نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


نصر حامد أبو زيد: الإسلام المعاصر في مصر يفتقر للبعد الروحي بسببب نفوذ البترودولار السعودي




أمستردام - ميشيل هويبنك - الإسلام المعاصر في مصر يفتقر إلى البعد الروحي. هذا هو رأي المفكر الإصلاحي نصر حامد أبو زيد، الذي ألقى محاضرة مؤخراً في أمستردام. ويقول أيضاً إن على المسلمين إعادة التفكير في جهود التحديث التي بذلها المفكرون الإصلاحيون في القرن التاسع عشر


نصر حامد أبو زيد: الإسلام المعاصر في مصر يفتقر للبعد الروحي بسببب نفوذ البترودولار السعودي
لقد نشأت على إسلام يختلف تماماً؛ لا صلة له البتة بالإسلام الذي نراه في مصر اليوم" يقول د. نصر أبو زيد وهو يتنهد.
قبل 12 عاماً، أُجبر د. أبو زيد على الهروب من بلاده مصر. وكأستاذ للأدب بجامعة القاهرة، كتب دراسة طبّق فيها مناهج البحث التاريخي الحديث على النص القرآني. واتهمته السلطات الدينية في مصر بالردة، وعقوبتها في الشريعة الإسلامية الإعدام. وبدافع الخوف على حياته، جاء إلى هولندا حيث يعمل حالياً أستاذاً للعلوم الإنسانية بجامعة أوتريخت.
مثل الكثيرين من أبناء جيله، أدهشت د. أبو زيد موجة الأسلمة المفاجئة في المجتمع المصري منذ نهاية السبعينات. فقد قطعت مصر شوطاً لا بأس به في طريق الحداثة، ثم ارتدت فجأة إلى خطاب إسلاموي أجهض كل أشكال التفكير النقدي والتقدمي. ويعزو أبو زيد ذلك إلى نفوذ البترودولار القادم من المملكة السعودية، إذ يقول: ذهب الكثير من العرب إلى دول الخليج لأسباب اقتصادية ثم عادوا متأثرين بالمذهب الوهابي. وكانوا يفكرون كما يلي: هؤلاء الناس أثرياء لأنهم مسلمين جيدين". ومنذ ذلك الوقت أصبح الدين هو الإطار المرجعي الوحيد في المجتمع المصري. لقد أصبح كل المجتمع أكثر إسلاموية كما يقول أبو زيد: المساجد ممتلئة، بدأت النساء يتحجبن، مؤسسات الدولة أصبحت أكثر ‘إسلاماً‘. لكن كل كذلك لا يعدو كونه تديناً يفتقر إلى البعد الروحي، خال من أي روح. "في نفس الفترة استشرى الفساد. يذهب الناس إلى المساجد، لكنهم عندما يغادرونها إلى الشوارع يكذبون ويغشون". وانخرطت السلطة والمعارضة في منافسة محمومة لتثبت كل واحدة أنها أكثر ‘إسلاماً‘ من الأخرى. "وفي محاولاتهما لإسكات الآخر، أصبحت تهم التكفير ممارسة يومية".
ويوضح د. أبو زيد أن الدولة نفسها متناقضة في توججها إزاء الدين. فالدستور المصري ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وفي ذلك الإطار، فإن الحقوق الديمقراطية، التي يضمنها الدستور نفسه، لا تعدو كونها مجرد كلام فارغ من أي محتوى. لا توجد مساواة بين المواطنين، ويقول: "الذين لا يتبعون الدين الرسمي للدولة، أقل مكانة. والأقباط لا يحصلون على حماية الدولة". كذلك لا وجود للحريات الشخصية أو لحرية الاعتقاد الديني "أن يغير أحد الناس دينه، فهذه كارثة، والتفاسير البديلة للنصوص الدينية تُواجه بتهم الهرطقة والتكفير، أما الفنون والآداب، فيتم حظرها باعتبارها تجديف".
د. أبو زيد ليس متفائلاً حول إمكانية التغيير. لكن آماله في المستقبل بعلقها على الأجيال الشابة. ويأمل أن تعود هذه الأجيال لتواصل جهود المفكرين الإصلاحيين في القرن التاسع عشر مثل محمد عبده. ويقول كان الإصلاحيون السابقون يرغبون في تحديث الإسلام بدلاً من أسلمة الحداثة كما يريد الإسلامويين الماصرون. فأولئك لا يرون أي تعارض بين الإسلام والحداثة".
ما الذي يمكن أن تقدمه الدول الغربية لتشجيع عملية الإصلاح الإسلامي هذه؟ ويقول د. أبو زيد إن الإجابة القصيرة على هذا السؤال هي: ‘أتركونا لوحدنا!‘ لأن الدعم الغربي المباشر للتجديد الإسلامي لن يقدم إلا الانتقاص من شرعية هذا التجديد. ربما يكون أفضل شيء تقدمه الدول الغربية، كما يقول البروفيسور أبو زيد، هو زيادة منحها الأكاديمية للطلاب من الدول الإسلامية لدراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعات الغربية. ذلك لأنه يعتقد أن تعلم المناهج النقدية سيقودهم تلقائياً إلى فهم دينهم بطريقة حديثة وتاريخية تأخذ ما هو جوهري من التاريخ. ويختتم د. أبو زيد بقوله: لا تنسوا أن رواد التحديث الإسلامي قد درسوا في الغرب. فقد جمعوا بين المعرفتين الحديثة والتقليدية
--------------------
ترجمة :علي حمزة

ميشيل هوسك - وكالات - إذاعة هولندا العالمية
الاثنين 16 نونبر 2009