث ومزجه بالزي التقليدي القديم.

وتقول عبدالله لـ (د.ب.أ) "قمنا بتصميم عبايات سوداء ممزوجة بقماش الستارة وجمعنا ما بين القديم والحديث. كانت عبايات التخرج مميزة جداً ولفتت انتباه الفتيات في باقي الكليات. كان منظرنا في حفل التخرج جميل مثل لون قوس قزح".

وتؤكد عبدالله أن الأزياء اليمنية هي من أجمل الأزياء وخصوصاً الستارة الصنعانية لما فيها من ألوان وزخارف تميزها عن غيرها، إلا أن العادات المغلوطة التي ظهرت مؤخراً تسببت بإختفاء هذا الجمال، وهو ما يجب مقاومته من خلال إعادة تلك الأزياء بشكل حديث يشجع بقية الفتيات على ارتدائه وكسر قاعدة التقيد "بالعبايات السوداء".

محمد الباشا، صاحب محل عبايات، يقول أن العبايات السوداء التي تكون ممزوجة بألوان وأقمشة الستارة اليمنية بدأت تلقى قبولاً لدى الفتيات بشكل كبير، إلا أن لبسها ما يزال لدى معظمهن محصوراً في أماكن ومناسبات معينة، "وهذا على الرغم من كل التطورات التي أدخلت عليها حتى تكون مناسبة لارتدائها في كل الأماكن بشكل حديث يحافظ على التراث اليمني".

ويستغرب الباشا من ذلك ويضيف "يجب أن نعيد جمال الزي اليمني وهو ما بدأناه بالفعل ولا نعتبره عيباً، فهو ما كانت ترتديه امهاتنا وجداتنا ويجب أن لا نعتبر ذلك عيبا فالأزياء اليمنية القديمة جميلة ومحتشمة بنفس الوقت".

ويرى الباشا أن بداية انتشار الازياء التقليدية بشكل حديث، وتقبلها من بعض الفتيات سيساعد على تشجيع الأخريات وكسر الحاجز لبدء إحياء لبس الأزياء اليمنية التقليدية والتخلص من لبس العبايات السوداء التي انتشرت لدى معظم اليمنيات.

محط أنظار وعلى الرغم من القبول المجتمعي الذي لاقته تلك التصاميم الجديدة، ترى بعض النساء أن ارتداء العبايات التي يدخل في تصميمها اقمشة الأزياء التقليدية يجب أن يقتصر على المناسبات فقط.

سمر القدسي، موظفة قطاع خاص، تقول لـ (د.ب.أ)، "من الممكن أن ارتدي ملابس مصنوعة من قماش الستارة أو حتى المصون أو المغمق، أو أزياء يمنية أخرى، ولكن في المناسبات فقط، فلبسها في اي مكان وبأي وقت يجعل الفتاة محط أنظار الجميع كون الأزياء التقليدية مميزة بألوانها الملفتة للأنظار".

وتعتقد القدسي أن سبب عزوف الكثير من الفتيات عن ارتداء الأزياء التقليدية على الرغم من جمالها وحبهن لها، هي نظرة المجتمع والعادات الدخيلة التي حكمت عليهن بلبس الأسود معتبرين أن الأزياء القديمة التي كانت ترتديها اليمنيات خارج المنزل "عيب".

وانتشرت العباية السوداء الحديثة بشكل واسع بين اليمنيات، وأصبحت هي الزي الرسمي لهن أثناء الخروج من المنزل إلى العمل او الأسواق او زيارة الأهل والأقارب.

أمل اليريسي
الاربعاء 8 يونيو 2016